تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذه أوراق عن التطوع بالصلوات في أحد المساجد الثلاثة () التي تُشدُّ الرّحال إليها، ووردت الأحاديث بمضاعفة الصلوات [و] الأجور فيها.

هل فعلها فيها أفضل من فعلها في البيوت؟ أو الإتيان بها في البيوت أفضل كبقية المساجد؟ وهل مضاعفة أجور الصلوات في هذه المساجد الثلاثة () يعمّ كلاًّ من الفرض والنفل؟ أو يختص بالفرض فقط؟ [و] ما للعلماء في ذلك؟

اقتضى كتابتها كلامٌ جرى مع إمام من أئمة المسلمين، وعَلَمٍ من أعلام الدين ()، تيَسَّرت ببركته وتَحَرَّرت بجميل نيَّته، والله ولي التوفيق.

روى أبو هريرة ? أنَّه سمع رسول الله ? يقول: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)) متفق عليه. وهذا لفظ البخاري ().

ولفظ مسلم: (( ... خير من ألف صلاة في غيره من المساجد)) ()، وفي رواية لمسلم أيضاً: (( ... أفضل من ألف صلاة فيما سواه)) ().

وأخرجه أيضاً بهذا اللفظ من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي ? ()، ومن حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عن ميمونة أمّ المؤمنين - رضي الله عنها - أنّها سمعت رسول الله ? يقول. ((صلاة فيه - يعني مسجده - أفضل من ألف صلاة فيما سواه [1/ب] من المساجد إلا مسجد الكعبة)) ().

قال الشيخ محيي الدين () - رحمه الله -:

اختلف العلماء في المراد بهذا الاستثناء على حسب اختلافهم في مكة والمدينة أيّهما أفضل، فذهب الشافعي - رحمه الله - وجماهير العلماء إلى أنّ مكة أفضل من المدينة ()، وأنّ مسجد مكة أفضل من مسجد المدينة، وعكسه مالك وطائفة.

فعند الشافعي والجمهور معناه: إلا المسجد الحرام، فإنّ الصلاة فيه أفضل من الصلاة في مسجدي. وعند مالك وموافقيه: إلا المسجد الحرام فإنّ الصلاة

[في مسجدي] () تفضله بدون الألف ().

وقال أبو العباس القرطبي () في تقرير قول مالك:

لا شك أنّ المسجد الحرام مستثنى من قوله: ((من المساجد)) وهي باتفاق مفضولة، والمستثنى من المفضول مفضول إذا سكت عليه، فالمسجد الحرام مفضول لكن لا يقال أنّه مفضول بألف لأنّه قد استثناه منها فلا بدّ أن يكون له مزية على غيره من المساجد لكن ما هي؟ لم يعينها الشرع، فيتوقف فيها ().

وقال الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر:

قال عبد الله بن نافع الزبيري () صاحب مالك: معنى هذا الحديث أنّ الصلاة في مسجد النبي ? أفضل من الصلاة في سائر المساجد بألف صلاة إلا المسجد الحرام، فإنّ الصلاة في مسجد النبي ? أفضل من الصلاة [فيه] () بدون الألف () ().

ثم قال: وهذا التأويل على بعده ومخالفة أهل العلم له لا حظَّ له في اللسان العربي ... (). وقال عامة أهل الأثر: الصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجد النبي ? بمائة صلاة، ومن الصلاة في سائر المساجد بمائة ألف [2/أ] صلاة [والصلاة في مسجد الرسول أفضل من سائر المساجد بألف صلاة] ().

ثم روى ابن عبد البر هذا القول عن سفيان بن عيينة وعن ابن الزبير من الصحابة رضي الله عنهم، وعن ابن. . . . . . () وأصبغ بن الفرج () أنهما كانا يذهبان إلى تفضيل الصلاة في المسجد الحرام على الصلاة في مسجد النبي ?.

قال: فهؤلاء أصحاب مالك قد اختلفوا [في ذلك] ()، وقد روينا عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وأبي الدرداء وجابر بن عبد الله ? أنهم كانوا يفضلون مكة ومسجدها ()، وإذا لم يكن بدٌّ من التقليد فهم أولى أن يُقلّدوا من غيرهم الذين جاءوا من بعدهم، هذا كله قول ابن عبد البر رحمه الله في كتابه: الاستذكار ().

وقال فيه أيضاً قبل ذلك ().

وأحسن حديث رُوي في ذلك ما رواه حمَّاد بن زيد وغيره عن حبيب المعلم () عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن الزبير ? قال: قال رسول الله ?: ((صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من الصلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة)) ().

ثم قال (): [وقال] () ابن أبي خيثمة (): سمعت يحيى بن معين يقول: حبيب المعلم ثقة ().

[وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: حبيب المعلم ثقة] () ما أصحّ حديثه ()، وسئل أبو زرعة الرازي عن حبيب المعلم، [فقال] (): بصري ثقة ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير