[هل الرواية الصحيحة عن ابن عباس (من غير خوف ولا مطر) أو (من غير خوف ولا سفر)]
ـ[أبو نايف]ــــــــ[23 - 06 - 02, 12:55 ص]ـ
عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (جمع رسول الله صلي الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر). رواه مسلم وغيره.
وعن أبو الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (صلي رسول الله صلي الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر). رواه مسلم وغيره.
قال الإمام ابن خزيمة رحمه الله في صحيحه (2/ 85): فأما ما روي العراقيون أن النبي صلي الله عليه وسلم جمع بالمدينة في غير خوف ولا مطر فهو غلط وسهو وخلاف قول أهل الصلاة جميعاً.
وقال الإمام البيهقي رحمه الله تعالي في السنن الكبري (3/ 238) بعد أن ساق رواية حبيب بن أبي ثابت (في غير خوف ولا مطر) قال: ولم يخرجه البخاري مع كون حبيب بن أبي ثابت من شرطه ولعله إنما أعرض عنه والله أعلم لما فيه من الاختلاف علي سعيد بن جبير في متنه
ورواية الجماعة عن أبي الزبير (من غير خوف ولا سفر) أولي أن تكون محفوظة
فقد رواه عمرو بن دينار عن جابر بن زيد أبي الشعثاء عن ابن عباس بقريب من معني رواية مالك عن أبي الزبير.
وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد (12/ 214): حديث حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (من غير خوف ولا مطر) وحديث مالك عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال فيه (من غير خوف ولا سفر) وهو الصحيح فيه إن شاء الله والله أعلم وإسناد حديث مالك عند أهل الحديث والفقه أقوي وأولي وكذلك رواه جماعة عن أبي الزبير كما رواه مالك (من غير خوف ولا سفر) منهم الثوري وغيره إلا أن الثوري لم يتأول فيه المطر وقال فيه لئلا يحرج أمته.
قلت: وقد تابع أبي الزبير في روايته (من غير خوف ولا سفر) العوام بن حوشب عن سعيد بن جبير عن جابر عن ابن عباس به.
ولكن السند اليه ضعيف فيه عبد الله بن خراش
هذا وقد صحح بعض أهل العلم رواية حبيب بن أبي ثابت (من غير خوف ولا مطر).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوي (12/ 275): تقديم رواية أبي الزبير علي رواية حبيب بن أبي ثابت لا وجه له فإن حبيب بن أبي ثابت من رجال الصحيحين فهو أحق بالتقديم من أبي الزبير، وأبو الزبير من أفراد مسلم، وأيضاً فأبو الزبير أختلف عنه عن سعيد بن جبير في المتن:
تارة يجعل ذلك في السفر كما رواه عنه قرة موافقة لحديث أبي الزبير عن أبي الطفيل.
وتارة يجعل ذلك في المدينة كما رواه الأكثرون عنه عن سعيد.
وقال العلامة الألباني رحمه الله في الإرواء (3/ 34): قال الإمام أحمد (1/ 223): ثنا يحيي عن شعبة ثنا قتادة قال سمعت جابر بن زيد عن ابن عباس قال: (جمع رسول الله صلي الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر، قيل لابن عباس وما أراد لغير ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته).
وهذا إسناد صحيح علي شرط الشيخين وجابر بن زيد هو ابو الشعثاء ورواية قتادة عن أبي الشعثاء ترجح رواية حبيب بن أبي ثابت بلفظ: (مطر) بدل (سفر) ولم تقع هذه الرواية للبيهقي فرجح رواية أبي الزبير المخالفة لها بلفظ (سفر).
قال: ويرجحه أيضا الطريق الآتية:
قال ابن أبي شيبة (2/ 113/1): وكيع قال نا داود بن قيس الفراء عن صالح مولي التوأمة عن ابن عباس قال (جمع رسول الله صلي الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في المدينة في غير خوف ولا مطر)
وهذا سند حسن في المتابعات والشواهد رجاله ثقات رجال مسلم غير صالح هذا ففيه ضعف.
قلت: بل هو حديث صحيح رجاله كلهم ثقات وصالح مولي التوأمة روي عنه داود بن قيس الفراء قبل الاختلاط وهو ثقة قبل الاختلاط قاله الامام أحمد وابن معين.
والخلاصة: كلا الروايتين صحيحة عن ابن عباس رضي الله عنه والله تعالي أعلم.
ـ[البراك]ــــــــ[23 - 06 - 02, 07:59 ص]ـ
السلام عليكم،،،
من أسباب الجمع في الحضر هو الخوف والمطر ...
وعندما يقول الصحابي " جمع رسول الله صلي الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة .... " يقصد بالجمع في الحضر لا السفر
فهل نستطيع أن نقول أن رواية " لا خوف ولا مطر "تترجح من جانب المتن لا السند؟؟
وجزاكم الله خيراً