تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقيل له بماذا يعرف ربنا قال بأنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه قيل له بحد قال بحد وكذلك قال أحمد بن حنبل واسحاق بن ابراهيم بن راهويه وعثمان بن سعيد الدارمى وغيرهم من أئمة السنة

كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 13، صفحة 184.

ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[27 - 10 - 03, 11:32 م]ـ

وحقيقة قول الجهمية المعطلة هو قول فرعون وهو جحد الخالق وتعطيل كلامه ودينه كما كان فرعون يفعل فكان يجحد الخالق جل جلاله ويقول (ما علمت لكم من اله غيرى (ويقول لموسى (لئن اتخذت الها غيرى لأجعلنك من المسجونين (ويقول (أنا ربكم الأعلى (وكان ينكر أن يكون الله كلم موسى أو يكون لموسى اله فوق السموات ويريد أن يبطل عبادة الله وطاعته ويكون هو المعبود المطاع

فلما كان قول الجهمية المعطلة النفاة يؤول الى قول فرعون كان منتهى قولهم انكار رب العالمين وانكار عبادته وانكار كلامه حتى ظهروا بدعوى التحقيق والتوحيد والعرفان فصاروا يقولون العالم هو الله والوجود واحد والموجود القديم الازلى الخالق هو الموجود المحدث المخلوق والرب هو العبد ما ثم رب وعبد وخالق ومخلوق بل هو عندهم فرقان ولهذا صاروا يعيبون على الأنبياء وينقصونهم ويعيبون على نوح وعلى ابراهيم الخليل وغيرهما ويمدحون فرعون ويجوزون عبادة جميع المخلوقات وجميع الأصنام ولا يرضون بأن تعبد الأصنام حتى يقولوا ان عباد الاصنام لم يعبدوا الا الله وان الله نفسه هو العابد وهو المعبود وهو الوجود كله فجحدوا الرب وأبطلوا دينه وامره ونهيه وما أرسل به رسله وتكليمه لموسى وغيره

وقد ضل فى هذا جماعة لهم معرفة بالكلام والفلسفة والتصوف المناسب لذلك كابن سبعين والصدر القونوى تلميذ ابن عربى والبليانى والتلمسانى وهو من حذاقهم علما ومعرفة وكان يظهر المذهب بالفعل فيشرب الخمر ويأتى المحرمات

وحدثنى الثقة أنه قرأ عليه (فصوص الحكم (لابن عربى وكان يظنه من كلام أولياء الله العارفين فلما قرأه رآه يخالف القرآن قال فقلت له هذا الكلام يخالف القرآن فقال القرآن كله شرك وانما التوحيد فى كلامنا وكان يقول ثبت عندنا فى الكشف ما يخالف صريح المعقول

وحدثنى من كان معه ومع آخر نظير له فمرا على كلب أجرب ميت بالطريق عند دار الطعم فقال له رفيقه هذا أيضا هو ذات الله فقال وهل ثم شىء خارج عنها نعم الجميع فى ذاته

وهؤلاء حقيقة قولهم هو قول فرعون لكن فرعون ما كان يخاف احدا فينافقه فلم يثبت الخالق وان كان فى الباطن مقرا به وكان يعرف أنه ليس هو الا مخلوق لكن حب العلو فى الأرض والظلم دعاه الى الجحود والانكار كما قال فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين

وأما هؤلاء فهم من وجه ينافقون المسلمين فلا يمكنهم اظهار جحود الصانع ومن وجه هم ضلال يحسبون انهم على حق وان الخالق هو المخلوق فكان قولهم هو قول فرعون لكن فرعون كان معاندا مظهرا للجحود والعناد وهؤلاء اما جهال ضلال واما منافقون مبطنون الالحاد والجحود يوافقون المسلمين فى الظاهر

وحدثنى الشيخ عبد السيد الذى كان قاضى اليهود ثم أسلم وكان من أصدق الناس ومن خيار المسلمين وأحسنهم اسلاما أنه كان يجتمع بشيخ منهم يقال له الشرف البلاسى يطلب منه المعرفة والعلم قال فدعانى الى هذا المذهب فقلت له قولكم يشبه قول فرعون قال ونحن على قول فرعون فقلت لعبد السيد واعترف لك بهذا قال نعم وكان عبد السيد اذ ذاك قد ذاكرنى بهذا المذهب فقلت له هذا مذهب فاسد وهو يؤول الى قول فرعون فحدثنى بهذا فقلت له ما ظننت أنهم يعترفون بأنهم على قول فرعون لكن مع اقرار الخصم ما يحتاج الى بينة قال عبد السيد فقلت له لا أدع موسى وأذهب الى فرعون فقال ولم قلت لان موسى أغرق فرعون فانقطع واحتج عليه بالظهور الكونى فقلت لعبد السيد وكان هذا قبل أن يسلم نفعتك اليهودية يهودى خير من فرعونى

وفيهم جماعات لهم عبادة وزهد وصدق فيما هم فيه وهم يحسبون أنه حق وعامتهم الذين يقرون ظاهرا وباطنا بأن محمدا رسول الله وأنه افضل الخلق أفضل من جميع الأنبياء والاولياء لا يفهمون حقيقة قولهم بل يحسبون أنه تحقيق ما جاء به الرسول وأنه من جنس كلام اهل المعرفة الذين يتكلمون فى حقائق الايمان والدين وهم من خواص أولياء الله فيحسبون هؤلاء من جنس أولئك من جنس الفضيل بن عياض وابراهيم بن أدهم وأبى سليمان الدارانى والسرى السقطى والجنيد بن محمد وسهل بن عبدالله وأمثال هؤلاء

وأما عرافهم الذين يعلمون حقيقة قولهم فيعلمون أنه ليس الأمر كذلك ويقولون ما يقول ابن عربى ونحوه ان الاولياء افضل من الانبياء وان خاتم الاولياء أفضل من خاتم الأنبياء وان جميع الانبياء يستفيدون معرفة الله من مشكاة خاتم الأولياء وأنه يأخذ من المعدن الذى يأخذ منه الملك الذى يأتى خاتم الأنبياء فانهم متجهمة متفلسفة يخرجون أقوال المتفلسفة والجهمية فى قالب الكشف

كتاب مجموع الفتاوى، الجزء 13، صفحة 188.

اكمل بالقراءة هنا:

http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=381&id=6826

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير