قال أبو محمد: وهذا إسناد رجاله مجاهيل كلهم خلا إبراهيم بن المنذر الحزامى شيخ البخارى. وعبد الرحمن، وذو الرقيبة، والحجاج ثلاثتهم غير معروفين، ولا يدرى ما حالهم!!. وقد لا يعرفوا بغير هذا الإسناد، وهذه الرواية الواحدة. ولا أعلم لكعب بن زهير ابناً يُسمَّى عبد الرحمن، وإنما ولداه: عقبة، والعوام، وكلاهما شاعر ليس له رواية فى الحديث.
[الثانية] على بن زيد بن جدعان أن كعب بن زهير، هكذا مرسلاً.
أخرجها الفاكهى ((أخبار مكة)) (1/ 307/634)، والحاكم (3/ 582)، والبيهقى ((دلائل النبوة)) (5/ 211) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامى حدثني معن بن عيسى القزاز حدثني محمد بن عبد الرحمن الأوقص عن على بن جدعان قال: أنشد كعب بن زهير بن أبي سلمى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد:
بانت سعادُ فقلبي اليوم متبولُ ... متيمٌ أثرَها لَمْ يُفدْ مَكْبُولُ
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، على بن زيد بن جدعان التيمى البصرى ليس بذاك القوى، ساء حفظه واختلط بآخرة، وكان رفاعاً، فلا يحتج به إذا تفرد، ولا رؤية له ولا سماع من كعب بن زهير المزنى، فروايته هذه مرسلة.
ومحمد بن عبد الرحمن بن هشام المخزومي الأوقص قاضي المدينة يخالف في حديثه، قاله العقيلى. وقال ابن عساكر: ضعيف.
وذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) وقال: ((روى عنه معنٌ مرسل)).
[الثالثة] موسى بن عقبة أن كعب بن زهير، هكذا معضلاً.
أخرجها الحاكم (3/ 582)، ومن طريقه البيهقى ((السنن الكبرى)) (10/ 243)، وأبو الفرج الأصبهانى ((الأغانى)) (17/ 92) من طريق إبراهيم بن المنذر حدثني محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال: أنشد النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن زهير بانت سعاد في مسجده بالمدينة، فلما بلغ قوله:
إنَّ الرسولَ لسيفٌ يُستضاءُ بِهِ ... وصارمٌ من سُيوفِ الله مَسْلُولُ
في فتيةٍ من قُريشٍ قالَ قائلُهُمْ ... ببطنِ مَكَّةَ لما أسلموا زُولُوا
أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بكمه إلى الخلق، ليسمعوا منه، قال: وقد كان بجير بن زهير كتب إلى أخيه كعب بن زهير بن أبي سلمى يخوفه، ويدعوه إلى الإسلام، وقال فيها أبياتاً:
من مُبلِّغٌ كعباً فهلْ لكَ في التي ... تلومُ عليها باطلاً وهي أَحْزَمُ
إلى اللهِ لا العُزي ولا اللاتَ وحدَه ... فتنجو إذا كان النجاءُ وتسلمُ
لدي يومٍ لا ينجو وليس بمفلتٍ ... من النَّار إلا طاهرُ القلبِ مُسْلِمُ
فدينُ زهيرٍ وهو لا شيءَ باطلٌ ... ودينُ أبي سلمى عليَّ محرَّمُ
قلت: وهذا إسناد منقطع معضل، موسى بن عقبة بن أبى عياش المدنى أحد أعلام السيرة والمغازى، لكن بينه وبين الصحابة مفاوز تنقطع دونها الأعناق.
[الرابعة] محمد بن إسحاق بن يسار المطلبى بلا إسناد.
أخرجها ابن إسحاق ((السيرة النبوية))، ومن طريقه الطبرانى ((الكبير)) (19/ 177/403)، والحاكم (3/ 583)، والبيهقى ((دلائل النبوة)) (5/ 211) عن ابن إسحاق قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة منصرفه من الطائف، وكتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير بن أبي سلمى، يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه، ويؤذيه، وأنه من بقي من شعراء قريش ابن الزبعري وهبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه، فإن كانت لك في نفسك حاجة، فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا، وإن أنت لم تفعل فانج بنفسك إلى نجائك .... وذكر الحديث بنحوه.
قلت: وهذا إسناد أشد إعضالاً من سابقه، فما أبعد الشقة بين ابن إسحاق والصحابة رضى الله عنهم!.
[الخامسة] سعيد بن المسيب أن كعب بن زهير، هكذا مرسلاً.
¥