ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 01 - 05, 12:12 ص]ـ
تلقيب العالم بالوالد
سؤال أجاب عليه الشيخ عبد الرحمن البراك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اشتهر في الوقت الحالي إطلاق لقب والد على علماء الدين الإسلامي كبار السن والعلم والمقام، فهل إطلاق هذا اللفظ يجوز؟ مع ملاحظة الآتي: أن النصارى يطلقون لفظ البابا على علمائهم الكبار في العلم والمقام.
لم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أو الصحابة أو التابعين أو السلف إطلاق لفظ الوالد الأب على العلماء.
لو كان لأحد أن يلقب بالوالد، لما كان أحد أحق بها من رسول الله –عليه الصلاة والسلام- الذي قال ربنا فيه: "ما كان محمدٌ أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين".
الحمد لله، لا نعلم أن أحداً من العلماء قد صار لفظ الوالد لقباً له، لكن جرت العادة في بعض المجتمعات أن يعبروا عن كبير السن بالوالد سواء كان عالماً أو غير عالم، فيذكر هذا اللفظ في مخاطبته يقال: يا والدي أو يا والد أو في الخبر عنه. فلم يصل الأمر إلى أن يكون فيه شبه من المصطلح النصراني، فالنصارى يجعلون ذلك لقباً لكبير أهل ملتهم، وأما قولك إن الرسول –صلى الله عليه وسلم- مع علو قدره وفضله وعظيم حقه على أمته ليس أباً استدلالاً بقوله تعالى:"ما كان محمد أبا أحد من رجالكم" [الأحزاب: 40] فالأبوة المنفية هي أبوة النسب، وأما الأبوة أبوة المنزلة والاحترام فهي ثابتة له –صلى الله عليه وسلم- كما جاء في بعض القراءات "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبٌ لهم" [الأحزاب: 6]، فهذه الأبوة والأمومة أبوة منزلة واحترام وإكرام، ولقد قال –صلى الله عليه وسلم-:"إنما أنا لكم بمنزلة الوالد" أبو داود (8) وهو فوق ذلك –صلى الله عليه وسلم- فحقه على أمته أعظم من حق الوالدين وجميع الناس كما قال –صلى الله عليه وسلم-:"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" البخاري (14)، ومسلم (44) والله أعلم.
ـ[الشافعي]ــــــــ[02 - 01 - 05, 12:45 ص]ـ
لا تنسوا (شيخ) عند أبي حاتم (ابتسامة)
وأظن أن كلمة (والد) أخص من كلمة (أب)
والله أعلم
ـ[راضي عبد المنعم]ــــــــ[02 - 01 - 05, 03:59 ص]ـ
جزى الله صاحب الموضوع والمشاركين فيه خير الجزاء.
ودمتم سالمين.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 01 - 05, 08:59 م]ـ
قال الشيخ د. الطبطبائي فيما معناه:
{{أن لفظ (الشيخ، وسماحة الشيخ، وفضيلة الشيخ) كثرة استخدامها في هذا العصر على الرغم أننا لا نجد هذا الاستخدام عند السلف}}
أما الأولى (الشيخ) فهي موجودة، وبكثرة، وأما العبارات المضافة لها = فنعم.
فائدة:
في كتاب: من فوائد درس الشيخ عبد المحسن العباد في سنن أبي داود ص138:
خطاب الرجل لغير والده بـ (الوالد) إذا كان لكونه شيخا له، أو لغيره من المعاني المناسبة لذلك: لا بأس. وكان الشيخ ابن باز كان يراسل الشيخ محمد بن إبراهيم دائما بـ (الوالد).
ـ[باز11]ــــــــ[29 - 01 - 05, 09:45 ص]ـ
الشيخ عند المحديثين أمره معروف وغير ذلك فالنظر فيه للعرف فمن يوافقني
ـ[حارث همام]ــــــــ[29 - 01 - 05, 11:59 ص]ـ
لعل إطلاق لفظ الشيخ أمره واسع فهي من حيث الأصل اللغوي يراد بها من كان في سن معينة (دون الهرم وفوق الكهولة أي في حدود الخمسين وما جاورها وقيل غير ذلك).
غير أنها استعملت في كل كبير قدر أو رياسة أو فضل أو علم، بل وفي كل من بلغ من السوء دركة ولهذا قال بعضهم: شيخ النار يعني إبليس، وقال الله تعالى فيما نسخ (الشيخ والشيخة إن زنيا فارجموهما البتة)، والشاهد أن استعمالاتها واسعة .. وحسن الظن بالإخوان وبالأخص من عرف منهم بفضله أو علمه وكذلك حسن الأدب معهم يسوغان إطلاقها عليهم.
أما صاحب السماحة فيراد به صاحب البذل والجود وفي اليسر والعسر، وليس هذا الإطلاق مما يتعبد به ليحرم تخصيص بعض الناس به بغير مقتض ظاهر.
وأما الوالد فمشاركة الأخ الفاضل الشافعي على قصرها فإن فيها لفتة مهمة تتعلق بإطلاقها، والذي يظهر أن ماذكره صحيح فلفظ الوالد أخص من الأب فهو من حيث أصل اللغة يطلق على صاحب النسل والنجل، ومن هنا أطلق على الأب الحقيقي غير أن الأب أعم ولهذا جاء إطلاق الأب على العم عند العرب كما في الآية (نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحق .. )، وهو الأليق بالأصل اللغوي للأب.
ولهذا فلعل الرأي الذي ذكره أخونا (الشيخ) أبوعبدالله النجدي وهو أنه لاينبغي إطلاقها (الوالد) فسديد وإن اختلفت وجهات النظر في المقدمة، والسبب هو نفس السبب الذي ذكره إضافة إلى عدم صواب [مطابقته الواقع] الإطلاق وإن حسنت نية المطلق له.
وما خرّج به الشيخ الفاضل أبوعبدالله لفظ الوالد ونقله شيخنا عبدالرحمن السديس عن العلامة عبدالرحمن البراك متوجه في لفظ الأب أكثر منه في لفظ الوالد، وقد درج كثير من العامة في بعض الأقطار الإسلامية على قولهم: (أبونا الشيخ) وهذا الكلام المذكور والمنقول يخرج لفظهم هذا، مع أنه ربما كان أصل أخذهم له عن المتصوفة، وهو مع ذلك أقرب من لفظ والدنا. وإن كنت لا أرى في أي من الإطلاقين تشبه محرم بالنصارى.
والله أعلم
¥