هو أن يقول أحدهما: أريد خيارا ثلاثة أيام مثلا لإتمام الصفقة لهذه السلعة، فإن غيرت رأيي انحل العقد، وقد يطلب هذا الشرط البائع، وقد يطلبه المشتري، أو كلاهما، وهو خيار مشروع غير محدد، فيكون بحسب اتفاقهما شهرا أو أسبوعا أو غير ذلك، ويجب أن يكون اشتراط هذا الشرط، في صلب العقد، أو في مدة خيار المجلس، ولا يصح بعد لزوم العقد، كما يشترط أن يكون إلى أجل معلوم محدد، كشهر مثلا.
... 3 – خيار الغبن
ـــــــــــ
وهو يتعلق بالسعر، فلو اكتشف البائع أو المشتري أنهما غبنا، بأن يشتري المشتري بأعلى من سعر السوق، أو البائع بأدنى منه، فوق العادة، فلكل واحد منهما الخيار، فيأتي بالبينة على أنه غبن، ويفسخ العقد أو يمسك إن شاء، والضابط هو سعر السوق.
... 4 – خيار التدليس
ــــــــــــ
فإن اكتشف المشتري أو البائع وضع شيء في السلعة يزيدها جمالا، كعمل تلميع للسيارة مثلا، فتظهر بمظهر غير مظهرها الحقيقي، فيزيد ذلك في سعرها بما لا تستحقه، ويثبت هذا الخيار بما يزيد به الثمن، أما مالايتاثر به الثمن فلا يثبت به هذا الخيار، مثل التغيير المتعارف عليه، كأن يغسل السيارة لتبدو جميلة وجديدة.
فإن ثبت خيار التدليس فله خيار الفسخ، وقد ورد في السنة ما يسمى التصرية، وهو ترك الناقة فلا تحلب أياما، ثم تباع وضرعها مملوء على أنها حلوب، وعندما يحلبها المشتري أول مرة ثم الثانية يفاجأ بأنها كانت مصراة، فهذا تدليس وغش يفسخ به العقد، قال صلى الله عليه وسلم: ((لاتصروا الإبل والغنم فمن ابتاعها فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها إن شاء أمسك وإن شاء ردها وصاعا من تمر)) متفق عليه.
... 5 – خيار العيب:
ــــــــــــ
إن ظهر في السلعة عيب ينقص قيمة المبيع ـ وليس كل عيب ـ أخفاه البائع بعلم أو بدون علم، ولكن تم العقد على عدم وجود هذا العيب، فله الحق في خيار العيب بفسخ العقد أو أخذ التعويض وهو قسط ما بين قيمة الصحة والعيب.
&&& وهنا شيء نسمعه كثيرا في حراج السيارات بقول البائع: أبيعك حديد سكراب! فهل تبرأ الذمة هنا؟
في ذلك تفصيل: فالواجب أن يعرّف البائع المشتري عن العيوب فلا يسقط خيار العيب إن علمها، أما إن لم يعلم فالمؤمنون على شروطهم، فله أن يقول أبيع حديدا (سكراب): " ... فإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما ".
وبعض الناس يسأل: هل يجب علي أن أذكر كل عيوب السلعة؟ فضابط ذلك أن تجعل نفسك في مكان المشتري، فما أحببت أن تعرفه عن السلعة فأخبر أخاك عنه كما صح في الحديث: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه، وقد يشق ذلك على النفس لأنك تريد أعلى سعر، فتذكر حينئذ الحديث " ... فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما " فلا تغش أخاك المسلم، وتذكر بركة الصدق وأن الغش لن ينفعك في الحقيقية، وإن كان نفعا عاجلا فهو ممحقة للبركة.
... 6 – خيار الخلف بقدر الثمن.
ــــــــــــــــــ
فإن اختلفا بقدر الثمن فقال الأول: بعتك بمائة، وقال الآخر: بل بتسعين، ولا بينة أو شهود أو دليل، فلهما الفسخ، بعد أن يحلف البائع أولا، ثم المشتري، ثم لكل واحد منهما الفسخ إن لم يرض أحدهما بقول الآخر.
... 7 – خيار الخلف في الصفة
ـــــــــــــــــ
على سبيل المثال، بقول المشتري: اشتريت هذا الأثاث، وقول البائع: بل غيره، أو وجد السلعة قد تغيرت عما وصف له، أو عما رآه، وكان الفارق بين الرؤية والتسليم وقت قصير، أو مثل قول مشتر: اشتريت سيارة كاملة المواصفات، وقول بائع ليست كذلك، ولا بينة بينهما، تحالفا ثم الفسخ.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
@@@@سادسا: الربا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... وهو مبحث مهم للغاية، ذلك أن الله تعالى قد لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه) رواه مسلم، فتناول اللعن كل من له صلة أو علاقة بالربا، و قال تعالى:" فأذنوا بحرب من الله ورسوله " وقال " يمحق الله الربا ويربي الصدقات "، فهذا يدل على أن الربا خطره عظيم، وضرره جسيم.
... هذا وينقسم الربا إلى قسمين: ربا الديون وربا البيوع.
@@@ ربا الديون:
ـــــــــــ
¥