تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وذكر الدكتور محمد وصفي في كتاب "القرآن والطب" أنه نقل ما كتبه في مجلة "هدى الإسلام" عام 1354هـ (1936م) فقال: "الماء الدافق هو السائل المنوي الذي يحتوي على الحيوانات المنوية الحية, وسمي دافقاً لأنه يصب .. بوساطة الانقباضات الخاصة التي تدفع بها القناة الناقلة والحويصلة المنوية هذا السائل .. , وهو قوله تعالى: "أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مّن مّنِيّ يُمْنَىَ" [القيامة: 37] , ويقول القاموس المحيط دفقه ويدفقه صبه, وهذا ما يجعل الماء الدافق خاصاً بالذكر وحده دون الأنثى, إذ ليس للمرأة ماء يصب ويتدفق بشدة كماء الرجل, بل إن ماء المرأة إفراز يسيل لمجرد تليين الجهاز التناسلي وترطيبه, مثل سيلان اللعاب والعرق, وبذلك يكون قوله تعالى: "يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ" أي يخرج من بين صلب الرجل وترائبه ولا دخل هنا لصلب المرأة وترائبها مطلقاً .. , والصلب هو السلسلة الفقرية .. والترائب هي عظام الصدر .. , (و) النطفة .. تتكون حقيقةً في القناة المنوية في الأنثيين (الخصيتين) ولا تتكون في الصلب ولا تتكون كذلك من الترائب, فقوله تعالى: "يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ" ليس معناه أنه يخرج منهما ولكن معناه أنه يخرج بينهما, أي يخرج من مكان يقع بينهما, وهذا من عظيم أسرار الإسلام في الطب .. , (و) في الذكر والأنثى .. مكان الغدة التناسلية يكون في أول الأمر في الفراغ البطني .. (و) يقع تماماً بين الصلب والترائب .. , فالآية الكريمة ترشدنا بذلك إلى أصل تكوين الغدة التناسلية في الإنسان وتدلنا على مكان وجودها الأولي فيه .. (و) يخرج باعتبار نشأته الأولى وأصل وجوده في الجنين" (28).

وقال المراغي (تُوفِّي عام 1371هـ - 1952م): "فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ مِمّ خُلِقَ" أي فلينظر بعقله وليتدبر في مبدأ خلقه ليتضح له قدرة واهبه وأنه .. على إعادته أقدر .. "خُلِقَ مِن مّآءٍ دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصّلْبِ وَالتّرَآئِبِ" حقائق علمية تأخر العلم بها والكشف عن معرفتها وإثباتها ثلاثة عشر قرنا, بيان هذا أن صلب الإنسان هو عموده الفقري (سلسلة ظهره) وترائبه هي عظام صدره .. وإذا رجعنا إلى علم الأجنة وجدنا في منشأ خصية الرجل ومبيض المرأة ما يفسر لنا هذه الآيات التي حيرت الألباب .. فكل من الخصية والمبيض في بدء تكوينهما يجاور الكلى ويقع بين الصلب والترائب, أي ما بين منتصف العمود الفقري تقريبا ومقابل أسفل الضلوع .. , فإذا كانت الخصية والمبيض في نشأتهما وفي إمدادهما بالدم الشرياني وفي ضبط شئونهما بالأعصاب قد اعتمدتا في ذلك كله على مكان في الجسم يقع بين الصلب والترائب فقد استبان صدق ما نطق به القرآن الكريم وجاء به رب العالمين ولم يكشفه العلم إلا حديثا بعد ثلاثة عشر قرنا من نزول ذلك الكتاب, هذا وكل من الخصية والمبيض بعد كمال نموه يأخذ في الهبوط إلى مكانه المعروف فتهبط الخصية حتى تأخذ مكانها في الصفن ويهبط المبيض حتى يأخذ مكانه في الحوض بجوار بوق الرحم, وقد يحدث في بعض الأحيان ألا تتم عملية الهبوط هذه فتقف الخصية في طريقها ولا تنزل إلى الصفن فتحتاج إلى عملية جراحية .. , وإذا هدي الفكر إلى كل هذا في مبدأ خلق الإنسان سهل أن نصدق بما جاء به الشرع وهو البعث في اليوم الآخر ..

"إِنّهُ عَلَىَ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ" أي إن الذي قدر على خلق الإنسان ابتداءً .. قادر أن يرده حيا بعد أن يموت" (29).

ويقول الدكتور محمد علي البار في كتاب "خلق الإنسان بين الطب والقرآن": "لنبق قليلا مع الآية الكريمة التي تتحدث عن الماء الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب نتملى معانيها المعجزة الباهرة .. والآية الكريمة تحثنا على النظر في الإنسان الذي خلق من هذا الماء الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب, وسبب تدفقه .. هو تقلصات جدار الحويصلة المنوية والقناة القاذفة للمني .. تقول الآية الكريمة أن الماء الدافق يخرج من بين الصلب والترائب, ونحن قد قلنا أن هذا الماء (المني) إنما يتكون في الخصية وملحقاتها, كما تتكون البويضة في المبيض لدى المرأة, فكيف تتطابق الحقيقة العلمية مع الحقيقة القرآنية؟: إن الخصية والمبيض إنما يتكونان من الحدبة التناسلية بين صلب الجنين وترائبه, والصلب هو العمود الفقري والترائب هي الأضلاع, وتتكون الخصية والمبيض في هذه المنطقة بالضبط

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير