تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ساري عرابي]ــــــــ[11 - 10 - 03, 08:56 م]ـ

الشيخ الفاضل راجي رحمة ربه ...

لقد أرحتني من البحث في هذه الأسماء بارك الله فيك ...

ويبقى السؤال قائماً، فلعل أحد الأخوة ينشط لهذا المبحث الهام.

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[12 - 10 - 03, 02:00 ص]ـ

ثم وقفت على هذه الرواية:

قال الحافظ الذهبي

أبو يعقوب الأزرق يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري لزم ورشا مدة طويلة وأتقن عنه الأداء وجلس للإقراء وانفرد عن ورش بتغليظ اللامات وترقيق الراءات

قال ابن الجزري لم ينفرد بذلك بل شاركه يونس بن عبد الأعلى

قال أبو بكر بن سيف سمعت أبا يعقوب الأزرق يقول: إن ورشا لما تعمق في النحو اتخذ لنفسه مقرأ يسمى مقرأ ورش

فلما جئت لأقرأ عليه قلت له: يا أبا سعيد إني أحب أن تقرئني مقرأ نافع خالصا وتدعني مما استحسنت لنفسك

قال فقلدته مقرأ نافع

وكنت نازلا مع ورش في الدار فقرأت عليه عشرين ختمة بين حدر وتحقيق، فأما التحقيق فكنت أقرأ عليه في الدار التي كنا نسكنها في مسجد عبد الله، وأما الحدر فكنت أقرأ عليه إذا رابطت معه بلأسكندرية

قال أبو الفضل الخزاعي أدركت أهل مصر والمغرب على رواية يعقوب عن ورش لا يعرفون غيرها

معرفة القراء الكبار ج: 1 ص: 181

وغاية النهاية ص 402 ج 2

فهي تشكل عليك النقل الذي ذكرته، فهاهو يقرئ الأزرق قراءة نافع ويترك ما استحسنه لنفسه (أي مما قرأه على غير نافع)، نعم قد يقال أنه تلقى شيئا بعد نافع وهو ما تحمل عليه هذه الرواية لكن يظل اشكالا قويا على ما نقلته عن مكي في الإبانة

ـ[ساري عرابي]ــــــــ[12 - 10 - 03, 02:45 ص]ـ

هذا يعني أن القراءة التي أخذها الأزرق عن ورش، هي التي عرضها ورش على نافع، ولا يمنع هذا أن ورشاً -كما ذكر في الإبانة- قد أخذها قبل ذلك عن شيوخ آخرين ...

خاصة إذا علمنا أن نافع لم يكن يقرئ اختياره الذي ارتضاه لنفسه إلا إذا طلب منه ذلك، وإنما كان يقرأ على الناس ما تعلمه من شيوخه السبعين، يقول مكي في الإبانة: (وقد روى عنه -أي عن نافع- أنه كان يقرئ الناس بكل ما قرأ به حتى يقال له: نريد أن نقرأ عنك باختيارك مما رويت).

وهذا يعني أن رواية ورش عن نافع بحسب ما يظهر لنا ليست اختيار نافع لنفسه وإنما واحدة من القراءات التي أخذها عن بعض شيوخه. فوافقت ما أخذه ورش عن شيوخه السابقين.

فنفهم من طلب الأزرق لورش أنه يريد القراءة التي عرضها على نافع، فوافقه نافع عليها، فلا يعني هذا أنها اختيار نافع لنفسه.

وبهذا نجمع بين كلام مكي وبين الرواية التي ذكرت، وإلا كيف يكون اختيار نافع معروفاً في مصر فيتعلمه ورش ثم يعرضه على نافع؟!

أما ما استحسنه ورش لنفسه فهذا ما يطلق عليه الاختيار بتوليف حروف يرتضيها في قراءة من مجموع قراءات، ولقد كان هذا منتشراً بين القراء كما هو معروف، واختيار ورش هذا لعله يكون من مجموع ما تعلمه على الشيوخ قبل نافع وبعده.

