تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[10 - 10 - 03, 09:50 م]ـ

مشايخنا الكرام ..

نطرح بين يديكم ما نبحثه مذاكرة، ونقبل التذكير والنقد

والله يجزيكم عنا خير الجزاء ...

الحقيقة اليقينية لا عبرة بها في شهادة رؤية الهلال لأن العبادات

مبنية على الاحتياط، والشرع لم يتعبدنا (أي الأمة علىوجه العموم)

بالحساب، ولكن تعبدنا بالرؤية، واعتبار الحساب محل خلاف (هذا

إذا اعتبرنا الخلاف أصلا) واعتبار الرؤية محل إجماع (هذا إذا

أهدرنا الخلاف في المسألة) فناسب أن نحتاط في العبادة بتقديم

ما تعبدنا الله به يقينا على ما لم يتعبدنا الله به يقينا.

أما الحقيقة اليقينة في شهادة رؤية الزنا فلأنها ليست عبادة يحتاط

لها، بل حد سيقام على إنسان الأصل فيه البراءة، والأصل هنا قوي

بذاته، فازداد قوة بالحقيقة اليقينية، كما ازداد بتأييد الشرع

لدرء الحدود بمجرد الشبهات فكيف بالحقائق، فأمام ثلاثة أمور

قوية، تم درء الحد الذي ثبت بالشهادة الكاملة وإن كانت قوية ولكنها

ضعفت أمام ثلاثة أقوى منها ...

وصفوة القول أن اًلأصل في الإنسان العصمة والبراءة من الحد والعقوبة

لأن العقوبة فيها إيذاء، ولا يكون إلا بما ثبت يقينا، وقد تزعزع

هذا اليقين بالحقائق المناقضة لشهادة العدول، كما تزلزل بحض

الشرع على درء الحدود بالشبهات ... ومثل هذا التخريج تجد له نظائر

في الطرق الحكمية لابن القيم ..

وبهذا ظهر الفرق بين المسألتين ..

وهو أن الحقيقة اليقينية في رؤية الهلال لم نعمل بها في النفي لأن

العبادة مبنية على الاحتياط.

والحقيقية اليقينية في شهادة رؤية الزنا عملنا بها في النفي لأن

الأصل عصمة الآدمي من الحد والعقوبة.

فلو قال قائل: ولماذا قلتم إن الاحتياط في رؤية الهلال حصل بالإثبات

ولم يحصل بالنفي؟؟

فيقال: لأن الاحتياط في العبادات يكون بالفعل وليس بالترك، ولكن

الاحتياط في الشبهات (حرام أو غير حرام) يكون بالترك ...

ولذلك قال الجمهور بأنه يكفي في رؤية هلال رمضان عدل واحد، ولا يكفي

في رؤية هلال شوال إلا عدلين، لأن الأصل الاحتياط في العبادة، لأن دخول

الشهر يحتاط له، فلو صام لم يخسر شيئا، حتى ولو ثبت عدم صحة الرؤية

بالعدل الواحد، اما لو الفطر فإنه محرم، ورمضان ثابت بيقين

فلا يجوز أن يكتفى فيه بواحد ... وهذا النظير ذكرناه تخريجا لا تقريرا.

والله أعلم.

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[11 - 10 - 03, 02:00 م]ـ

أحسن الله إلى الشيخين الفاضلين صمدي والبشير.

ونسأل الله أن يجعل هذا نقاشاً مفيداً مثمراً.

1) الذي فهمته من مشاركتك الأخيرة شيخنا رضا هو أن الحقيقة العلمية ينبغي أن تعتبر جنباً إلى جنب شهادة الشهود، دون أن تبطل إحداهما الأخرى.

2) لكن في مشاركتك التي قبلها ذكرتم أن الحقيقة العلمية ((تسقط)) شهادة المثبتين، أي أنها تبطل الحقيقة الشرعية من أصلها.

وفرق بين القولين أحسن الله إليك.

والقول رقم (2) هو الأصوب فيما أرى.

وعليه فإن الحقيقة العلمية التي تنفي إمكانية رؤية الهلال تسقط شهادة الشاهد، ومن ثمّ تزيل الحقيقة الشرعية وكأنها لم توجد أصلاً. ونقضي بخطأ الشاهد ووهمه ... الخ.

ولعل ممّا يشبه ذلك: ما لو شهد عدل برؤية الهلال، ثم جاء بعد ساعة وصرح جازماً بأنه كان واهماً في رؤيته، فهل تبقى الحقيقة الشرعية أم تزول؟

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[12 - 10 - 03, 03:22 م]ـ

شيخنا المكرم هيثم: أنا لم أقل أبدا إن الحقيقة اليقينية تسير

جنبا إلا جنب مع الحقيقة الشرعية ....

ـ[عصام البشير]ــــــــ[13 - 10 - 03, 11:56 م]ـ

الشيخ رضا أحسن الله إليكم

إذا كان الاحتياط في العبادة بالفعل لا الترك - كما تفضلتم بتقريره - فما هو الاحتياط في هلال شوال؟

فالصيام فعل، والعيد أيضا - بصلاته وما سوى ذلك من أنساك العيد - فعل ..

وقد أشرتم إلى الفرق بين هلال رمضان وهلال شوال.

فهل كلامكم في إهدار الحساب نفيا خاص بهلال رمضان أم عام في الأهلة كلها - وبعضها لا يظهر فيه وجه الاحتياط في العبادة أصلا كهلال صفر أو ربيع الأول مثلا؟

جزاكم الله خيرا.

ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 10 - 03, 03:48 ص]ـ

الشيخ عبدالله المنيع يقول باعتبار الحساب الفلكي القطعي في إسقاط شهادة من شهد بخلافه:

"وأما حكم العمل بالحساب الفلكي من حيث النفي فيجب الأخذ بذلك ... لأن الرؤية شهادة ومن أسباب رد الشهادة أن تكون مرتبطة بما يكذبها ... ". اهـ.

http://www.alriyadh-np.com/*******s/22-08-2003/Mainpage/LOCAL1_10180.php

ـ[عصام البشير]ــــــــ[27 - 10 - 03, 10:15 م]ـ

أين الشيخ رضا؟

ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[27 - 10 - 03, 11:10 م]ـ

أخي البشير .. لا احتياط في شهر شوال، وولا أنساك فيه تحتاج إلى

احتياط، فصلاة العيد وما يتعلق به ليس واجبا ولو وجب فليس على

الفور، ويجوز تأخير صلاة العيد ليوم، أما إفطار يوم من رمضان

فكيف نستعيض عنه بغيره؟؟؟

أما بقية الأهلة فلا يعمل فيها بالنفي في الحسابات الفلكية أيضا

ولا كرامة، لأن التعويل عليه في عدم بدء الشهر يعتبر عملا بالحساب

وهو قول لم يرتضه الجمهور ولم يفعله السلف، ونحن نزعم الاعتصام

بالسلف وبما كانوا عليه ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير