وإن كنت تريد أن تندرء الشبهة التي وقع في نفسك فعليك أن تدرس بحث الألباني في حديث هزيل عن المغيرة بن شعبة في المسح على الجوربين وإذا أمعنت فيما كتب الألباني هنالك ظهر لك ظهور الشمس رابعة النهار أن الحكم ههنا بأن ثم سجد شاذ أو وهم ليس مبنيا على الأصول والقواعد المتقنة الصحيحة عند أهل العلم والمعرفة بالحديث. انتهى كلام النور فوري حفظه الله.
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[06 - 03 - 07, 09:41 م]ـ
قلت: الحديث شاذ من رواية عبد الرزاق بن همام كما شرح ذلك الشيخ الألباني رحمه الله في تمام المنة
وكذلك هذا الحديث يعد من تفردات (عاصم بن كليب) فقد قال عنه علي بن المديني رحمه الله: لا يحتج بما انفرد به. قلت: لا سيما وقد آتى بما لم يأتي به الثقات الأثبات
فقال بعضهم: رواه سفيان الثوري عن عاصم بن كليب معنعنا وهو مدلس فهذا الحديث لا يصلح للاحتجاج
فأجاب البعض: بأن هذا السفيان ليس بالثوري بل هو ابن عيينة لأنه رواه الحميدي في مسنده فقال: ثنا سفيان قال ثنا عاصم بن كليب الجرمي قال سمعت أبي يقول سمعت وائل بن حجر الحضرمي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ........ الحديث. {2/ 392 (885)}
وأخرجه أيضا الشافعي في مسنده وقال: أخبرنا سفيان عن عاصم بن كليب قال سمعت أبي يقول حدثني وائل بن حجر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ...... الحديث {1/ 176}
والثوري ليس من شيوخ الحميدي و الشافعي بل سفيان الذي أخذ عنه الحميدي وكل من كان في الطبقة العاشرة هو ابن عيينة و أما عبد الرزاق ومعاصروه من الطبقة التاسعة رووا عن الثوري وابن عيينة كما في التهذيب وغيره (تهذيب الكمال 18/ 53) وأما الشافعي فإن كان من التاسعة لكن لم يرو عن الثوري إنما روى عن ابن عيينة فقط.
وأخرجه أيضا البيهقي فقال في آخره: وكذلك رواه الحميدي وغيره عن ابن عيينة {سنن الكبرى للبيهقي 2/ 24}
وهكذا يتبين أن سفيان هذا ليس بالثوري بل هو ابن عيينة
لكن قلتُ: هذا قول باطل جدا لأن عبد الرزاق يروى العلم عن السفيانين كما في تهذيب الكمال و طبقات الحفاظ وغيره {طبقات الحفاظ 1/ 158 (337) , تهذيب الكمال 18/ 56}
لكن عبد الرزاق ومعاصروه من الطبقة التاسعة والذين فوقهم من الطبقة الثامنة و السابعة - الذين أدركوا الثوري ورووا عنه - إذا رووا عن سفيان وأطلقوا ولم ينسبوا فالمراد منه الثوري لا ابن عيينة
قال الذهبي: فأصحاب سفيان الثوري كبار قدماء وأصحاب ابن عيينة صغار لم يدركوا الثوري وذلك أبين فمتى رأيت القديم قد روى فقال حدثنا سفيان وأبهم فهو الثوري وهم كوكيع وابن مهدي و الفريابي وأبي نعيم فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بينه فأما الذي لم يلحق الثوري وأدرك ابن عيينة فلا يحتاج أن ينسب لعدم الإلباس فعليك بمعرفة طبقات الناس [سير أعلام النبلاء 7/ 466]
ويتضح من كلام الذهبي أن سفيان الذي روى عنه عبد الرزاق وأبو نعيم فضل بن دكين ومحمد بن يوسف الفريابي مبهما هو الثوري وإن رووا عن ابن عيينة بينوا و نسبوا.
ومن العجب أن عبد الرزاق أخرجه في مصنفه ما لفظه: عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال رمقت النبي صلى الله عليه وسلم ..... الحديث. {مصنف عبد الرزاق 2/ 68 (2522)} وهذا ابن حنبل يرويه عن عبد الرزاق و عبد الرزاق يقول عن الثوري وهؤلاء يقولون: لا, لا, ليس الثوري بل ابن عيينة فالعجب كل العجب .............. !!!!
فالحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده وعبد الرزاق في مصنفه هو عن أبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي , قال عنه ابن حجر: ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، و كان ربما دلس وهويروي هذا الحديث معنعنا وعنعنة المدلس ليس بحجة.
فأجبت عنه: صرح الثوري بالسماع لهذا الحديث عن عاصم بن كليب وهو أيضا في المسند ما لفظه: حدثنا يحيى بن آدم وأبو نعيم قالا ثنا سفيان حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جعل يديه حذاء أذنيه {مسند أحمد 4/ 318 (18388)}
وفي هذا السند صرح الثوري بالتحديث فرفعت مظنة التدليس. فالحديث صحيح صالح للاحتجاج. -كما لايخفى على من كان له أدنى خبرة بعلم أصول الحديث والتخريج ودراسة الأسانيد ومعرفة الرجال- والله تعالى أعلم.
¥