وعلى ذكر الأزرق، فمعروف أن الأصبهاني هو الطريق الثاني لورش، ومعروف الاختلاف الكبير بين الأزرق والأصبهاني، وقد علمنا هنا أن ما عرضه ورش على نافع هو ما علمه للأزرق، فإذن هل يكون طريق الأصبهاني هو اختيار ورش لنفسه (أي ما استحسنه)، أو يكون قراءة أخرى اخذها عن نافع؟!

ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[12 - 10 - 03, 07:18 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذه اللفتات،

لكن يا ترى ما هي الفائدة من معرفة الإجابات على سؤالك؟

بمعنى آخر طالما نحن نعتقد بصحة القراءة وأنها مما أقرأ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته، فلو وجهنا اهتمامنا بتوجيه القراءات والإفادة منها لكن أولى.

فابن الجزري مثلا لم يتعرض لهذه الأبحاث ولا الذهبي مع وقوفهما على كلام مكي،

ومثله يقال عن طرق ورش فأنت تراها في النشر

وهو إن دل على شيء فإنما يدل على عدم تأثيره (أو لعل الأمر في قصة مكي التي ساقها ضعيفة لا تصح فهل رواها بإسناد أم بغير إسناد)

وكنت يوما أسأل شيخي عن شيوخ التابعين ومن قرأ على من من الصحابة، فقال: أنت إذا وصلت إلى تلك الطبقة فالجيل الأول لا يسأل عن أفراده لأنهم كانوا يقرؤون على جملة وافرة وليس على أفراد كما هو حال المتأخرين، فلذا لا حاجة من تتبع التفاصيل والبحث عن نسبتها، وإنما حصل التمييز بين الطرق عند المتأخرين.

اهـ بمعناه.

ـ[ساري عرابي]ــــــــ[12 - 10 - 03, 07:43 ص]ـ

أخي الفاضل:

جزاك الله خيراً ...

بالنسبة للاهتمام بتوجيه القراءات، فهذا اهتمامي الاول، وكنت قبل فترة أقوم بجرد آراء الطبري من خلال تفسيره في مسائل القراءات، وخاصة الحروف التي ردها لأنها خالفت القواعد النحوية عنده ...

لكنها أسئلة خطرت على بالي فأحببت مشاركة الأخوة في البحث فيها، والعلم بالشيء خير من الجهل به، هذه هي المسألة ليس أكثر، فسؤالي هذا، لا يعني إغفالي المسائل الهامة الأخرى في القراءات ...

أما عن سند ما ذكره الإمام مكي، فإني أنقل من كراسة خاصة معي، وليس عن الكتاب مباشرة، خاصة وأني بعيد عن المكتبة بسبب الحصار الذي نعانيه هذه الأيام في فلسطين ...

لكن الذي أذكره جيداً أن هذا هو المشهور عن ورش، فلا أظن ما ذكر في الإبانة ضعيف، بل هو المشهور والله أعلم.

أما البحث عن أصول القراءات عند المتقدمين فلعله يهم ويفيد أحياناً، فبالتتبع والاهتمام عرف مثلاً أن القراءة التي يقرؤها حفص عن عاصم هي التي أخذها عاصم عن عبد الرحمن السلمي عن علي وعثمان رضي الله عنهما، واما التي أقرأها أبا بكر ابن عياش (شعبة) فهي التي أخذها عن زر ابن حبيش عن ابن مسعود رضي الله عنه، ومن هنا نعرف مكمن الاختلاف بين شعبة وحفص ... وعرفنا مثلاً أن عاصم لم يخالف شيخه عبد الرحمن السلمي في شيء وكذا حفص لم يخالف شيخه عاصم إلا في حرف، بعكس بقية القراء الذين كان لهم اختياراتهم، فكانت قراءة حفص نقية كما هي بلا اختيار ...

فتتبع مثل هذه المسائل يفيدنا في معرفة منشأ القراءات، وفي قضايا تتعلق باللهجات العربية، وأسباب اختيار القراء لحروفهم ... الخ من الفوائد.

وبارك الله فيك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير