تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإن صحت فإنها لا تدل على تفضيل خديجة على عائشة -كما ذكرتم- كما أن الحديث يذكر دور خديجة في بداية الدعوة، وهو دور بالغ الأهمية لا يعدله دور في تلك الأيام، ففضل خديجة هنا في سياق الظرف الزماني، وما ذكره رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تسجيل لحقها، وعظم دورها، وهذا من عظيم وفائه وحبه، ومثل هذه المواقف كثيرة بين رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعائشة –كما هو معلوم- لشدة غيرة عائشة من خديجة، وصدور هذا الكلام الوفي عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمر مفهوم، فنص الحديث عند أحمد:

(عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ قَالَتْ فَغِرْتُ يَوْمًا فَقُلْتُ مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا قَالَ مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ).

فعائشة بطبيعة الحال لم يتحقق لها مثل هذا الفضل. فالأمر كما ذكر الشيخ العثيمين: (ففي أول الرسالة لا شك أن المزايا التي حصلت عليها خديجة لم تلحقها فيها عائشة، وبعد ذلك، وبعد موت الرسول صلي الله عليه وسلم حصل من عائشة من نشر العلم ونشر السنة وهداية الأمة مالم يحصل لخديجة) ... فالفضل هناك في سياق الزمان والظرف الموضوعي ...

إلا أن هناك الأحاديث غير هذا ما يدل على عظيم فضل خديجة، منها ما أخرجه الشيخان وغيرهما:

(عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا خَدِيجَةُ) ...

إلا أن الحديث المذكور في شرح الشيخ العثيمين واضح الدلالة في فضل عائشة على نساء العالمين، ولا أظنه يصطدم مع أحاديث فضل خديجة أو فاطمة، وإن كان ابن حجر في فتح الباري لم يفهم من الحديث أفضلية عائشة المطلقة، فقال: (ولم يتعرض لأحد من نساء زمانه إلا لعائشة , وليس فيه تصريح بأفضلية عائشة رضي الله عنها على غيرها لأن فضل الثريد على غيره من الطعام إنما هو لما فيه من تيسير المؤنة وسهولة الإساغة , وكان أجل أطعمتهم يومئذ , وكل هذه الخصال لا تستلزم ثبوت الأفضلية له من كل جهة , فقد يكون مفضولا بالنسبة لغيره من جهات أخرى) أ. هـ

أما النووي ففهم غير فهم ابن حجر فقال: (قوله صلى الله عليه وسلم: (وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) قال العلماء: معناه أن الثريد من كل الطعام أفضل من المرق , فثريد اللحم أفضل من مرقه بلا ثريد , وثريد ما لا لحم فيه أفضل من مرقه , والمراد بالفضيلة نفعه , والشبع منه , وسهولة مساغه , والالتذاذ به , وتيسر تناوله , وتمكن الإنسان من أخذ كفايته منه بسرعة , وغير ذلك , فهو أفضل من المرق كله , ومن سائر الأطعمة وفضل عائشة على النساء زائد كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة. وليس في هذا تصريح بتفضيلها على مريم وآسية ; لاحتمال أن المراد تفضيلها على نساء هذه الأمة.) أ. هـ

والذي يفهم للوهلة الأولى عند قراءة الأحديث أن عائشة أفضل النساء إطلاقاً، لأن لفظ الحديث يشير إلى فضل الثريد على سائر الطعام في الجملة، فلا يوجد في الحديث ما يشير إلى تفضيل الثريدعلى الطعام من ناحية دون أخرى ولمزايا معينة فيه، بل هو أفضلها في الجملة، وإن توفرت في بعض الأطعمة مزايا وفضائل لا تتوفر للثريد، إلا أن الثريد في الجملة فيه من المزايا أكثر مما في غيره، وهذا يعني أن عائشة توفر فيها من المزايا أكثر مما تتوفر في غيرها من النساء، وإن امتازت عنها بعض النساء بصفات أو فضائل لم تتوفر فيها. وطالما أن الثريد كان أجل أطعمتهم يومئذ فهذا كاف للدلالة على فضل عائشة على النساء. والله تعالى أعلم

ولعل الحق فيما ذكره الشيخ العثيمين، من ترك المفاضلة بين خديجة وعائشة لأن كلاً منهما فيها من المزايا ما لم يتحقق للأخرى، وكذا في كل منهما من الأحاديث ما يدل على فضلها على غيرها من النساء. والله أعلم.

ـ[إبْنَ القَرْيَة]ــــــــ[23 - 10 - 03, 11:30 م]ـ

قال الإمام أحمد

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن إسحاق انا عبد الله قال انا مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت به وهذا الحديث كما قال أهل العلم صحيح وسنده هذا يحسن في المتابعات 0فنقاشي على صحته عندي

أما هذا التفسير فهو واضح التكلف وإلا كان بإمكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يكفيكم هذا التكلف الظاهر ويقول بمرادكم خصوصا عندما ذكر فضائلها العظيمة رضي الله عنها ولم يذكر لعائشة بالمقابل شيء هنا ـ أي في الحديث من الحيث المقبلة الخاصة ـ فلم الموازنة من ناحية في لفظ الحديث والبعد عن طرفه الأخير سبحان الله على تكلف عجيب وشارد الزمام!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير