تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخي الدرع دافع عن المليباري بما تشاء، لكن اعلم أنك محاسب على ما تقول، في الدنيا والآخرة، أما الآخرة فليست خافية عليك، وأما الدنيا فالناس يفهمون ما تكتب كما يفهمون ما يكتب غيرك، وليس جميعهم على ما تهوى، فيتنبهون إلى فلتاتك، وفن الحوار والسبر والتقسيم والتفهيم بطرح السؤال مسلك نبلاء الكتاب وأدبائهم، وليس المقصود به التشغيب على الناس والإتيان بما يضحك الناس على صاحبه قبل غيره.

وقولك (لم يحدد الأخ ماالذي ينظر في الرجال: هل إلى لون بشرتهم؟ أم إلى طولهم؟ أليس النظر إلى مروياتهم .... )

فكر في هذا الكلام جيدا أخي، وانظر أي قسمة صالحة ذكرت، وأي فهم خاطئ قد أبدعت بحماية إخوانك منه بتنبيهك الفذ، وكن صادقا مع نفسك في سبب إيراده، ولا ننتظر جوابك.

وقولك (أليس النظر في مروياتهم فإن وافقوا غيرهم .. )

هذا فقط هو الذي ينظر فيه؟ أم هناك أمور أخرى ينفع فيها النظر إلى الراوي، ككذبه في حديث الناس، وتاريخ وفاته ... على سبيل المثال، ثم هل أهل النقد جميعا كانوا في حكمهم على حال الرجل لا يحكمون إلا بعد سبر حديثه ومقارنته بأحاديث غيره لا يحكمون إلا بذلك؟ أم كانوا ينظرون في حاله بين الناس كذلك؟ أم كانوا كذلك يقبلون جرح غيرهم له دون سبرهم هم، ألم يكن الرواة يتزينون ليحيى بن معين، أكان هذا خشية من سبر حديثهم؟

وهناك سؤال مهم ما ثمرة سبره لحديثه وأنت لا يخفاك ليس السبر يعني أن المحدث أتى على كل حديثه _ وإن كان هذا يقع أحيانا _، ثم الحكم عليه بالترك، هل الثمرة هي أنه إذا وُقف على حديث خارج عما استُقرئ يسبر حديثه مرة ثانية؟ أم هذا دور؟ أم الحكم بالترك حتى ينفض الناس عنه؟ أم لا فائدة فيه أصلا، فهو غاية ونتيجة وثمرة وصلنا إليها وحسبنا، ونتركها هكذا حتى نملأ كتب الجرح والتعديل بما لا فائدة فيه، أم عندك قسمة مضحكة أخرى فزدنا منها.

وما نقلته عن الإمام مسلم: (وعلامة المنكر .......... )

هل هو يتحدث عن الحديث الذي تركه لأجل ما عرف من راويه كثرة المخالفة في أحاديث أخرى فنادت على حفظه بالضعف، أم يتكلم عن المرويات التي فرغ منها وقد قارنها بغيرها وعلم خطؤها؟ فكّر أخي جيدا.

ولو نظرت في آخر كلامه (فإذا كان الأغلب من حديثه كذلك كان مهجور الحديث غير مقبوله ولا مستعمله) فهل هو مهجور الحديث غير مقبوله في القسم الغالب الذي عُلم خطؤه فيه فقط؟ أم أن باقي حديثه الأصل فيه الرد لما علم من غلبة التخليط عليه، وإلا فما فائدة تعليقهم الترك بالراوي وليس هو السبب الحقيقي في نظرك، فالسبب الحقيقي أنهم سبروا حديثه بعينه ووجدوه مخالفا أو مخطئا في الواقع، وهذا يستوي فيه الراوي الجبل في الحفظ (لأنه ليس معصوما من الخطأ!) ومن تُرك حديثه لغلبة التخليط عليه!!

فهلّا نظرت كذلك فيما قاله بعد ما نقلته بقليل: ( .... ومن نحا نحوهم في رواية المنكر من الحديث، فلسنا نعرج على حديثهم ولا نتشاغل به، لأن حكم أهل العلم والذي نعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث، أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ في بعض مارووا وأمعن في ذلك على الموافقة لهم، إذا وجد كذلك ثم زاد بعد شيئا ليس عند أصحابه قبلت زيادته) ألا ترى مسلما رحمه الله استفاد من سبر مروياته _ فوجده ممعنا في الموافقة _ قبول حديث آخر غير المسبور، وإلا فما فائدة كلامه؟! وانتبه هو ينقل عن أهل العلم والذي يعرفه من مذهبهم.

وكلام مسلم الذي نقلته تدليلا على كلام الاستاذ حمزة: (إن القول الشائع المتفق عليه بين أهل العلم ........... فالرواية ثابتة والحجة بها لازمة إلا أن يكون هناك دلالة بينة ... ، فأما والأمر مبهم على الإمكان ... )

فاندفعت إلى آخره (فأما والأمر مبهم) فرحا بها، جاعلا الإبهام وعدم وجود القرائن مستثنى من الأصل، وتركت أول كلامه الذي نصّ فيه على عكس كلامك ( .. إلا أن يكون هناك دلالة بينة)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير