تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مجالد ضعيف جداً، حتى قال الدارقطني: مجالد لا يعتبر به. و كان ابن حنبل لا يراه شيئا يقول: ليس بشىء. بل حتى كان يحيى بن سعيد يقول لعبيد الله: أين تذهب؟ قال: أذهب إلى وهب بن جرير أكتب السيرة، يعنى عن أبيه، عن مجالد. قال: تكتب كذباً كثيرا، لو شئت أن يجعلها لى مجالد كلها عن الشعبى، عن مسروق، عن عبد الله

فعل.

ومجالد فوق ضعفه فقد خالف الثقات. فحديثه شاذ مردود لا عبرة به. أما مسلم فقد أخرج له في شواهد الباب ما وافق الثقات، لا ما عارضهم!!

أما البهي فلم يسمع من أمنا عائشة رضي الله عنها كما نص أحمد وعبد الرحمن بن مهدي وأبو حاتم الرازي، والخطأ من السدي. بل قال أبو حاتم: لا يحتج بالبهى، و هو مضطرب الحديث. وضعف حديثه أبو زرعة.

فالحديث منقطع، وكذلك الذي بعده (أي رجع للذي قبله)، إذ لم يسمع ابن أبي نجيح من أمنا عائشة كذلك. وإنما أدرك مجاهداً وروى عنه بواسطة لأن مجاهد كان يمقته لاعتزاله ويسميه بالحمار.

أما الأخ سيف الله الذي يستغرب أني لم أسق البرهان كعادتي، فلأنه عضو جديد لم يقرأ موضوعي القديم الذي كتبت فيه الأدلة وبينت النص القرآني في تفضيل أمهات المؤمنين على بناتهن.

ثم إنه بسبب تعجله -غفر الله له- لم ينتبه لمغزى كلامي:

1 - السيادة مرتبطة بشرف النسب لا بالفضل. وإلا فالحسن والحسين ليسا أفضل من أبيهما!

2 - الأسبقية بالإسلام لا تدل بالضرورة على الفضل المطلق. فعلي قد سبق عثمان وعمر وهما خير منه.

الملاحظة الأولى تتحدث عن حديث فاطمة سيدة نساء أهل الجنة. وهذه السيادة بشرف النسب لا بالفضل. وإلا فمريم بنت عمران وأم موسى خير منها.

وذكر الحسن والحسين لأنهما سيدا شباب أهل الجنة. مع العلم أن أبوهما خير منهما، وليس سيداً لأن السيادة متعلقة بشرف النسب وليس الفضل. وكذلك من الصحابة الكثير ممن هم خير من الحسن والحسين وليسو سادة. وقد قال ابن عمر -وهو حجة في العربية-: معاوية أسود من أبي، وأبي خير منه. ففرق بين الفضل وبين السيادة. وهو واضح جداً لمن تأمل.

وأما الملاحظة الثانية فمعناها أن أسبقية أمنا خديجة بالإسلام لا يعني بالضرورة فضلها المطلق. فعلي قد سبق عثمان وعمر وهما خير منه.

ـ[ساري عرابي]ــــــــ[24 - 10 - 03, 08:01 م]ـ

أخي الفاضل سيف الله بارك الله فيك ...

أنا لم أخلف الإمام النووي -رحمه الله- فهو قد قال:

(وفضل عائشة على النساء زائد كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة. وليس في هذا تصريح بتفضيلها على مريم وآسية ; لاحتمال أن المراد تفضيلها على نساء هذه الأمة) ...

* فهو رجح فضلها على نساء هذه الأمة ...

- أما قولك:

(أن النبي كان يصف عائشة في هذا الحديث من جهة معينة ألا وهو عائشة الزوجة النموذجية التي يحلم بها أي طالب للزواج فهي بين النساء كالثريد بين الأطعمة كأنه يقول كما ان الثريد هو الطعام المفضل على سائر الأطعمة فعائشة رضوان الله عليها قد جمعت من خصائص الزوجة الكفيلة بإسعاد الزوج مالم يتحقق لغيرها وهذا معلوم من السيرة النبوية أن النبي كان يتحرق شوقا ليوم عائشة فما الذي ميزها عن باقي زوجاته صلى الله عليه وسلم؟) ...

* فنص الحديث ولفظه لا يدعم ما ذهبت إليه -من وجهة نظري-، فاللفظ كما يلي:

(كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) ...

فالحديث يفسر بعضه بعضاً، أوله يتحدث عن كمال آسية ومريم وخديجة، وآخره يتحدث عن فضل عائشة على النساء، وطالما أن النص هكذا، فواضح أن المقصود النساء جميعاً، وليس الزوجات، وأن المفاضلة ليست في الأمور الزوجية ...

وعائشة قد فاقت نساء النبي في أمور كثيرة ذكر بعضها الشيخ العثيمين:

(وبعد موت الرسول صلي الله عليه وسلم حصل من عائشة من نشر العلم ونشر السنة وهداية الأمة) ...

ولا شك أن لعائشة غير ذلك من الفضائل، والمواقف في حركة الإسلام أثناء حياة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبعدها، إلى جانب ما ذهب إليه الكثيريون من سكن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إليها، وراحته عندها، وقدرتها على إسعاده، وغير ذلك ...

- وأنا ماذكرت قول الإئمة النووي وابن حجر، إلا لإثراء الموضوع، وإدخال أفهام جديدة للنص في نقاشنا، وإلا فإني ميال لرأي الشيخ العثيمين من البداية ...

- ولا أظن هناك تناقضاً في كلام الشيخ، فهو لا يقصد مطلقاً أنها تفوقهن في كل شيء، وإنما فيها من المزايا والفضائل أكثر مما عندهن، وإلا قد يتوفر في بعضهن ما ليس في عائشة.

- وعلى فرض صحة الزيادة الدئر النقاش حولها بين الأخ محمد أمين والأخ راجي رحمة ربه، فليس فيها دلالة على فضل خديجة، وقولي هذا ليس تعسفاً ولا تكلفاً، لأن المقام لا يقتضي ذكر فضائل عائشة كما ذكر فضائل خديجة، فالكلام ابن لحظته، ولا ينظر له بمعزل عن سياقه، فالموقف هنا موقف وفاء وحفظ لحق خديجة، ورد على عائشة رضي الله عنهن جميعاً.

- ومرة أخرى لعل الحق في التوقف بين أمر السيدتين رضي الله عنهما.

- وجزاكم الله خيراً ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير