قال الشيخ ابن باز رحمه الله في رسالة التحذير من البدع (ص16) (وفيه التصريح منه بأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم شيء في ليلة النصف من شعبان، الى أن قال: وكل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعاً، لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله، سواء فعله مفرداً أو جماعة وسواء أسره أو أعلنه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم (من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد) (2) وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها). أهـ
وقال (ص19) (أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها أو تخصيص يومها بالصيام بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم وليس له أصل في الشرع المطهر بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم). أهـ
- لما أخرجه البخاري في صحيحه (ج6ص2676) ومسلم في صحيحه (ج3ص1342) من حديث عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله ?يقول ((إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر واحد)) قال النووي في شرح صحيح مسلم (ج4ص378) قال العلماء: أجمع المسلمون على أن الحديث في حاكم عالم أهل للحكم، فإن أصاب فله أجران، أجر باجتهاده، وأجر بإصابته، وإن أخطأ فله أجر باجتهاده الى أن قال: فأما من ليس بأهل للحكم فلا يحل له الحكم، فإن حكم فلا أجر له بل هو آثم أهـ.
2) أخرجه مسلم في صحيحه (ج3 ص1343).
وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: (الاجتماع في غير ليلة من ليالي رمضان كليلة النصف من شعبان، والسابع والعشرين من رجب، وكذلك ليلة العيد، كل ذلك من البدع التي ينهى عنها). أهـ (1)
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في الفتاوى (ج1ص190) (الصحيح أن صيام النصف من شعبان أو تخصيصه بقراءة أو بذكر لا أصل له). أهـ
وقال الشيخ صالح الفوزان في فتاوى نور على الدرب (ج1ص87) (لم يثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم تخصيص ليلة النصف من شعبان بقيام ولا بصيام يوم الخامس عشر من شعبان). أهـ
وقال الشيخ ناصر الدين الألباني في حاشيته على إصلاح المساجد للقاسمي (ص99) (لا يلزم من ثبوت هذا الحديث اتخاذ هذه الليلة موسماً يجتمع الناس فيها، ويفعلون فيها من البدع ما ذكره المؤلف رحمه الله). أهـ
قلت: فكيف إذاً والحديث لم يصح!؟
فائدة: فقد ثبت في الأحاديث الصحيحة نزول الرب تبارك وتعالى الى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل ومنها ما أخرجه البخاري في صحيحه (ج1ص384) ومسلم في صحيحه (ج1ص521) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا، حتى يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له)).
وعلى هذا فلا خصوصية لليلة النصف من شعبان على سواها من الليالي بل ينبغي قيام جميع الليالي لثبوت نزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة.
قال العقيلي في الضعفاء الكبير (ج3ص29) (في النزول ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول كل ليلة أحاديث صحاح ثابتة فليلة النصف من شعبان داخلة فيها أن شاء الله). أهـ
) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين (
1) انظر الفتاوى السعدية (ص162).
و جزى الله كاتب هذه الرسالة على ما بينه والله تعالى أعلم