ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[22 - 09 - 03, 06:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الشيخ عبدالرحمن.
ما ذكرتم يبين امور:
1 - مذهب ابن حزم في الاعجاز (انكاره) وان الله منع المعارضة وهو قريب من مذهب النظام وغيره من اساطين المعتزلة.
2 - كلام الرافعي رحمه الله هو تشنيع وهزء من كلام ابن حزم.
3 - كلام ابن حزم وحججه ساقطه ليس فيها قوة لا في برهانه الاخير
ولا في معارضته.
4 - اتضح معنى كلام ابن حزم رحمه الله وعليه اتضح رد الرافعي رحمه الله.
جزاكم الله خيرا شيخنا ابا عمر على ازالة هذ اللبس.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[22 - 09 - 03, 07:14 م]ـ
وجزاك الله خيرا
ولابن تيمية رحمه الله في الجواب الصحيح (5/ 422 - 436) كلام مفيد حول معنى إعجاز القرآن والتحدي بالإتيان بمثله وكذلك في مواضع أخرى متعددة
قال في الجواب الصحيح (5/ 429)
(ومن أضعف الأقوال قول من يقول من أهل الكلام إنه معجز بصرف الدواعي مع تمام الموجب لها أو بسلب القدرة التامة أو بسلبهم القدرة المعتادة في مثله سلبا عاما مثل قوله تعالى لزكريا (آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا)
وهو أن الله صرف قلوب الأمم عن معارضته مع قيام المقتضي التام!!
فإن هذا يقال على سبيل التقدير والتنزيل وهو أنه إذا قدر أن هذا الكلام يقدر الناس على الإتيان بمثله فامتناعهم جميعهم عن هذه المعارضة مع قيام الدواعي العظيمة إلى المعارضة من أبلغ الآيات الخارقة للعادات بمنزلة من يقول إني آخذ أموال جميع أهل هذا البلد العظيم وأضربهم جميعهم وأجوعهم وهم قادرون على أن يشكوا إلى الله أو إلى ولي الأمر وليس فيهم مع ذلك من يشتكي فهذا من أبلغ العجائب الخارقة للعادة
ولو قدر أن واحدا صنف كتابا يقدر أمثاله على تصنيف مثله أو قال شعرا يقدر أمثاله أن يقولوا مثله وتحداهم كلهم فقال عارضوني وإن لم تعارضوني فأنتم كفار مأواكم النار ودماؤكم لي حلال امتنع في العادة أن لا يعارضه أحد فإذا لم يعارضوه كان هذا من أبلغ العجائب الخارقة للعادة
والذي جاء بالقرآن قال للخلق كلهم أنا رسول الله إليكم جميعا ومن آمن بي دخل الجنة ومن لم يؤمن بي دخل النار وقد أبيح لي قتل رجالهم وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم ووجب عليهم كلهم طاعتي ومن لم يطعني كان من أشقى الخلق ومن آياتي هذا القرآن فإنه لا يقدر أحد على أن يأتي بمثله وأنا أخبركم أن أحدا لا يأتي بمثله
فيقال لا يخلوا إما أن يكون الناس قادرين على المعارضة أو عاجزين فإن كانوا قادرين ولم يعارضوه بل صرف الله دواعي قلوبهم ومنعها أن تريد معارضته مع هذا التحدي العظيم أو سلبهم القدرة التي كانت فيهم قبل تحديه فإن سلب القدرة المعتادة أن يقول رجل
معجزتي أنكم كلكم لا يقدر أحد منكم على الكلام ولا على الأكل والشرب فإن المنع من المعتاد كإحداث غير المعتاد فهذا من أبلغ الخوارق وإن كانوا عاجزين ثبت أنه خارق للعادة
فثبت كونه خارقا على تقدير النقيضين النفي والإثبات
فثبت أنه من العجائب الناقضة للعادة في نفس الأمر
فهذا غاية التنزل!
والا فالصواب المقطوع به أن الخلق كلهم عاجزون عن معارضته لا يقدرون على ذلك ولا يقدر محمد نفسه من تلقاء نفسه على أن يبدل سورة من القرآن بل يظهر الفرق بين القرآن وبين سائر كلامه لكل من له أدنى تدبر كما قد أخبر الله به في قوله (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)
وأيضا فالناس يجدون دواعيهم إلى المعارضة حاصلة لكنهم يحسون من أنفسهم العجز عن المعارضة ولو كانوا قادرين لعارضوه
وقد انتدب غير واحد لمعارضته لكن جاء بكلام فضح به نفسه وظهر به تحقيق ما أخبر به القرآن من عجز الخلق عن الإتيان بمثله مثل قرآن مسيلمة الكذاب كقوله يا ضفدع بنت ضفدعين نقي كم تنقين لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين رأسك في الماء وذنبك في الطين) انتهى.