والثوري ليس من شيوخ الحميدي و الشافعي بل سفيان الذي أخذ عنه الحميدي وكل من كان في الطبقة العاشرة هو ابن عيينة و أما عبد الرزاق ومعاصروه من الطبقة التاسعة رووا عن الثوري وابن عيينة كما في التهذيب وغيره (تهذيب الكمال 18/ 53) وأما الشافعي فإن كان من التاسعة لكن لم يرو عن الثوري إنما روى عن ابن عيينة فقط.
وأخرجه أيضا البيهقي فقال في آخره: وكذلك رواه الحميدي وغيره عن ابن عيينة {سنن الكبرى للبيهقي 2/ 24}
وهكذا يتبين أن سفيان هذا ليس بالثوري بل هو ابن عيينة
لكن قلتُ: هذا قول باطل جدا لأن عبد الرزاق يروى العلم عن السفيانين كما في تهذيب الكمال و طبقات الحفاظ وغيره {طبقات الحفاظ 1/ 158 (337) , تهذيب الكمال 18/ 56}
لكن عبد الرزاق ومعاصروه من الطبقة التاسعة والذين فوقهم من الطبقة الثامنة و السابعة - الذين أدركوا الثوري ورووا عنه - إذا رووا عن سفيان وأطلقوا ولم ينسبوا فالمراد منه الثوري لا ابن عيينة
قال الذهبي: فأصحاب سفيان الثوري كبار قدماء وأصحاب ابن عيينة صغار لم يدركوا الثوري وذلك أبين فمتى رأيت القديم قد روى فقال حدثنا سفيان وأبهم فهو الثوري وهم كوكيع وابن مهدي و الفريابي وأبي نعيم فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بينه فأما الذي لم يلحق الثوري وأدرك ابن عيينة فلا يحتاج أن ينسب لعدم الإلباس فعليك بمعرفة طبقات الناس [سير أعلام النبلاء 7/ 466]
ويتضح من كلام الذهبي أن سفيان الذي روى عنه عبد الرزاق وأبو نعيم فضل بن دكين ومحمد بن يوسف الفريابي مبهما هو الثوري وإن رووا عن ابن عيينة بينوا و نسبوا.
ومن العجب أن عبد الرزاق أخرجه في مصنفه ما لفظه: عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال رمقت النبي صلى الله عليه وسلم ..... الحديث. {مصنف عبد الرزاق 2/ 68 (2522)} وهذا ابن حنبل يرويه عن عبد الرزاق و عبد الرزاق يقول عن الثوري وهؤلاء يقولون: لا, لا, ليس الثوري بل ابن عيينة فالعجب كل العجب .............. !!!!
فالحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده وعبد الرزاق في مصنفه هو عن أبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي , قال عنه ابن حجر: ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، و كان ربما دلس وهويروي هذا الحديث معنعنا وعنعنة المدلس ليس بحجة.
فأجبت عنه: صرح الثوري بالسماع لهذا الحديث عن عاصم بن كليب وهو أيضا في المسند ما لفظه: حدثنا يحيى بن آدم وأبو نعيم قالا ثنا سفيان حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جعل يديه حذاء أذنيه {مسند أحمد 4/ 318 (18388)}
وفي هذا السند صرح الثوري بالتحديث فرفعت مظنة التدليس. فالحديث صحيح صالح للاحتجاج. -كما لايخفى على من كان له أدنى خبرة بعلم أصول الحديث والتخريج ودراسة الأسانيد ومعرفة الرجال- والله تعالى أعلم.
وقد عرضت هذا التصريح بالسماع عن الثوري لهذه الرواية على الشيخ مبشر أحمد الرباني ـ حفظه الله تعالى ـ عبر الجوال فسر بذلك وقال هذا دليل قوي لرفع مظنة التدليس
لأن الوهم على المدلس إذا عنعن أسمع هذا الحديث من شيخه أم لا فإذا قال حدثنا أو أخبرنا أو سمعت وساق الحديث بتمامه أو ببعضه فيرفع الوهم عن جميع طرقه.
فبطل شبهة التدليس فالحمد لله تعالى ولذا لم يذكره الألباني وغيره
وقال بعضهم: تفرد به عاصم بن كليب ولا يحتج بما انفرد به.
ومنهم أبو رحمة فإنه قال في ملتقى أهل الأثر: ومسألة رد الحديث لعنعنة أحداً منهما بعيدة جداًُ فسفيان بن عيينة أحد الأعلام، ثقة ثبت حافظ إمام وكذلك سفيان الثوري ولا يصح أن نرد حديثاً منعنعنا لأحد منهما فأولاً: سفيان بن عيينة لم يسمع من عدة أشخاص.فلم يسمع من آدم بن علي، بَهْز بن حَكِيم، عُبَيْد الله بن أبي بَكْر بن أنس.ولم يسمع من عبد الملك بن عُمَيْر حديثاً واحداً ألا وهو حديث " اقتدوا باللذين من بعدي.".
ثانياً: سفيان الثوري فلم يسمع من: ابن أشوع، أبي بَكْر بن حَفْص، حَيَّان بن إياس، سعيد بن أبي بُرْدَة، يزيد الرَّقَاشيُّ.
¥