تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل للشياطين دخل في ذلك؟ مهم جدا]

ـ[محمد رشيد]ــــــــ[02 - 10 - 03, 05:01 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد فأحبتي في الله هذا أمر لا أقول لكم سمعته و أخبرني به أحدهم إنما هو وقع لنا شخصيا، فمنذ عام تقريبا مات أحدهم من عائلة أمي الكبيرة و المنتشرة في الأرياف، فذهبوا ليدفنوه في قبر العائلة فوجدوا جثة جدي لأمي سليمة تماما ـ رغم كونه مات في اليوم الذي ولدت فيه و أنا أبلغ من العمر ثلاث و عشرون سنة ـ في الحقيقة أنا لم أر هذا بعيني، و لكن أمي أخبرتني بذلك و قد حضرت عملية الدفن، و انتشر هذا الأمر سريعا في البلد، و أنا سكت مراعاة لشعور أمي حيث أنها تعتقد صلاحه، و لكن الذي دفعني للسؤال و أثارني و جعل الأمر لا يتحمل هو أنه قد ماتت لي قريبة في صباح أمس، و ذهبوا ليدفنوها في نفس القبر، و نفس الشئ قد حدث و رأوا نفس ما رأوا منذ عام سبق، و لكن الخطير في هذه المرة أن الأمر انتشر في البلد أكثر من حده و ما بقي أحد إلا وهو يعرف أن جثة الحاج محمد لم تأكلها الأرض، و الأخطر من ذلك أنهم أرادوا أن يذهبوا إلى قسم الشرطة للحصول على تصريح ببناء مقام على جثته، إلا أن أمي كانت حكيمة، و قالت لهم بأنها لا تريد مثل هذا الكلام

و الي أعرفه أنا عن جدي ـ رحمه الله وغفر له ـ أنه كان يتبع الطرق الصوفية و كان صلاحه الذي يخبرني الناس به هو صلاح الصوفية الطرقية

فما هو سر هذا الحدث، و هل هو يدخل في مقصود شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ من أن الشياطين لها دخل في التأثيرات المادية؟ و هل يصل تأثير الشيطان أن يمنع تحلل الجسد البشري؟

ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[02 - 10 - 03, 06:07 ص]ـ

الذي يبدو لي أنه على افتراض صدق المخبرتين وأنهما ما اخطأتا ولا توهمتا فهناك احتمالان:

الأول:

أن يكون هذا من باب سحر التخييل، بحيث يخيل إلى الناظر في القبر أن الجثة لم تبل، بينما هي في الحقيقة قد بليت، ويكون من جنس سحر سحرة فرعون، كما في قوله تعالى عن موسى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى)، والساحر لأعين الناظرين إما إنسي له منفعة من بناء قبة واعتقاد أهل القرية ولاية المتوفى فيعظمونه لصلته بالمتوفى أو يستفيد مادياً بالنذور الشركية التي ينذرها الجهال للميت، وإما أن يكون الساحر لأعين الناظرين شيطاناً جنياً لما للشياطين من سعي في إضلال الناس وإيقاعهم في الشرك، وهذا لا يستبعد، فإني أعلم ضريحاً بالإسكندرية يطاف حوله وينذر له ويعبد من دون الله وكان سبب بناء هذا الضريح أو المقام أن شيخ الأزهر السابق عبد الحليم محمود الصوفي القبوري رأى في منامه هذا المقبور يصف له موضع قبره بدقة ويأمره أن يبني عليه قبة ويخبره أنه ولي صالح ونحو ذلك فسافر خصيصاً من القاهرة إلى الإسكندرية وجمع الناس وألقى محاضرة وقص عليهم قصة الحلم الذي رآه وذهب مع الناس ووضع أساس ذلك المقام ثم افتتحه بعد اكتمال بنائه وصار هذا المقبور يعبد من دون الله بسبب ذلك المنام الشيطاني.

الثاني:

أن يكون هذا المتوفى فعلاً من الصالحين، وكونه صوفياً فلعل تصوفه من باب الجهل بالدين ويكون قلبه ممتلئاً بحب الله تعالى وخشيته وتعظيمه وحب رسوله، فأثابه الله تعالى على ما قام بقلبه من الخير لا على ما صدر منه من بدع، وهذا المعنى أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله: "فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم " اهـ من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام.

والأرض لا تأكل أجساد الأنبياء بنص الحديث، وأما غير الأنبياء من الشهداء والصالحين فمنهم من لا تأكل الأرض جسده كما تواترت الأخبار عن شهداء أحد وعن جسد عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الذي رؤي سالماً لم تأكله الأرض في زمن عمر بن عبد العزيز، وتكرر ذلك مع كثير من الشهداء والصالحين، إلا أن هذه الكرامة لو ثبتت فلا تبيح الغلو في صاحبها ولا عبادته من دون الله، والله تعالى أعلم.

فائدةٌ لُغَويةٌ:

من الأخطاء الشائعة قول الناس عن قبر الميت (مَقام) بفتح الميم، والصواب (مُقام) بضمها، لأنه بالفتح مكان القيام، وبالضم مكان الإقامة، والمراد هنا مكان الإقامة وليس مكان القيام.

ـ[أبو محمد السلفي]ــــــــ[02 - 10 - 03, 07:09 ص]ـ

بارك الله فيك يا أبا خالد على هذا التعليق الجيد

ـ[العدوي]ــــــــ[02 - 10 - 03, 08:51 ص]ـ

إضافة إلى الاحتمالين السابقين الذين طرحهما أخونا الفاضل جزاه الله خير الجزاء، أضيف احتمالا ثالثًا - وهو واقع كثيرًا - وهو أن هناك بعض الأراضي التي تغلب عليها الطبيعة الرملية لا تحلل الجثث بسهولة، بل ربما لا تحللها من الأصل إلا بعد فترة طويلة

والله أعلى وأعلم، ورحم الله جميع المسلمين بمنه وكرمه، وألحقنا بالصالحين، والحمد لله رب العالمين

العدوي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير