تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رضنى به)

كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 13، صفحة 180.

ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[27 - 10 - 03, 11:20 م]ـ

وأهل النجوم لهم اختيارات اذا أراد أحدهم أن يفعل فعلا أخذ طالعا سعيدا فعمل فيه ذلك العمل لينجح بزعمهم وقد صنف الناس كتبا فى الرد عليهم وذكروا كثرة ما يقع من خلاف مقصودهم فيما يخبرون به ويأمرون به وكم يخبرون من خبر فيكون كذبا وكم يأمرون باختيار فيكون شرا والرازى صنف الاختيارات لهذا الملك وذكر فيه الاختيار لشرب الخمر وغير ذلك كما ذكر فى (السر المكتوم) فى عبادة الكواكب ودعوتها مع السجود لها والشرك بها ودعائها مثل ما يدعو الموحدون ربهم بل أعظم والتقرب اليها بما يظن أنه مناسب لها من الكفر والفسوق والعصيان فذكر أنه يتقرب الى الزهرة بفعل الفواحش وشرب الخمر والغناء ونحو ذلك مما حرمه الله ورسوله وهذا فى نفس الأمر يقرب الى الشياطين الذين يأمرونهم بذلك ويقولون لهم ان الكوكب نفسه يحب ذلك والا فالكواكب مسخرات بأمر الله مطيعة لله لا تأمر بشرك ولا غيره من المعاصى ولكن الشياطين هى التى تأمر بذلك ويسمونها روحانية الكواكب وقد يجعلونها ملائكة وانما هى شياطين فلما ظهر بأرض المشرق بسبب مثل هذا الملك ونحوه ومثل هذا العالم ونحوه ما ظهر من الالحاد والبدع سلط الله عليهم الترك المشركين الكفار فأبادوا هذا الملك وجرت له أمور فيها عبرة لمن يعتبر ويعلم تحقيق ما اخبر الله به فى كتابه حيث يقول (سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق (أى أن القرآن حق وقال (سأريكم آياتى فلا تستعجلون) وبسط هذا له موضع آخر

و (المقصود هنا) أن دولة بنى أمية كان انقراضها بسبب هذا الجعد المعطل وغيره من الأسباب التى أوجبت ادبارها وفى آخر دولتهم ظهر الجهم بن صفوان بخراسان وقد قيل ان أصله من ترمذ وأظهر قول المعطلة النفاة الجهمية وقد قتل فى بعض الحروب وكان أئمة المسلمين بالمشرق أعلم بحقيقة قوله من علماء الحجاز والشام والعراق ولهذا يوجد لعبدالله بن المبارك وغيره من علماء المسلمين بالمشرق من الكلام فى الجهمية أكثر مما يوجد لغيرهم مع أن عامة أئمة المسلمين تكلموا فيهم ولكن لم يكونوا ظاهرين الا بالمشرق لكن قوى أمرهم لما مات الرشيد وتولى ابنه الملقب بالمأمون بالمشرق وتلقى عن هؤلاء ما تلقاه

ثم لما ولى الخلافة اجتمع بكثير من هؤلاء ودعا الى قولهم فى آخر عمره وكتب الى بغداد وهو بالثغر بطرسوس التى ببلدسيس وكانت اذ ذاك أعظم ثغور بغداد ومن أعظم ثغور المسلمين يقصدها أهل الدين من كل ناحية ويرابطون بها رابط بها الامام أحمد رضى الله عنه والسرى السقطى وغيرهما وتولى قضاءها أبو عبيد وتولى قضاءها أيضا صالح بن أحمد بن حنبل ولهذا ذكرت فى كتب الفقه كثيرا فانها كانت ثغرا عظيما فكتب من الثغر الى نائبه ببغداد اسحاق بن ابراهيم بن مصعب كتابا يدعو الناس فيه الى أن يقولوا القرآن مخلوق فلم يجبه أحد ثم كتب كتابا ثانيا يأمر فيه بتقييد من لم يجبه وارساله اليه فأجاب أكثرهم ثم قيدوا سبعة لم يجيبوا فأجاب منهم خمسة بعد القيد وبقى اثنان لم يجيبا الامام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح فأرسلوهما اليه فمات قبل أن يصلا اليه ثم أوصى الى أخيه ابى اسحاق وكان هذا سنة ثمانى عشرة ومائتين وبقى أحمد فى الحبس الى سنة عشرين فجرى ما جرى من المناظرة حتى قطعهم بالحجة ثم لما خافوا الفتنة ضربوه وأطلقوه وظهر مذهب النفاة الجهمية وامتحنوا 2 الناس فصار من أجابهم أعطوه والا منعوه العطاء وعزلوه من الولايات ولم يقبلوا شهادته وكانوا اذا أفتكوا الاسرى يمتحنون الاسير فان 2 اجابهم افتدوه والا لم يفتدوه

وكتب قاضيهم أحمد بن أبى دؤاد على ستارة الكعبة (ليس كمثله شىء وهو العزيز الحكيم (لم يكتب وهو (السميع البصير (

ثم ولى الواثق واشتد الأمر الى أن ولى المتوكل فرفع المحنة وظهرت حينئذ السنة وبسط هذا له موضع آخر

والمقصود أن 8 أئمة المسلمين لما عرفوا حقيقة قول الجهمية بينوه حتى قال عبدالله بن المبارك أنا لنحكى كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكى كلام الجهمية وكان ينشد % عجبت لشيطان دعا الناس جهرة % الى النار واشتق اسمه من جهنم %

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير