مُكَمَّلَةَ الأَوْصافِ خُلْقًا وخِلْقَةً ......... فَأَهْلاً بِهَا أَهْلاً وسَهْلاً بها سَهْلاَ
وَلُودٌ وَدُودٌ حُرَّةٌ قُرَشِيَّةٌ ........ مُخَدَّرَةٌ مَعْ حُسْنِهَا تُكْرِمُ البَعْلاَ
وباذِلَةٌ ونظيفةٌ ولطيفةٌ ......... مِنْ أَظْرَفِ إنسانٍ وأَحْسَنِهِمْ شَكْلاَ
صَبُورٌ شَكُورٌ حُلْوَةٌ وَفَصِيحَةٌ ......... ومُتْقِنَةٌ أَيْ تُتْقِنُ القَوْلَ والفِعْلاَ
تَغارُ من أسباب النّقائص كلِّها ......... وتَحْفَظُ مالَ الزّوجِ والنَّفْسَ والأهْلاَ
حَصانٌ رَزَانٌ ليس فيها تكبّرٌ ......... قَنُوعٌ فلا شُرْبٌ يدوم ولا أَكْلاَ
مُطاوِعَةٌ للبَعْلِ يَقْظَى أَديبَةٌ ......... مُوافِقَةٌ قَوْلاً وفِعْلاً فما أَعْلَى
يُشِرْنَ عليها بالتَّفَرُّجِ مَرَّةً ......... فَتَأْبَى وقَعْرُ البيتِ في عينها أَحْلَى
مُداريةٌ للأهلِ إن عُتِبَتْ وإِنْ ......... أحَبَّتْ فلا حِقْدٌ لَدَيْهَا ولا غِلاَّ
رَقيقةُ قلبٍ مَعْ سَلامَةِ دِينِها ...... فَلَسْتَ تَرَى شِبْهًا لها في النِّسا أَصْلاَ
خَدُومٌ بقَلْبٍ في جميع أمورها ......... مباشِرَةٌ للكُلِّ ما دَقَّ أو جَلاَّ
مُلاَزِمَةٌ للشُّغْلِ في البيت دائماً ........ على صِغَرٍ مِنْ سِنِّهَا لا تَنِي فِعْلاَ
مُطَرِّزَةٌ خَيَّاطَةٌ ذَهَبِيَّةٌ ......... مُفَصِّلَةٌ خَطَّاطَةٌ تُحْكِمُ الغَزْلاَ
تَنَقَّلُ في الأَشْغَالِ مِنْ ذَا وذَا وذَا .... وتَفْعَلُ حَتَّى الكَنْسَ والطَّبْخَ والغَسْلاَ
وما ذاكَ مِنْ عُدْمٍ فَلَمْ يَخْلُ بيتُها ......... من امرأةٍ تكفي إذا شاءت الفِعْلاَ
ولكنّها اعتادتْ نظافةَ شُغْلِها ......... فَعافَتْ فِعالَ الكُلِّ واحتملتْ فِعْلاَ
خَفِيفَةُ رُوحٍ مَعْ وَقارٍ ذَكِيَّةٌ ......... فَتَفْهَمُ ما يُلْقَى لديها وما يُتْلَى
وإن نَظَرَتْ ما لم تَعَرَّفْهُ صَمَّمَتْ ......... عليه إلى أن تَحْتَويه وما اخْتَلاَّ
لها هِمَّةٌ عُلْيَا تُطَوِّلُ رُوحَها ......... على صَعَبِ الأشغالِ تَتْرُكُهُ سَهْلاَ
مُرَبِّيَةٌ حَنَّانَةٌ ذاتُ رَحْمَةٍ ......... فكلُّ يتيمٍ واحدٍ عندها فَضْلاَ
نَفُورٌ إذا ارتابتْ ألوفٌ لأهلها ......... فمَهْلاً إذا قِيسَ النّساءُ بها أَهْلاَ
سريعةُ دَمْعِ العَيْنِ مِنْ رِقَّةٍ بها ...... فيا بُعْدَ أَنْ تَلْقَى لها في النِّسَا مِثْلاَ
عَدِيمَةُ لَفْظٍ والتِفَاتٍ إذا مَشَتْ ......... صَمُوتٌ فَلا قَطْعاً تَرُدُّ ولا وَصْلاَ
ولم ينكشف منها بَنانٌ يَحَارُ مَنْ ....... مَشَى مَعَهَا في حِفْظِهَا يَدَهَا قَبْلاَ
يَعِزُّ على مَنْ يُطْرِقُ البابَ لَفْظُها ......... جواباً فلا عَقْدٌ تَراهُ ولا حَلاَّ
يُطيلُ وُقُوفاً لا يُجابُ مُحَرَّمٌ ......... ليها كلامُ الأجْنَبِيِّ وإِنْ قَلاَّ
تَمَيَّزُ حَتّى في الكلامِ فلا تَرَى ......... لها لَفْظَةً وإلاّ وقد وَقَعَتْ فَصْلاَ
ولَسْتَ تَرَى مِنْ لَثْغَةٍ في كلامها ......... فألفاظُها دُرٌّ يُنَضَّدُ أو أَغْلَى
وحافظةٌ للغَيْبِ صالحةٌ أَتَتْ ......... لِحَقٍّ إذا كانت مناقبُها تُتْلَى
وقانتةٌ صوّامةٌ ومُدِلَّةٌ ......... بِعَقْلٍ وتَدْبيرٍ تَراهُ العِدَا بُخْلاَ
يُقِرُّ لها بالفضل في العقل كلُّ مَنْ ....... يَراها من النِّسْوانِ ما تَعْرِفُ الهَزْلاَ
مِنَ المُحْصَناتِ الغافِلاتِ فمن رَمَى ......... حَصانتَها يُلْعَنْ وذاكَ بِهِ أَوْلَى
تَجَمَّعَ فيها عِفَّةٌ ونَزاهةٌ ......... وعِزَّةُ نَفْسٍ فَهْيَ تُكْلاَ ولا تُقْلاَ
وأَحْسَنُ مِنْ ذا كلِّه أنّ هذه ......... الخصائلَ طَبْعٌ لم تَكَلَّفْ لها حِمْلاَ
وأوصافُها في كلِّ عامٍ تزايدتْ ......... ولم تَتَغَيَّرْ قَطُّ سيرتَها الأُولَى
وحَسْبُكَ عَشْرٌ مِنْ سنينَ لها انقَضَتْ ....... معي لم أَقُلْ أُفٍّ لديها ولا كَلاَّ
لقد جَمَّلَتْ لا غَيَّرَ الله ما بها ......... عشيرتَها والأمرُ من بعد ذا أَعْلَى
فللّه حَمْدٌ دائمٌ ونُسائِلُهْ ......... مَزِيدَ الذي أَسْدَى وتَتْمِيمَ ما أَوْلَى
ولكنَّ فيها نُفْرَةً وتَغَيُّظاً ......... وسُرْعَةَ غَيْظٍ عند لفظٍ لها يُعْلاَ
فوالله ما أدري أَذالِكَ مُسْقِطٌ ......... مناقبَها عند الجَحُودِ لها أم لا
كلاّ يا أبا شامة فمثل هذه المناقب لا يمكن إسقاطها بسبب غضب من زوجة تحلّت بكلّ هذه المكارم، ولا عليك فهي أندلسيّة وأهل الأندلس والمغرب فيهم شيءٌ من غضب مغمور إن شاء الله في بحر فضائلهم!