- إلى أن قال رحمه الله: " وأما من ابتدع دينا لم يشرعوه [يعني الأنبياء]، فترك ما أمروا به من عبادة الله وحده لا شريك له واتباع نبيه فيما شرعه لأمته وابتدع الغلو فى الأنبياء والصالحين والشرك بهم، فإنَّ هذا تتلعب به الشياطين.
قال تعالى: ((إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون - إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون)).
وقال تعالى: ((إن عبادى ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين)) ... ".
- إلى أن قال رحمه الله: ((فإذا شاهد أحدهم القبر انشق وخرج منه شيخ بهيٌّ عانقه أو كلَّمه ظنَّ أنَّ ذلك هو النبي المقبور، أو الشيخ المقبور.
القبر لم ينشق! وإنما الشيطان مثَّل له ذلك، كما يمثِّل لأحدهم أنَّ الحائط انشق، وأنَّه خرج منه صورة إنسان، ويكون هو الشيطان تمثَّل له فى صورة إنسان، وأراه أنه خرج من الحائط.
ومن هؤلاء من يقول لذلك الشخص الذى رآه قد خرج من القبر: نحن لا نبقى فى قبورنا، بل من حين يقبر أحدنا يخرج من قبره ويمشي بين الناس.
ومنهم من يرى ذلك الميت فى الجنازة يمشي، ويأخذ بيده.
إلى أنواع أخرى معروفة عند من يعرفها.
وأهل الضلال إما ان يكذِّبوا بها.
وإمَّا أن يظنُّوها من كرامات أولياء الله، ويظنُّون أن ذلك الشخص هو نفس النبي أو الرجل الصالح أو ملك على صورته.
وربما قالوا هذه روحانيته، أو رقيقته، أو سره أو مثاله أو روحه، تجسَّدت.
حتى قد يكون من يرى ذلك الشخص فى مكانين، فيظنُّ أنَّ الجسم الواحد يكون فى الساعة الواحدة في مكانين!
ولا يعلم أنَّ ذلك حين تصوَّر بصورته ليس هو ذلك الإنسى)). انتهى المقصود منه باختصار وتصرُّفٍ قليل.
- فالحاصل .. من كلِّ ما سبق:
أنَّ هذه القصة والأصوات التي في الشريط لا تخرج عن حالين:
- الأولى: إما أن تكون قد وقعت بالفعل ولم يكذب من حكاها وسجَّلها، فتكون من أصوات الشياطين وألاعيبهم وعبثهم بالإنس، خاصةً أنَّ أولئك الذين وقعت لهم من اوليائهم من الكفرة المرتكسة.
- يضاف إلى هذا أنَّ هؤلاء الذين حكوا هذه القصة ممن وقعت لهم بزعمهم ممن لا يؤمن أكثرهم بالجن والشياطين ووجودها.
- الحال الثانية: أن تكون القصَّة مكذوبة مختلقة من أساسها، وتسجيل أصواتٍ في شريط صوتي، بل حتى تسجيل فيلم مرئي فيه نوعٌ مما تقدَّم = ممكنٌ في هذا العصر الذي كثرت فيه طرق الخداع والتصميم بطرقٍ شتى.
- وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
أبو عمر السمرقندي
23/ 2/1426 هـ
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[03 - 04 - 05, 02:56 ص]ـ
رد موفق شيخنا الفاضل أبا عمر.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 04 - 05, 08:01 ص]ـ
ومن المعلوم أن سيبيريا قد دفن فيها ستالين الطاغية الملحد أثناء حكمه ملايين البشر الذين قتلهم وهجرهم فماتوا هناك، فهي مقبرة عظيمة مليئة بقبور الكفار، فسبحان الله تعالى.
- بل المعلوم أنَّ أكثر ضحايا ستالين المجرم الكبير هم من المسلمين، من القوقاز وأواسط آسيا وغيرها، وسيبيريا ومجاهلها هي مقابرهم ومنفاهم.
بل ضحايا الشيوعية مروراً بثورة لينين وغيرها في الغالب هم المسلمون.
وأتون الحرب العالمية الثانية سعرت أكثرها بجنود من بلاد المسلمين، جندوا ودفعوا للقتال قسراً في تلك المعارك التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل و لا بقر!
والتاريخ يحفظ هذا.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[03 - 04 - 05, 08:23 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الموتى يسمعون الخطاب، ويصل إليهم الثواب، ويعذبون بالنياحة، بل وما لم يسأل عنه السائل من عقابهم في قبورهم وغير ذلك، فقد يكشف لكثير من أبناء زماننا يقظة ومناماً ويعلمون ذلك ويتحققونه، وعندنا من ذلك أمور كثيرة (مجموع الفتاوى 24/ 376).
وقال ابن القيم: رؤية هذه النار في القبر كرؤية الملائكة والجن تقع أحياناً لمن شاء الله أن يريه ذلك (الروح 187).
وقال: وقدرة الرب أوسع وأعجب من ذلك، وقد أرانا من آيات قدرته في هذه الدار ما هو أعجب من ذلك بكثير، ولكن النفوس مولعة بالتكذيب بما لم تحط به علماً إلا من وفقه الله تعالى وعصمه (الروح 186).
وقال: وهذه الأخبار وأضعافها وأضعاف أضعافها مما لا يتسع لها الكتاب مما أراه الله سبحانه لبعض عباده من عذاب القبر ونعميه عياناً ... وليس عند الملاحدة والزنادقة إلا التكذيب بما لم يحيطوا بعلمه (الروح 195 196).
وذكر ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية نفس كلام ابن القيم مؤيداً له (شرح العقيدة الطحاوية 401).
وقال ابن رجب: قد كشف الله تعالى لمن شاء من عباده من عذاب أهل القبر ونعيمه، وقد وقع بعض ذلك في زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ووقع بعده كثيراً (أهوال القبور 82).
قال د. عمر الأشقر: لم يزل بعض الناس يتحدثون عن سماعهم أو رؤيتهم للمعذبين في قبورهم ومن هؤلاء ثقات أعلام لا مطعن في دينهم وأمانتهم (القيامة الصغرى 53).
من مقال لعدنان عبدالقادر في مجلة الفرقان العدد 333:
http://www.al-forqan.net/linkdesc.asp?ino=333&id=1202&pg=5&title= دراسات%20اسلامية
¥