عن العوام بن حوشب ـ إمام محدث حدث عن إبراهيم النخعي ومجاهد تلميذ بن عباس رضي الله عنها ـ قال (نزلت مرة حيا، وإلى جانب الحي مقبرة، فلما كان بعد العصر انشق فيها القبر، فخرج رجل راسه راس الحمار، وجسده جسد إنسان، فنهق ثلاث نهقات ثم انطبق عليه القبر، فإذا عجوز تغزل شعرا أو صوفا، فقالت امرأة: ترى تلك العجوز؟ قلت: ما لها؟ قالت: تلك أم هذا. قلت: وما كان قصته؟ كان يشرب الخمر، فإذا راح تقول له أمه: يا بني اتق الله إلى متى تشرب هذه الخمر؟! فيقول لها: إنما أنت تنهقين كما ينهق الحمار! قالت: فمات بعد العصر. قالت: فهو ينشق عنه القبر بعد العصر، كل يوم فينهق ثلاث نهقات، ثم ينطبق عليه القبر) رواه الاصبهاني وغيره، وقال الاصبهاني حدث به أبو العباس الأصم إملاء بنيسابور بمشهد من الحفاظ فلم ينكروه. صحيح الترغيب والترهيب للعلامة الألباني 2/ 665
ــــــــــــــ
والعجب كل العجب أن ما يقول هذا الكافر أنه رآه وسمعه وسجله، من أنهم رجال ونساء عراة يصيحون من شدة العذاب، ينطبق تماما على ما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف عذاب القبر الذي يعذب به الزناة والزواني، وذلك في الحديث الطويل الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أتاه آتيان، فانطلقا معه، وانه رأى عذاب المعذبين في حديث طويل، ثم قال صلى الله عليه وسلم:
(فأتينا على مثل التنور – قال: فأحسب أنه كان يقول: -فإذا فيه لغط وأصوات. قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت: ما هؤلاء؟ ثم ذكر الحديث وفيه:
وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني) رواه البخاري من حديث سمرة بن جندب.
وما أشبه صوت المعذبين في الشريط الذي يزعم هذا الرجل أنه سجله عندما أرعبته رؤية المعذبين وسماع أصواتهم في الجحيم، ما أشبهه بهذا الحديث الذي قاله صلى الله عليه وسلم عن عذاب الزناة والزواني،وأنه سمع (أصوات ولغط)، وهو الصوت المرعب الذي يسمع من الشريط أجارنا الله وإياكم ونعوذ بالله تعالى من غضبه، والعجب انه أذيع على قناة أمريكية، وسجله شخص كافر لايعرف شيئا عن عذاب القبور، ولا عما ورد في سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن المعلوم أن سيبيريا قد دفن فيها ستالين الطاغية الملحد أثناء حكمه ملايين البشر الذين قتلهم وهجرهم فماتوا هناك، فهي مقبرة عظيمة مليئة بقبور الكفار، فسبحان الله تعالى، ونعوذ بالله تعالى من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ونعوذ بالله تعالى من عذاب القبر وعذاب جهنم وفتنة المحيا والممات وشر فتنة المسيح الدجال.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 03, 01:08 ص]ـ
صحيح مسلم ج: 4 ص: 2199
2867 حدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن ابن علية قال ابن أيوب حدثنا ابن علية قال وأخبرنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد ولم أشهده من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة قال كذا كان يقول الجريري فقال (من يعرف أصحاب هذه الأقبر) فقال رجل أنا قال (فمتى مات هؤلاء) قال ماتوا في الإشراك فقال
(إن هذه الأمة تبتلى في قبورها
فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه
ثم أقبل علينا بوجهه فقال
تعوذوا بالله من عذاب النار
قالوا نعوذ بالله من عذاب النار
فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر
قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر
قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن
قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن
قال تعوذوا بالله من فتنة الدجال
قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 03, 01:52 ص]ـ
قال الإمام البخاري في صحيحه (1314) حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثنا سعيد عن أبيه أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت لأهلها يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق)
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ج: 3 ص: 185
قوله (لصعق) أي لغشى عليه من شدة ما يسمعه
وربما أطلق ذلك على الموت والضمير في يسمعه راجع إلى دعائه بالويل أي يصيح بصوت منكر لو سمعه الإنسان لغشى عليه
قال ابن بزيزة هو مختص بالميت الذي هو غير صالح وأما الصالح فمن شأنه اللطف والرفق في كلامه فلا يناسب الصعق من سماع كلامه انتهى
ويحتمل أن يحصل الصعق من سماع كلام الصالح مألوف
وقد روى أبو القاسم بن مندة هذا الحديث في كتاب الأهوال بلفظ (لو سمعه الإنسان لصعق من المحسن والمسيء)
فإن كان المراد به المفعول دل على وجود الصعق ثم سماع كلام الصالح أيضا وقد استشكل هذا مع ما ورد في حديث السؤال في القبر (فيضربه ضربة فيصعق صعقة يسمعه كل شيء الا الثقلين
)
والجامع بينهما الميت والصعق
والأول استثنى فيه الإنس فقط والثاني استثنى فيه الجن والأنس والجواب أن كلام الميت بما ذكر لا يقتضي وجود الصعق وهو الفزع الا من الآدمي لكونه لم يألف سماع كلام الميت بخلاف الجن في ذلك
وأما الصيحة التي يصيحها المضروب فإنها غير مألوفة للإنس والجن جميعا لكون سببها عذاب الله ولا شيء أشد منه على كل مكلف فاشترك فيه الجن والإنس والله أعلم
واستدل به على أن كلام الميت يسمعه كل حيوان ناطق وغير ناطق لكن قال ابن بطال هو عام أريد به الخصوص وأن المعنى يسمعه من له عقل كالملائكة والجن والإنس لأن المتكلم روح وإنما يسمع الروح من هو روح مثله وتعقب بمنع الملازمة إذ لا ضرورة إلى التخصيص بل لا يستثنى الا الإنسان كما هو ظاهر الخبر وإنما اختص الإنسان بذلك إبقاء عليه وبأنه لا مانع من انطاق الله الجسد بغير روح كما تقدم والله تعالى أعلم) انتهى.
¥