[لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه]
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[05 - 10 - 03, 09:08 م]ـ
جاء في كتاب العلم من صحيح البخاري باب فضل من علم وعلم
(وقال ربيعة:
لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه) انتهى
وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا
فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[06 - 10 - 03, 12:22 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. .
جزاكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن.
ولعلكم تأذنون لأخيكم بنكتة، علها أن تكون مناسبة مع سياق الموضوع.
نعم لا ينبغي لمن كان عنده علم أن يهمله.
وأقول: إي وربي هو حق.
ولكن بالله عليك أيها القارئ الكريم:
أليس من إهمال العلم ترك العمل به.
يقول ربنا جل في علاه، (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) [البقرة: 269]
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله كما في تهذيب المدارج (2/ 775):
" وأحسن ما قيل في الحكمة: قول مجاهد، ومالك: إنها معرفة الحقّ والعمل به، والإصابة في القول والعمل "
وأين اليوم من رزق علماً وأخذ في ليّ النصوص عن مرادها. أهكذا يكون العمل؟ رحماك ربي.
بالله عليك أيها القارئ الكريم:
أليس المراد من العلم هو ما يودعه في القلب من الأخلاق الرفيعة، والأدب الجم، والتواضع لله تعالى، والذل له ولعباده المؤمنين، والإخبات له سبحانه، فلا كبر ولا حسد ولا ظلم.
أليس من الإهمال في هذا العلم الذي ملكه أن يكون بمعزل عن هذا؟ وأن يكون حنيفاً عن ما تعلم.
أليس من العلم أن يمتلئ القلب خشية لله تعالى، ويكون مراقب له سبحانه في كل شيء في كل حركاته وسكناته.
يجعل نصب عينيه خشية الله تعالى وحده ورضاه. (وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ) [التوبة:62]
أليس هذا من العلم. فما لنا إذن والله المستعان نعلم كل هذا وحالنا وواقعنا المرير حنيفاً كل الحنفية عن ما تعلمناه.
بالله عليك أيها القارئ الكريم:
أليس من إهمال العلم أن يمتلئ القلب علماً بالله وبرسوله وبأحكام شرعه ودينه _ وهي لعمر الله أشرف ما يملأ به القلب _ ثم ُيدخل عليه طباع النفس الدنية، وسمات مخنث العزيمة وساقط الهمة ليمرض القلب فيزاحم العلم حتى يخرجه، فينسى نفسه كما نسى الله قبل هذا.
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله في الداء والدواء (113):
" قال الله تعالى: ? يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون.ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ? [الحشر:18 - 19].
... وأخبر أنه عاقب من ترك التقوى بأن أنساه نفسه؛ أي: أنساه مصالحها، وما ينجيها من عذابه، وما يوجب له الحياة الأبدية، وكمال لذتها وسرورها ونعيمها.
"
فيا قوم هلاً كان هذا دعوة لعدم إهمال العلم الذي يكون مقروناً بالتقوى.
فاعلم أيها القارئ الكريم: أن أشرف الأشياء هو قلبك، فمتى ما أهملته وضيعته فقد فاتك الخير الكثير. وكل الفوائد ذهبت عنك، فانتبه لنفسك.
قال أحد العارفين:
" يراد للعالم عشرة أشياء:
الخشية
، والنصيحة، والشفقة، والإحتمال، والصبر، والحلم، والتواضع، والعفة عن أموال الناس، والدوام على النظر في الكتب، وترك الحجاب، بل يكون بابه للشريف والوضيع، ولذا قيل: إذا منع العلم عن العامة، لم تنتفع الخاصة " الفوائد الحسان (76)
فأين أجد نفسي وإياك أخي.؟
والله أعلم
ـ[العسقلانية]ــــــــ[06 - 10 - 03, 04:55 ص]ـ
جزاكما الله خيراً ونفع بكما.
نعم والله أين تأثير علمنا على هدينا وسمتنا.
نعم هي بحاجة لوقفة مع النفس لنجدد حالنا وإيماننا.
ونستحي من الله.
ـ[عصفور الجنة]ــــــــ[07 - 10 - 03, 12:53 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
جاء في كتاب العلم من صحيح البخاري باب فضل من علم وعلم
(وقال ربيعة:
لا ينبغي لأحد عنده شيء من العلم أن يضيع نفسه) انتهى
وجاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا
فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال.
الشيخ الفاضل: عبد الرحمن الفقيه: جزيت خيرا على التذكير بهذا الأثر وهذا الحديث!
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)
وماتريد أن تشير إليه لايلتفت إليه أي أحد!!
وماتريد أن توميء إليه لايفهمه أي أحد؟
وماتريد أن ينتفع به لا ينتفع به أي أحد!!
نسأل الله السلامة