فقد اختلف فيه علماؤنا، وتباينت الفرق في إسلامه، وقد حررناها في مسائل الخلاف. ونرى أنه لا يكون مسلما بذلك، أما أنه يقال له: ما وراء هذه الصلاة؟ فإن قال: صلاة مسلم قيل له قل: لا إله إلا الله محمد رسول الله. فإن قالها تبين صدقه، وإن أبى علمنا أن ذلك تلاعب، وكانت عند من يرى إسلامه ردة ويقتل على كفره الأصلي، وذلك محرر في مسائل الخلاف، مقرر أنه كفر أصلي ليس بردة. وكذلك هذا الذي قال: سلام عليكم يكلف الكلمة، فإن قالها تحقق رشاده، وإن أبي تبين عناده وقتل. وهذا معنى قوله: {فتبينوا} أي الأمر المشكل، أو تثبتوا ولا تعجلوا، المعنيان سواء؟ فإن قتله أحد فقد أتى منهيا عنه، لا يبلغ فدية ولا كفارة ولا قصاصا. وقال الشافعي: له أحكام الإسلام، وهذا فاسد؛ لأن أصل كفره قد تيقناه، فلا يزال اليقين بالشك. (أحكام القرآن 1/ 481 - 482)
وقال الإمام القرطبي في تفسيره: فإن صلى أو فعل فعلا من خصائص الإسلام فقد اختلف فيه علماؤنا، فقال ابن العربي: نرى أنه لا يكون بذلك مسلما، أما أنه يقال له:ما وراء هذه الصلاة؟ فإن قال: صلاة مسلم قيل له: قل لا إله إلا الله، فإن قالها تبين صدقه، و إن أبى علمنا أن ذلك تلاعب، وكانت عند من يرى إسلامه ردة (الجامع لأحكام القرآن 5/ 339)
وعن ابن عمر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، وخالد يأخذ بهم أسراً وقتلاً.
قال: ودفع إلى كل رجل منا أسيراً حتى إذا أصبح يوماً أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره.
قال ابن عمر: فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل أحد من أصحابي أسيره.
قال: فقدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا صنيع خالد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ورفع يديه: ((اللهم إني ابرأ إليك مما صنع خالد)) مرتين.
رواه أحمد والبخاري والنسائي
قال محمد بن إسحاق: " فحدثني حكيم بن حكيم، عن أبي جعفر قال فخرج عليٌّ حتى جاءهم، ومعه مال قد بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم فودى لهم الدماء، وما أصيب لهم من الأموال ".
فأفاد الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم حكم لهم بالإسلام ودفع دية قتلاهم على أنهم مسلمون قتلوا خطأً، رغم أنهم لم يتلفظوا بالشهادتين جهلاً منهم بأن من يريد الإسلام يتلفظ بالشهادتين، فدخلوا في الإسلام بقولهم (صبأنا) أي تركنا ديننا ودخلنا في دين الصابئة، وكانوا يسمون المسلمين الصابئة.
فالخلاصة أن هذا الشخص الذي سأل عنه أخونا ساري عرابي إن كان قد دخل في الإسلام بقلبه وذهب إلى المسجد وسلم على المسلمين يريد أنه منهم وصلى مع المسلمين قاصدا بصلاته الدخول في الإسلام كما هو الظاهر من قرينة حاله، فإننا نحكم له بالإسلام، ونطالبه بالتلفظ بالشهادتين ولو في مجلس خاص أمام بعض من يثق فيهم حتى يستمر حكمنا له بالإسلام، ولا يلزم تكليفه بإشهار إسلامه على الملأ إن علمنا أنه مكره وأنه لو أشهر إسلامه فسيعذبه أهله ويضهدونه كما هو المعروف عن النصارى العرب أنهم يؤذون من أسلم منهم إيذاءً عظيما، وقد يقتلونه كما حصل في مصر مراراً، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[06 - 11 - 03, 02:50 ص]ـ
هذه صورة أخرى مشكلة جداً
وهي أنه يزورنا في مركزنا الإسلامي كثير من المشركين للسؤال عن الإسلام والتعرف على المسلمين فندعوهم إلى الإسلام ونعطيهم بعض الكتب والأشرطة عن الإسلام، فمنهم من يسلم بفضل الله تعالى، ومنهم من يبقى على كفره، وعندما تحضر الصلاة فإن الموجودين من غير المسلمين في العادة يجلسون في مؤخرة المسجد يشاهدون صلاة المسلمين كنوع من الفضول وحب الاستطلاع، لكن يحصل أحيانا أن يطلب أحدهم أن نسمح له بأن يصلي معنا، مع كوننا دعوناه إلى الإسلام ولم يستجب أو طلب إعطاءه مهلة للتفكير ولمزيد من الاطلاع على الإسلام، في هذه الحالة لا نحكم له بالإسلام إذا صلى بلا شك لأنه مصرح لنا بأنه باق على كفره، ولكن الإشكال هو هل نسمح له بالصلاة معنا؟
الذي أفعله هو أنني أسمح له بالصلاة في طرف الصف الأخير حتى لا يقطع الصف رجاء أن تكون صلاته معنا سببا في إسلامه، وحتى لا نحرجه وننفره برفض طلبه، وبالفعل فبعض هؤلاء يسلم بعد ذلك، ومع ذلك فأكون متحرجاً من وقوفه في الصف، وهو كافر، وأخشى أن يدخل شخص فيصف بجواره من الجهة الأخرى فيكون قد قطع الصف، فهل ترون أن هذه المفسدة أهون أم مفسدة إحراجه وتنفيره بمنعه من الصلاة وهو كافر؟
ـ[أبو الوليد الجزائري]ــــــــ[06 - 11 - 03, 07:48 م]ـ
وهذا الذي نفعله شيخنا ابا خالد وهو يحصل معنا كثيرا
بل بعضهم يقول لي انا مسلم مؤمن بدينكم تمام الايمان و في نفس الوقت هو نصراني ويهودي و طبائعي!!!
وياتي للمسجد ليصلي معنا ويطلب الرقية الشرعية
اسال الله ان يهديهم جميعا للاسلام.
¥