هو المنزه عنه وهو المبرأ عن كل فعل قبيح وقول رفث فيكون ذلك من خصائصه ثم قال: ويحتمل أن يكون ذلك قبل الحجاب ورد ذلك بأنه كان بعد الحجاب جزماً ...... إلخ
ثم قال قال الدمياطي على أنه ليس في الحديث ما يدل على الخلوة بأم حرام ولعل ذلك كان مع ولدٍ أو خادمٍ أو زوجٍ أو تابعٍ قال ابن حجر قلت وهواحتمال قوي لكنه لا يدفع الاشكال من أصله لبقاء الملامسة في تفلية الرأس وكذا النوم في الحجر وأحسن الأجوبة دعوى الخصوصية ولا يردها كونها لا تثبت إلا بدليل لأن الدليل على ذلك واضح والله أعلم.
قلت الدليل على الخصوصية معارضة النصوص الأخرى المعلومة من الدين بالضرورة أن الأجنبية لا يجوز لها مباشرة الأجنبي فيحمل ذلك على أنه خاص به - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإن ثبت الرضاع انتفى الإشكال من أصله والله الموفق.
س9/ ما رأيكم بمنهج من يرى التفريق بين المتقدمين والمتأخرين؟ رأي الشيخ في تحسينات الألباني؟ ونود من المشرف لو يدلني على كلام لأهل الملتقى في المسألة مشكوراً ومأجوراً؟
سبق الحديث عن منهج المتقدمين وأن المتقدمين هم الأصل وعليهم المعَّول لكن ينبغي أن يكون المخاطب بذلك بعد التأهل لمحاكاتهم ولا ينبغي أن يخاطب بذلك طالب العلم المبتدئ.
أحكام الشيخ الألباني رحمه الله معتبرة وهو إمام من أئمة هذا الشأن وليس بالمعصوم فهو كغيره قد يخطئ ويكون الصواب مع غيره ممن ضعف ما صححه الشيخ والعكس وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا المعصوم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقد يتساهل الشيخ رحمه الله في التحسين فيجبر الضعيف الذي لا يقبل الانجبار بالطرق المماثلة وسبقه لذلك السيوطي كما قررة في ألفيته ومشى عليه في أحكامه والله المستعان 0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. بارك الله فيكم شيخنا الفاضل ..
س10/ قال الحاكم رحمه الله ((قد ذكرت في هذه الأجناس الستة أنواع التدليس، ليتأمله طالب هذا العلم فيقيس بالأقل على الأكثر. ولم استحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين صيانة للحديث ورواته)) معرفة علوم الحديث ص: 111.
وقال الذهبي: (وكذا لم اعتن بمن ضعف من الشيوخ ممن كان في المائة الرابعة وبعدها ولو فتحت هذا الباب لما سلم أحد، إلا النادر من رواة الكتب والأجزاء)) المغني في الضعفاء ص:4
وقال أيضاً: ((ثم من المعلوم أنه لابد من صون الراوي وستره. فالحد الفاصل بين المتقدم والمتأخر وهو رأس سنة ثلاثمائة. ولو فتحت على نفسي تليين هذا الباب لما سلم معي إلا القليل إذ الأكثر لا يدرون ما يرون، ولا يعرفون هذا الشأن إنما سمعوا في الصغر واحتج إلى علو سندهم في الكبر فالعمدة ((والعهدة)) (3) على من قرأ لهم وعلى من أثبت طباق السماع لهم، كما هو مبسوط في علوم الحديث 0 لسان الميزان ج:1 ص:9 عند ذكره خطبة الأصل 0 ميزان الاعتدال ج:1 ص: 115 في المقدمة 0
أحسن الله إليكم، ما معنى هذا الكلام؟ وكيف نرد على من أراد إلقاء شبهة بأن علماء الحديث يخفون أحوال الرواة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما كلام الحاكم رحمه الله فمحمول على من احتمل الأئمة تدليسه ولم يره أهل العلم قادحاً في مروياته لأمانته كالسفيانين وغيرهما أو لقلة وندرة تدليسه في جانب مروياته الكثيرة فلم يذكرهم لئلا يتعرض صغار الطلاب لنقدهم وذكرهم وعدمه لا أثر له في مروياتهم وأما من كان تدليسه مؤثراً في رواياته فلا بد من ذكره مهما كانت النتائج المترتبة على ذكره نصحاً للأمة وصيانة للسنة 0
وأما كلام الذهبي رحمه الله الأول والثاني فالمراد به أن العمدة في الرواية على رواية القرون الثلاثة إلى رأس الثلاثمائة وأما من بعدهم فهو رواة كتب لا رواة أحاديث غالباً ولذا تساهل أهل العلم فيما يشترطون لقبول الرواة قال الحافظ العراقي لما ذكر صفة من تقبل رواته ومن ترد:
وأعرضوا في هذه الدهور ... عن اجتماع هذه الأمور
لعسرها بل يكتفى بالعاقل ... المسلم البالغ غير الفاعل
للفسق ظاهرا وفي الضبط بأن ... يثبت ما روى بخط مؤتمن
وأنه يروي من أصل وافقاً ... لأصل شيخه كما قد سبقا
لنحو ذاك البهيقي فقد ... آل السماع لتسلسل السند
¥