تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون فأقر الرسل بأنهم بشر مثلنا ولكن الله من عليهم بالرسالة, فإن الله سبحانه يمن على من يشاء من عباده بما شاء ويصطفي منهم من أراد; ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور ومثل هذا في القرآن كثير.

وإن أريد به أن الرسول ليس بشرا أصلا أو أنه بشر لكنه لا يماثل البشر في جنس صفاتهم فهذا باطل يكذبه الواقع وكفر صريح; لمناقضته لما صرح به القرآن من إثبات بشريتهم ومماثلتهم للبشر فيما عدى ما اختصهم الله به من الوحي والنبوة والرسالة والمعجزات.

وعلى كل حال لا يصح إطلاق هذه الكلمة نفيا ولا إثباتا إلا مع التفصيل والبيان لما فيها من اللبس والإجمال; ولذا لم يطلقها القرآن إثباتا إلا مع بيان ما خص به رسله كما في الآيات المتقدمة, كما في قوله تعالى: قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون وكما يخشى من التعبير بمماثلتهم للبشر بإطلاق انتقاص الرسل والتذرع إلى إنكار رسالتهم يخشى من النفي للمماثلة بإطلاق الغلو في الرسل وتجاوز الحد بهم إلى ما ليس من شأنهم, بل من شئون الله سبحانه, فالذي ينبغي للمسلم التفصيل والبيان لتمييز الحق من الباطل والهدى من الضلال.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس

عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز

حكم هذه الأبيات في الإستغاثة بغير الله

فتوى رقم (3068):

س1: في هذه الأيام نرى جماعة من المسلمين قد تغالوا في حب الموتى, يدعونهم ويطلبون منهم حاجاتهم, ويشتكون إليهم مصائبهم معتقدين أنهم يحضرون في مجالسهم إذا دعوهم ويفرجون كروبهم, ومن العادات المنتشرة بينهم أن يجتمع الناس في ليلة من الليالي في غرفة مظلمة ويدعون عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه ألف مرة معتقدين أنه أمرهم بذلك وأنه يحضرهم ويقضي حاجاتهم؛ إذا فعلوا ذلك ويستدلون على ذلك بالأبيات التالية ويقرأونها بكل خضوع وخشوع وبكل حب وإذلال, ومن هذه الأبيات ما يلي:

يا قطب أهل السماء والأرض غوثهما يا فيض عيني وجوديهم وغيثهما يا ابن العليين قد أحرزت إرثهما يا خير من كان يدعى محي الدين يا غوث الأعظم كل الدهر والحين أعلى ولي بتحكيم وتمكين أولى فقير إلى المولى ومسكين أنت الذي الدين سمى محي الدين وقد أتاك خطاب الله مستمعا يا غوث الأعظم كن بالقرب مجتمعا أنت الخليفة لي في الكون ملتمعا سميت باسم عظيم محي الدين ومنها أيضا:

ومن ينادي اسمي ألفا بخلوته عزما بهمة صرما لغفوته أجبته مسرعا من أجل دعوته فليدع يا عبد القادر محي الدين يا غوث الأعظم عبد القادر السرعة يا سيدي احضرني يا محي الدين ومنها أيضا:

يا سيدي سندي غوثي ويا مددي كن لي ظهيرا على الأعداء بالمدد مجير عرضي وخذ يدي مدي ومددي خليفة الله فينا محي الدين كهف اللهيف أمان قلب حائر مأوى الضعيف ضمان قصد ناذر غوث الذي كان في البحر كان كعاثر يا سيد السادات عبد القادر ويقرأون هذه الأبيات ثم يدعون محي الدين عبد القادر ألف مرة.

وعندنا يوجد قبر ولي في بلدة (الناهور) والمسلمون ينادونه بكل خشوع وخضوع في المجالس كالتالي:

يا صاحب الناهور كن لي ناصر في السمع والأعضاء وحسن الباصر ويطول عمر لا بعمر قاصر يا مجمع الخيرات عبد القادر كن لي ملاذا يوم فخر الفاخر لشدائد الدنيا يوم آخر ومثل هذه الأبيات توجد كثيرة جدا ولا يخلو بيت من البيوت عنها - ولو خلا عن المصحف ويقرأون هذه الأبيات في كل المناسبات والحفلات ويشترك فيها من ينتسب إلى العلوم الدينية ويجوزونها.

وأرجو منكم أن تفكروا في معاني هذه الأبيات ثم تجيبوا على الأسئلة التالية بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بإجابة واضحة لكي ننشرها ونوزعها بين المسلمين ليظهر الحق ويزهق الباطل ولعلهم يهتدون بها.

س 1: هل يجوز لمسلم أن يقرأها وأمثالها من الأبيات تعبدا ويعتقد ما فيها من المعاني؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير