تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شمس يوم الأحد بما يزيد على سبع ساعات. وأي دعوى رؤية للهلال مساء هذا اليوم - يوم الأحد 1424/ 9/29ه - فهي شهادة غير صحيحة لعدم انفكاكها عما يكذبها ويجب ردها مهما كانت عدالة أو عدداً. وتكميلا للفائدة فقد وردتني مجموعة أسئلة تتعلق بالهلال من حيث الاستفسار عن معنى الاقتران والولادة وامكان الرؤية والمصطلح الفلكي في بدء الشهر بعد الولادة وحكم العمل بالحساب الفلكي نفياً واثباتاً. وهل خبر الحساب بالولادة قطعي أو ظني؟ وهل خبر الحساب بالولادة قطعي أو ظني؟ وهل تتعدد الولادة باختلاف المواقيت لاختلاف البلدان كالاختلاف في أوقات الصلوات؟ أجيب على هذه الأسئلة بما يلي: الاقتران: هو اجتماع الشمس والقمر في خط طولي واحد بحيث لا ينعكس ضوء الشمس على القمر ولا على أي جزء من القمر. والولادة: هي تخلف القمر عن الشمس بحيث تكون الشمس امامه من جهة الغرب والقمر خلفها من جهة الشرق فيظهر بها نور الشمس على جزء من القمر. وامكان الرؤية يحصل بالقدرة الطبيعية على رؤية الهلال بعد الولادة. وقد تم اجماع علماء الفلك قاطبة على ان الولادة تتم في لحظة واحدة وان خبر الولادة قطعي لا يتردد في قبوله واعتباره أحد من علماء الفلك مهما تعددت مشاربهم وأفكارهم وعقائدهم. وان قول من يقول بأن خبر الولادة ظني قول من لا علم عنده ولا نظر. وقد سبق للعلامة الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - وهو أحد علماء الأزهر ان كتب رسالة أكد فيها ان خبر ولادة الهلال خبر قطعي كقطعية صحة القول بأن الخمسة المضروبة في أربعة عشرون. وسخر من نفسه أول ما عرضت عليه مسألة ولادة الهلال فقال بأن الخبر بالولادة ظني. وألقى باللائمة الشائنة على من قال في مسألة من مسائل العلم بقول عار عن التصور وإمعان النظر. اما امكان الرؤية بعد الولادة فهو محل اختلاف بين أهل العلم لاسيما علماء الفلك فبعضهم يقول بامكان الرؤية إذا كان الهلال على زاوية محددة المقدار وبدرجة معينة على اختلاف بينهم في مقدار الزاوية وتحديد الدرجة. وبعضهم يقول بامكان الرؤية مطلقا بعد الولادة حيث لا يجوز قصر قدرة الله تعالى على انعامه على بعض عباده بالقوة المطلقة في الإبصار فقد تواترت الأخبار بأن بعض حديدي البصر يرون القمر مقارنا للشمس في النهار. وبعض علماء الشرع حينما يقولون بأن الولادة ظنية وان علماء الفلك مختلفون فيما بينهم هل هي قطعية أم هي ظنية؟. هؤلاء البعض من علماء الشرع يخلطون بين الولادة وامكان الرؤية ويظنون ان الخلاف في امكان الرؤية هو خلاف في خبر الولادة. والصحيح ان علماء الفلك مجمعون على ان خبر الولادة قطعي لا يقبل الشك ولا التردد، وان امكان الرؤية محل خلاف في تقديره بعد الولادة. اما المصطلح الفلكي في تحديد بدء الشهر أو نهايته بعد الولادة فهو محل خلاف بين أهل العلم فجمهور الفلكيين يعتبرون ساعة جرينتش هي التوقيت العالمي فإذا كانت الولادة قبل نهاية الساعة الثانية عشرة مساء بتوقيت جرينتش كانت الساعة الواحدة صباحا من مبدأ أول يوم من الشهر وإذا كانت الولادة بعد نهاية الساعة الثانية عشرة مساء كان بقية الليل والنهار بعده آخر يوم من الشهر. وهذا المصطلح مخالف للنظر الشرعي فقد صدر قرار من مجلس الوزراء السعودي باعتبار الولادة وباعتبار التوقيت الغروبي لمكة المكرمة وباعتبار الليل أول اليوم فإن تمت ولادة الهلال قبل غروب الشمس فإن الليلة التالية للولادة هي ونهارها أول الشهر. وإن كانت الولادة بعد غروب الشمس فإن الليلة التي ولد فيها الهلال هي ونهارها آخر الشهر ولا اعتبار لتوقيت جرينتش وهذا يفسر معنى اختلاف علماء الفلك في مبدأ دخول الشهر وخروجه ومن ذلك شهر رمضان. اما حكم العمل بالحساب الفلكي في إثبات دخول شهر رمضان وخروجه فقد صدرت مجموعة من القرارات الفقهية من هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ومن غيرها من المجامع الفقهية بأن ذلك لا يجوز وانه مخالف لقول الله تعالى: {فمن شهد منك الشهر فليصمه} ولقوله صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته" .. فلو ثبت فلكيا دخول الشهر بحيث تمت ولادة الهلال قبل غروب الشمس ولم يتقدم أحد بشهادة رؤيته بعد غروبها فلا يجوز إثبات دخول الشهر بذلك حتى يثبت دخوله برؤية معتبرة. واما حكم العمل بالحساب الفلكي من حيث النفي فيجب الأخذ بذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير