تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأحكام الشرعية للنعل والانتعال]

ـ[ابن دحيان]ــــــــ[24 - 06 - 02, 01:51 م]ـ

الأحكام الشرعية للنعل والانتعال للأخ الفاضل سعود الزمانان

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى وعلى آله وأصحابه ومن اجتبى، أما بعد فإن كثيراً من السنن قد جهلها كثير من الناس ثم هجروها، و أصبحوا ينقمون على من عمل بها ويريد إحياءها، ويرمونه بالضلال البعيد، ومن جملة ما هجر الناس هجرانهم للسنن المتعلقة بالنعل والانتعال، فأردت في هذا البحث أن أجمع شتات هذه المسألة من بطون أمهات الكتب، إحياء لهذه السنن وتذكيرا لمن نسيها وإرشاداً لمن جهلها، في وقت أصبح المؤمن فيه بغربة يستوحش من قلة السالكين على الحق، وكثرة المنحرفين المخذلين له،فأصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً، وصارت السنة بدعة والبدعة سنة، وأصبحت العبادات ثقيلة على الأنفس، وانشغل الناس عنها إما لجهل وإما لنسيان، وصدق المصدوق– صلى الله عليه وسلم – القائل فيما رواه عنه الإمام مسلم في صحيحه (2948): " العبادة في الهرج كهجرة إليّ " قال النووي – رحمه الله -: " المراد بالهرج هنا الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها، ولا يتفرغ لها إلا أفراد "

[1] ا. هـ.

وسوف نتكلم عن بعض الأحكام والآداب الشرعية المتعلقة بالنعل والانتعال والتي نوردها فيما يلي:

أولاً: لبس النعال عبادة من العبادات:

يجهل الكثير من المسلمين أن لبس النعال قربة إلى الله جل وعلا وعبادة من العبادات، فقد حثنا النبي – صلى الله عليه وسلم – على الإكثار من لبس النعال في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " استكثروا من النعال فإن الرجل لا يزال راكباً ما انتعل " [2]، وقد بوب الإمام النووي – رحمه الله – باباً سمّاه: " استحباب لبس النعال وما في معناها " وقال في شرحه للحديث السالف: " معناه أنه شبيه بالراكب في خفة المشقة عليه، وقلة تعبه، وسلامة رجله ممّا يعرض في الطريق من خشونة وشوك وأذى، وفيه استحباب الاستظهار في السفر بالنعال وغيرها مما يحتاج إليه المسافر [3] " ا. هـ.

وقد قال ابن العربي – رحمه الله -: " النعال لباس الأنبياء " [4]، وقد جاء هذا الدين الحنيف بكل ما فيه صلاح البلاد والعباد، فقد أمرنا عليه الصلاة والسلام بكثرة الانتعال، لدفع المشقة والأذى، ولحصول السلامة للقدمين.

ثانياً: استحباب الدعاء عند لبس الجديد من النعال:

بوب الإمام النووي في رياض الصالحين باباً فقال: " باب ما يقول إذا لبس ثوباً جديداً أو نعلاً أو نحوه " ثم ساق حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم - إذا استجد ثوباً سماه باسمه – عمامة أو قميصاً أو رداء – يقول: " اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له " وصححه الألباني – رحمه الله -.

ثالثاً: استحباب البدء باليمين عند لبس النعال والخلع بالشمال:

يستحب للمرء أن يبدأ برجله اليمنى عن لبسه النعال،,إذا نزعها أن يبدأ بالشمال، قال النبي – صلى الله عليه وسلم –:"إذا انتعل أحدكم فليبدء باليمين وإذا نزعها فليبدأ بالشمال لتكن أولها تنعل وآخرهما تنزع" [5]

قال النووي – رحمه الله -:"يستحب البداءة باليمنى في كل ما كان من باب التكريم والزينة والنظافة ونحو ذلك، كلبس النعل والخف والمداس والسراويل والكم وحلق الرأس وترجيله، وقص الشارب ونتف الإبط والسواك والاكتحال وتقليم الأظافر، والوضوء والغسل والتيمم ودخول المسجد، والخروج من الخلاء، ودفع الصدقة وغيرها من أنواع الدفع الحسنة وتناول الأشياء الحسنة ونحو ذلك، ويستحب البداءة باليسار في كل ما ضد السابق، فمن خلع النعل والخف والمداس والسراويل والكم، والخروج من المسجد والاستنجاء، وتناول أحجار الاستنجاء، ومس الذكر، والامتخاط والاستنثار، وتعاطي المستقذرات وأشباهها " [6]

قلت: أمره – صلى الله عليه وسلم – البداءة باليمين مستحب وليس واجباً، مع أن ظاهر النص يفيد الوجوب، لكنّ الإجماع صرف الأمر من الوجوب إلى الاستحباب كما ذكر ذلك النووي – رحمه الله – في "شرح مسلم" [7].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير