ثم قال سمعته من ربيعة وحفظته عن محمد.
والجملة التي تحتاج إلى تأمل هي: من هو قائل (ثم سمعته من ربيعة وحفظته من محمد)؟ وما معناها؟!
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[08 - 11 - 03, 12:58 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ابن معين
بالنسبة للقضية الثانية:
فالقائل: (سمعته من ربيعة وحفظته من محمد). هو ابن المبارك, وقد صرح بذلك في رواية النسائي وأخرجه من طريق ابن المبارك ثم قال: (قال عبد الله سمعته من ربيعة وحفظي له من محمد). وأظهر ذلك في الفتح 13/ 227.
أما القضية الأولى:
فالظاهر أن كلام ابن حجر صحيح من زيادة ابن عجلان بين ربيعة ومحمد بن يحيى, ويؤيد ذلك كلمة ابن حجر في الفتح في رواية عبد الله بن إدريس: (عن ربيعة بن عثمان فقال: عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج. بدل محمد بن عجلان).
فهو اعتبر ذكر "محمد بن يحيى بن حبان" في إسناده بدلا من ذكر "محمد بن عجلان". يعني: عن ربيعة عن محمد بن يحيى بن حبان, بدلا من: ربيعة عن محمد بن عجلان.
وأيد ذلك بقوله: (يحتمل أن يكون ربيعة سمعه من ابن حبان ومن ابن عجلان).
فالظاهر أنه سقط ذكر ابن عجلان من الإسناد الثاني, ويؤيد ذلك ما ذكرته من أن ابن حبان إذا أراد أن يستدل على السماع يذكر رواية فيها ذكر السماع, وهذا كثير في صحيحه كما ذكرت.
يبقى شيء آخر بدا لي وينظر في صحته:
كلمة ابن المبارك: (سمعته من ربيعة وحفظي له عن ابن عجلان عن ربيعة).
قد تحتمل أن رواية ابن المبارك أصلا: "عن ربيعة عن ابن عجلان". فكأنه قال: (سمعته من ربيعة عن ابن عجلان, وحفظي له عن ابن عجلان عن ربيعة).
يؤيد ذلك قول ابن حجر: (يحتمل أن يكون ربيعة سمعه من ابن حبان ومن ابن عجلان فإن ابن المبارك حافظ كابن إدريس).
فما وجهة المقارنة بين ابن المبارك وابن إدريس, فابن إدريس رواه عن ربيعة عن محمد بن يحيى عن الأعرج.
وابن المبارك رواه عن ابن عجلان عن ربيعة عن الأعرج. وعن ربيعة عن الأعرج أو عن ابن عجلان عن الأعرج.
فكون ابن حجر يفاضل بين ابن المبارك وابن إدريس, ويحتمل أن يكون (ربيعة سمعه من ابن حبان) وهي رواية ابن إدريس صراحة, وأن يكون (ربيعة سمعه من ابن عجلان) فهي على احتمال صحة أن ابن المبارك رواه عن ربيعة عن ابن عجلان عن محمد بن يحيى؛ ولذلك قال: (فإن ابن المبارك حافظ كابن إدريس).
والله أعلم
ـ[ابن معين]ــــــــ[08 - 11 - 03, 10:55 ص]ـ
أخي أبونسيبة .. زادك الله علماً وهدى.
قلتَ (تحتمل أن رواية عبدالله بن المبارك أصلاً: عن ربيعة عن ابن عجلان .. الخ).
أقول: هذا احتمال بعيد لا يساعد عليه البتة قول ابن المبارك ولا واقع الحال!
أما قول ابن المبارك (سمعته من ربيعة وحفظي له من محمد):
فهو يريد أني سمعت هذا الحديث من ربيعة _ مباشرة ودون واسطة محمد بن عجلان _ عن الأعرج به. وابن المبارك من طبقة تلامذة ربيعة.
ثم قال: (وحفظي له من محمد) أي ولكني سمعت الحديث وحفظته على الإتقان من محمد بن عجلان عن ربيعة عن الأعرج بالإسناد الذي ساقه ابن المبارك.
وواقع الحال لا يساعد أيضاً على ما فهمته أنت، لأن ابن عجلان كما قدمنا من تلامذة ربيعة بن عثمان _ وإن كان من أقرانه _ ولم أجد أحدا من أهل العلم ذكر أن ربيعة قد روى عن ابن عجلان!
وأما كلام ابن حجر الذي استدللت به فهو كلام لا يسنده الدليل كما قلت سابقاً ولذا لا يصح الاستنباط منه، والله أعلم.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[08 - 11 - 03, 12:30 م]ـ
بارك الله فيك أخي ابن معين وزادك علما وحلما
إذا اتفقنا أن زيادة ابن عجلان في الإسناد الثاني لا بد منها (وإن كانت في واقع الأمر هي خطأ) فلا بد إذن من بعض الاحتمالات.
وعلى العموم أنا احتملت هذه الاحتمالات بناء على صحة كلام ابن حجر.
وسؤالي لك الآن: أني أنهيت البحث بأن ذكرت كلام ابن حبان ثم كتبت الآتي:
[والظاهر أنه سقط ذكر "ابن عجلان" بين ربيعة ومحمد بن يحيى في الإسناد الثاني, ويؤيده كلام ابن حبان واستدلاله, ولذلك لما ذكره ابن حجر في إتحاف المهرة زاد ذكر "ابن عجلان" بين ربيعة ومحمد بن يحيى, وقال: (سقط ابن عجلان من هذا الإسناد .... ) فذكره.
وقال في الفتح: (يحتمل أن يكون ربيعة سمعه من ابن حبان ومن ابن عجلان). وهو يؤيد أن "ابن عجلان" سقط من عند ابن حبان. والله أعلم.]
فما رأيك في هذه التعليقة بعد كلام ابن حبان.
أنا أولا ذكرت كلام الطحاوي ثم كلمة ابن أبي حاتم ثم كلام ابن حبان وعقبه هذه التعليقة.
أريد منك رأيك فيها وهل عليها تعقيب.
ـ[ابن معين]ــــــــ[09 - 11 - 03, 11:02 ص]ـ
أخي أبونسيبة .. وفقه الله
كلامك حول رواية ابن حبان جيد وأوافقك على ما كتبت ..
إلا أنك لم تبين موقفك مما وقع في رواية ابن حبان، هل هي رواية صحيحة أو فيها وهم .. وقد تقدم الكلام على وجود وهم في هذه الرواية بما يغني عن إعادته وتكراره هنا.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[10 - 11 - 03, 10:41 ص]ـ
الظاهر أنها بذكر ابن عجلان (كما قررنا) هي خطأ كما حررت أنت.
جزاك الله خيرا وبارك فيك.