تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سلمان أفقه من أبي الدرداء في أشياء!!!]

ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[22 - 10 - 03, 10:37 ص]ـ

ذكر هذه العبارة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى كما سأنقله، وذكر مثالاً لها، وسيأتي في المسألة الثانية أن لهذه العبارة أصلاً في السنة.

ولا شك أنه لا ينبغي أن يفهم من تقرير هذه المسائل الطعن على الصحابي الجليل الفقيه أبي الدرداء، وهو من فقهاء الصحابة كما هو معلوم، وإنما المراد جمع هذه المسائل إذ من هي لطيف العلم، كما ألف الزركشي كتاب الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة، وبجمع هذه المسائل يعلم أن فوق كل ذي علم عليم، وأنه لا معصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومشروعية تنبيه الأخ لأخيه والعناية بنصحه، كما فعل سلمان مع أخيه في الإسلام أبي الدرداء، وكان بينهما مودة وصحبة، وقد جاء أثر لا أعلم صحته أن أبا الدرداء وسلمان أكلا من صحفة واحدة فسبحت الصفحة أو سبح ما فيها، وجاء في أثر آخر أنهما اشتريا لحماً فتدالحاه بينهما على عود أي طرحاه على عود واحتملاه آخذين بطرفيه.

وفي هذين الأثرين إن صحا بيان ما كان بين هذين الصحابيين من الأخوة والمودة.

وقبل أن أنقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية أنبه على فضل الصحابي الجليل أبي الدرداء وعلمه وفقهه، فإنه لما حضر معاذا الموت قيل أوصنا قال أجلسوني إن العلم والايمان بمكانهما، مَن اقتفاهما وجدهما عند أربعة رهط: عند عويمر أبي الدرداء، وعند سلمان الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سلام؛ فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه عاشر عشرة في الجنة.

وأنبه أيضاً أنه لا يلزم من ذلك تفضيل سلمان رضي الله عنه على أبي الدرداء مطلقاً، نعم سلمان أفقه منه، ولا يلزم من ذلك أنه أفضل منه،

قال ابن حزم رحمه الله في الإحكام 6/ 274: (فقد يخطىء الفاضل فيحرم اتباعه على الخطأ ولا ينقص ذلك من فضله شيئا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء سلمان أفقه إذ منعه سلمان من قيام جميع الليل ومن مواترة الصيام فكان سلمان أفقه من أبي الدرداء، وكان أبو الدرداء أفضل من سلمان، فأبو الدرداء بدري عقبي لا (تجزأ؟) سلمان منه، وأول مشاهد سلمان الخندق فقد شهد صلى الله عليه وسلم أن الأنقص فضلا أتم فقها وقد قال صلى الله عليه وسلم فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه).

ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[22 - 10 - 03, 10:53 ص]ـ

وانتقل إلى ذكر المسائل:

1 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 18/ 283: (وقد كتب أبوالدرداء إلى سلمان هلم إلى الأرض المقدسة فكتب إليه سلمان أن الأرض لا تقدس احدا وإنما يقدس العبد عمله وكان النبى قد آخى بين سلمان وابى الدرداء وكان سلمان أفقه من أبىالدرداء فى أشياء من جملتها هذا وقد قال الله تعالى لموسى عليه السلام سأريكم دار الفاسقين وهى الدار التى كان بها أولئك العمالقة ثم صارت بعد هذا دار المؤمنين وهى الدار التى دل عليها القرآن من الأرض المقدسة ... إلخ).

فهذه هي المسألة الأولى التي كان نبه سلمان رضي الله عنه أبا الدرداء على قول هو أصوب من قوله.

ملحوظة: كان أبو الدرداء بالشام، وكان سلمان بالعراق.

ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[22 - 10 - 03, 04:57 م]ـ

2 - ومن المسائل، -وهي أعظمها لأنها وفعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعلم بها، وصوّب قول سلمان رضي الله عنهما -، ما أخرجه البخاري من طريق أبي جحيفة قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها ما شأنك قالت أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما فقال كل قال فإني صائم قال ما أنا بآكل حتى تأكل قال فأكل فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم قال نم فنام ثم ذهب يقوم فقال نم فلما كان من آخر الليل قال سلمان قم الآن فصليا فقال له سلمان إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق سلمان.

قال ابن حجر في شرحه: (وروى هذا الحديث الطبراني من وجه آخر عن محمد بن سيرين مرسلا فعين الليلة التي بات سلمان فيها عند أبي الدرداء ولفظه قال كان أبو الدرداء يحيى ليلة الجمعة ويصوم يومها فأتاه سلمان فذكر القصة مختصرة وزاد في آخرها فقال النبي صلى الله عليه وسلم عويمر سلمان أفقه منك انتهى وعويمر اسم أبي الدرداء وفي رواية أبي نعيم المذكورة آنفا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد أوتي سلمان من العلم وفي رواية بن سعد المذكورة لقد أشبع سلمان علما).

قلت: وبرواية الطبراني هذه يعلم أن لهذا القول أصلاً، وهو إن كان مرسلاً إلا أنه يستأنس به.

ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[23 - 10 - 03, 01:38 ص]ـ

والأثر الذي ذكرته في المسألة الأولى أخرجه مالك في الموطأ قال:

عن يحيى بن سعيد ان أبا الدرداء كتب إلى سلمان الفارسي ان هلم إلى الأرض المقدسة

فكتب إليه سلمان ان الأرض لا تقدس أحدا وإنما يقدس الإنسان عمله

وقد بلغني انك جعلت طبيبا تداوي،

فإن كنت تبرئ فنعما لك

وان كنت متطببا فاحذر أن تقتل إنسانا فتدخل النار فكان أبو الدرداء إذا قضي بين اثنين ثم أدبرا عنه نظر إليهما وقال ارجعا إلي أعيدا علي قصتكما.

ومسألة الطب هذه تصلح أن تكون مسألة ثالثة، إذ مرادي بهذه المسائل ما خالف فيه سلمان أبا الدرداء رضي الله عنهما، وسأدخل فيه ما جاء من نصائح سلمان لأخيه أبي الدرداء.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير