تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - وأما حديث عبدالله بن عمرو فيرويه ابن لهيعة: حدثنا حُيي بن عبدالله عن أبي عبدالرحمن الحبلي عنه. أخرجه أحمد (رقم6642). قلت: وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات والشواهد، قال الهيثمي: (وابن لهيعة لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا). وقال الحافظ المنذري (3/ 283): (وإسناده لين). قلت: لكن تابعه رشدين بن سعد بن حيي به. أخرجه ابن حيويه في حديثه (3/ 10/1) فالحديث حسن.

4 - وأما حديث أبي موسى، فيرويه ابن لهيعة أيضاً عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن عبدالرحمن عن أبيه قال: سمعت أبا موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه. أخرجه ابن ماجه (1390) وابن أبي عاصم واللالكائي. قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة. وعبدالرحمن وهو ابن عزرب والد الضحاك مجهول. وأسقطه ابن ماجه في رواية له عن ابن لهيعة.

5 - وأما حديث أبي هريرة، فيرويه هشام بن عبدالرحمن عن الأعمش عن أبي صالح عنه مرفوعاً بلفظ: (إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده إلا لمشرك أو مشاحن). أخرجه البزار في مسنده (ص245 - زوائده). قال الهيثمي: (وهشام بن عبدالرحمن لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات).

6 - وأما حديث أبي بكر الصديق، فيرويه عبدالملك بن عبدالملك عن مصعب بن أبي ذئب عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عنه. أخرجه البزار أيضاً وابن خزيمة في التوحيد (ص90) وابن أبي عاصم واللالكائي في السنة (1/ 99/1) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 2) والبيهقي كما في الترغيب (3/ 283) وقال: (لابأس بإسناده)! وقال الهيثمي: (وعبدالملك بن عبدالملك ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يضعفه وبقية رجاله ثقات)! كذا قالا، وعبدالملك هذا قال البخاري في حديثه نظر). يريد هذا الحديث كما في الميزان.

7 - وأما حديث عوف بن مالك،فيرويه ابن لهيعة عن عبدالرحمن ابن أنعم عن عبادة بن نسي عن كثير بن مرة عنه. أخرجه أبو محمد الجوهري في المجلس السابع والبزار في مسنده (ص245) وقال: (إسناده ضعيف). قلت: وعلته عبدالرحمن هذا، وبه أعله الهيثمي فقال: (وثقه أحمد بن صالح، وضعفه جمهور الأئمة، وابن لهيعة لين، وبقية رجاله ثقات). قلت: وخالفه مكحول فرواه عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً. رواه البيهقي وقال: (وهذا مرسل جيد). كما قال المنذري. وأخرجه اللالكائي (1/ 102/1) عن عطاء بن يسار ومكحول والفضل بن فضالة بأسانيد مختلفة عنهم موقوفاً عليهم، ومثل ذلك في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال بمجرد الرأي. وقد قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف (ص143): (وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون وصحح ابن حبان بعضها، وخرجه في صحيحه، ومن أمثلها حديث عائشة قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... ) الحديث.

8 - وأما حديث عائشة، فيرويه حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عنها مرفوعاً بلفظ: (إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب). أخرجه الترمذي (1/ 143) وابن ماجه (1389) واللالكائي (1/ 101/2) وأحمد (6/ 238) وعبد بن حميد في المنتخب من المسند (194/ 1 - مصورة المكتب) وفيه قصة عائشة في فقدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة. ورجاله ثقات، لكن حجاج وهو ابن أرطأة مدلس وقد عنعنه، وقال الترمذي: (وسمعت محمداً (يعني البخاري): يضعف هذا الحديث).

وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب، والصحة تثبت بأقل منها عدداً، ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث، فما نقله الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في إصلاح المساجد (ص170) عن أهل التعديل والتجريح أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث يصح،فليس مما ينبغي الإعتماد عليه، ولئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول فإنما أُوتي من قبل التسرع وعدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك. والله تعالى هو الموفق. " انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

التنبيه على كلام الشيخ الألباني المذكور في المقال السابق 1

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير