تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

5. ومنها: أنه إذا ذكر الثناء بالشر على طائفة، وكان منهم أهل خير فإنه ينبغي ذكر أولئك الذين اتصفوا بالخير حتى لا يكون قدحاً عاماً؛ لأنه تعالى بعدما قال: {ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق} [البقرة: 61] بيَّن أن منهم من آمن بالله، واليوم الآخر، وأن من آمن بالله واليوم الآخر فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم، ولا هم يحزنون.


(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:63) (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (البقرة:64)

الفوائد:

1. من فوائد الآيتين: تذكير الله. تبارك وتعالى. لبني إسرائيل بما أخذ عليهم من عهد؛ لقوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور}؛ وهذا التذكير مقتضاه الإلزام. أي فالتزموا بالميثاق.

2. ومنها: عتوّ بني إسرائيل، حيث لم يؤمنوا إلا حين رفع فوقهم الطور كأنه ظلة، وظنوا أنه واقع بهم؛ فحينئذٍ آمنوا؛ وهذا الإيمان في الحقيقة يشبه إيمان المكره الذي قيل له: إما أن تؤمن؛ أو تُقْتَل.

3. ومنها: بيان قوة الله عزّ وجلّ، وقدرته؛ لقوله تعالى: {ورفعنا فوقكم الطور}؛ وقد قال الله تعالى في آية أخرى: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة} [الأعراف: 171]؛ فلا أحد من الخلق يستطيع أن يحمل ذلك الجبل، ويجعله ظلة لا يسقط عليهم إلا الله عزّ وجلّ؛ فالأحجار العظيمة الثقيلة الكبيرة أمسكها الله تعالى بقدرته.

4. ومنها: أن الواجب على أهل الملة أن يأخذوا كتابهم بقوة لا بضعف، ولين، ومداهنة؛ بل لابد من قوة في التطبيق، والدعوة؛ التطبيق على أنفسهم؛ ودعوة غيرهم إلى ذلك بدون فتور، ولا تراخٍ على حدّ قوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [النمل: 125]؛ لأنه لا يتم الأمر إلا بهذا.

5. ومنها: أن الأخذ بالكتاب المُنَزَّل يوجب التقوى؛ لقوله تعالى: لعلكم تتقون} أي لأجل أن تكونوا من المتقين لله عزّ وجلّ.

6. ومنها: لؤم بني إسرائيل؛ لأنهم بعد أن رجع الجبل إلى مكانه تولوا، كما قال تعالى: {ثم توليتم من بعد ذلك}؛ وهذا من اللؤم؛ لأن من الواجب أن يذكروا رفع الجبل فوقهم حتى يستقيموا، ويستمروا على الأخذ بقوة؛ لكنهم تولوا من بعد ما رأوا الآية.

7. ومنها: بيان فضل الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل؛ لقوله تعالى: (فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين).

8. ومنها: أن الإنسان لا يستقل بنفسه في التوفيق؛ لقوله تعالى: (فلولا فضل الله عليكم ورحمته).

9. ومنها: إثبات فضل الله تعالى على بني إسرائيل بما أعطاهم من الآية الكونية، والشرعية.

10. ومنها: إثبات الأسباب، وربطها بمسبباتها؛ لقوله تعالى: {فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين}؛ فهذا صريح في إثبات الأسباب، وتأثيرها في مسبَّباتها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير