ثم أعلنوا للناس أن لدينا أموالا للقروض، فمن أراد أن يفتح مشروعا ويستدين فليأتنا ونضع عليه فائدة، ثم جاء الناس يأخذون الديون، ويرهنون البيوت وكلما تأخروا زادوا عليهم بجشع اليهود، فإذا جاء آخر العام جاء من وضع أمواله لديهم من التجار، فقالوا له إن مالك قد زاد زيادة خمسة بالمائة، فيفرح بذلك، ويبقى ماله لديهم، وهم إنما استفادوا من ماله، بإقراض المحتاجين بفائدة، وجعلوها لهم، وهكذا أصبحوا أثرياء بطريق الربا، ثم انتشرت هذه الفكرة حتى صار الربا جزءا لا يتجزأ من النظام الاقتصادي العالمي وجعلوه مبنيا على الربا.
وهتلر في كتابه كفاحي ذكر هذه الحقيقة، فقال أن اليهود دمروا ألمانيا بالربا والدعارة.
****وربا الديون قد يمارس بشكل واضح، وقد يمارس بالحيل.
وثمة حيل عديدة على الربا:
ــــــــــــــــ
&&& أـ فمثلا رجل عنده شيك مؤجل بسبعين ألفا، فتأتي شركة وتعمل كوسيط، وتقول نحن نعطيك ستين ألفا وحول علينا الشيك الذي هو مستحق لك على الغير، ولا تنتظر مدة التأجيل، وهي حيلة على الربا، فكأنهم يعطونه ستين ألفا، ويستردوها سبعين ألفا، وهذا هو الذي يسمى خصم الأوراق التجارية، وهو ربا، ولذلك لا تفعله البنوك الإسلامية.
&&& وكذلك المداينة وهي تشبه العينة – والعينة أن يبيع شخص لآخر بأجل ثم يشتري السلعة منه حالا بسعر أقل – ففي المداينة يدخل طرف ثالث، فيشتري الأول من الثاني مؤجلا، ثم يبيعه لثالث حالا بثمن أقل.
&&& ومن ذلك العينة الثلاثية، وهي منتشرة بين الناس، مثل أن يذهب اثنان للبنك فيتظاهرا بأن أحدهما باع الآخر سيارة، ثم ترد لصاحبها، ويأخذ قيمة الشيك ممن تظاهر أنه باع السيارة على البنك الإسلامي، ويبقى على المشتري الأقساط التي هي أكثر من النقد الذي استلمه.
&&& وثمة حيل أخرى منها أن يبيعك شيئا مع الدين، فيداينك مبلغا، ويبيعك مع الدين قلما بمائة دينار والثمن مؤجل، والقلم لا يساوي دينارا! ويقول هذا دين وبيع وهو في الحقيقة حيلة على الربا.
&&& ومن الحيل الأخرى شركة هبتكو، وتدعي أنها تعمل بالألبان فتأخذ أموالك وتعمل فيها وتعطيك 8% من رأس مالك الذي أعطيتهم، إن أردت استرجاع مالك بعد الشهر الأول، و25% في الثاني و60% في الثالث و100% بعد ثمانية أشهر.
وهذا شيء غير معقول، ولابد أن في الأمر سرا ما، والذي أشكل على الناس أنهم يمنحونك نسبة، فظنوا أن هذا جائز، وهم إنما يمنحونك نسبة من رأس المال لا من الربح فهو كالدين بفائدة، بالإضافة أنهم يجعلون أموالهم في بنوك أوروبية تمنحهم أرباحا عالية بعد أشهر، ومن غرائب شأنهم، أنهم يشترطون أن لا يكون التحاكم إلا في مصر أو الكويت حيث القانون يصير من بعض الوجوه في صالح من يعلن إفلاسه، وقد قيل أن لهم نشاطا في غسيل الأموال أيضا، والحقيقة أنها شركة ربوية، وأما ادعاؤها أنها تستثمر أموال المشتركين في التجارة، فهو غطاء فقط.
@@@ربا البيوع:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وينقسم إلى قسمين: ربا الفضل، وربا النسيئة.
ولابد أن نقدم هذه المقدمة حتى نفهم ربا البيوع بقسميه.
ربا البيوع، هو ربا يجري عند التبايع بين أصناف محددة من الأموال، تسمى الأموال الربوية، وليس معنى الأموال الربوية هنا، أي المحرمة لأنها كسب ربوي، بل المعنى أن ربا البيوع يجري فيها إن تم التبايع فيما بينها بطريقة غير شرعية، وحتى نعرف الطرق الشرعية للتبايع بين هذه السلع التي هي الأموال الربوية، أولا نقسم الأموال إلى قسمين:
... أحدهما:
ـــــــ
الأموال الربوية: وهي التي يجري فيها ربا البيوع.
... الثاني:
ـــــــ
الأموال غير الربوية: وهي التي لا يجري فيها ربا البيوع، وهي كل ما عدا الأموال الربوية.
وتنقسم الأموال الربوية إلى مجموعتين.
فلنسم المجموعة الأولى مجموعة (أ)
... أ – وهي تضم ما يلي:
الذهب، الفضة، الأوراق النقدية، والعلة التي جمعت بين هذه الأصناف هي الثمنية أي كونها أثمانا للسلع، ولهذا فكل عملة هي صنف مستقل، فهذه المجموعة كبيرة العدد.
والقاعدة التي يجب أن تتبع هنا هي:
**** أنه إذا كان البيع بين نفس الصنف (ذهب بذهب، فضة بفضة) وجب أن يكون الطرفان، متماثلين بالوزن، ووجب أيضا التقابض يدا بيد أيضا.
¥