ـ[خالد المغناوي]ــــــــ[04 - 11 - 05, 08:03 م]ـ
ونحو هذا ما جرى لأبي الفرج العلوي فإنه كان أعرج أحول فسمع منادياً ينادي على تيس: كم عليكم في هذا العلوي الأعرج الأحول فلم يشك أنه عناه فراغ عليه ضرباً إلى أن تبين أن التيس أحول أعرج فضحك الحاضرون مما اتفق.
أراد أن يمدحه فذمه: وقال أبو الحسن الصابىء: دخل بعض أصدقائنا إلى رجل قد ابتاع داراً في جواره فسلم عليه وأظهر الأنس بقربه وقال: هذه الدار كانت لصديقنا وأخينا إلا أنك بحمد الله أوفى منة وكرماً وأوسع نفساً وصدراً والحمد لله الذي بدلنا به من هو خيرٌ منه وأنشد: بدل بالبازي غرابٌ أبقع.
فضحك منه الرجل حتى استلقى وخجل وصارت نادرة يولع الرجل بها.
الباب العاشر في ذكر المغفلين من القراء والمصحفين
الإصرار على الغلط عن عبد الله بن عمر بن أبان أن مشكدانة قرأ عليه في التفسير " ويعوق وبشراً " فقيل له ونسراً فقال: هي منقوطة بثلاثة من فوق فقيل له النقط غلط قال: فارجع إلى الأصل.
وعن محمد بن أبي الفضل قال: قرأ علينا عبد الله بن عمر بن أبان ويعوق وبشراً فقال له رجل إنما هو ونسراً فقال: هو ذا فوقها نقط مثل رأسك.
وقال أبو العباس بن عمار الكاتب: انصرفت من مجلس مشكدانة فمررت بمحمد بن عباد بن موسى فقال: من أين أقبلت فقلت: من عند مشكدانة فقال: ذاك الذي يصحف على جبرائيل.
يريد قراءته ويعوق وبشراً وكانت حكيت عنه.
حدثنا إسماعيل بن محمد قال: سمعت عثمان بن أبي شيبة يقرأ " فإن لم يصبها وابل فظل ".
قال: وقرأ " من الخوارج مكلبين ".
وعن محمد بن جرير الطبري قال: قرأ علينا محمد بن جميل الرازي " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يجرحوك ".
قال الدارقطني: وحدثني أنه سمع أبا بكر الباغندي أملى عليهم في حديث ذكره " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوياً " بضم الهاء وياء.
تشنيعات على ابن أبي شيبة: قال ابن كامل: وحدثنا أبو شيخ الأصبهاني محمد بن الحسين قال: قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير وإذا بطشتم بطشتم خبازين يريد قوله " جبارين ".
وعن محمد بن عبد الله المنادي يقول: كنا في دهليز عثمان بن أبي شيبة فخرج إلينا وقال ن والقلم في أي سورة هو.
وعن إبراهيم بن دومة الأصبهاني أنه يقول: أملى علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير قال: خذوا سورة المدبر قالها بالباء.
قال الدارقطني: قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة في التفسير " فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رجل أخيه " فقيل له: " السقاية في رحل أخيه " فقال: أنا قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة جعل السقاية في رجل أخيه فقيل له " في رحل أخيه " فقال: تحت الجيم واحدة.
وعن محمد بن عبد الله الحضرمي إنه قال: قرأ علينا عثمان بن أبي شيبة فضرب بينهم سنور له ناب فقيل له إنما هو " بسور له باب " فقال: أنا لا أقرأ قراءة حمزة قراءة حمزة عندنا بدعة.
ـ[خالد المغناوي]ــــــــ[04 - 11 - 05, 08:04 م]ـ
الباب العشرون في ذكر المغفلين من القصاص
القصاص سيفويه: فمنهم سيفويه القاص كان يضرب به المثل في التغفيل: عن محمد بن العباس بن حيويه قال: قيل لسيفويه قد أدركت الناس فلم لم تحدث قال: اكتبوا حدثنا شريك عن مغيرة عن إبراهيم بن عبد الله مثله سواء قالوا له: مثل إيش قال: كذا سمعنا وكذا نحدث.
عن ابن خلف قال: جاء يوماً رجل من عرس فسأله سيفويه: ما أكل فأقبل يصف له فقال: تمنيات قصاص: وقال ابن خلف: قال عبد العزيز القاص: ليت أن الله لم يكن خلقني وأني الساعة أعور فحكيت ذلك لابن غياث فقال: بئس ما قال ووددت والله الذي لا إله إلا هو أن الله لم يكن خلقني وإني الساعة أعمى مقطوع اليدين والرجلين.
من غفلات سيفويه: وروى أبو العباس بن مشروح قال: كان سيفويه اشترى لمنزله دقيقاً بالغداة وراح عشاء يطلب الطعام فقالوا: لم نخبز لم يكن عندنا حطباً قال: كنتم تخبزونه فطيراً.
وحكى أبو منصور الثعالبي: أن رجلاً سأل سيفويه عن الغسلين في كتاب الله تعالى فقال: على الخبير سقطت سألت عنه شيخاً فقيهاً من أهل الحجاز فما كان عنده قليل ولا كثير.
وقف سيفويه راكباً على حمار في المقابر فنفر حماره عند قبر منها فقال: ينبغي أن يكون صاحب هذا القبر بيطاراً.
وقرأ سيفويه ثم في سلسلة ذرعها تسعون ذراعاً فقيل له قد زدت عشرين فقال: هذه خلقت لبغاء ووصيف فأما أنتم فيكفيكم شريط بدانق ونصف.
وقرأ قارىء بين يديه " كأنما أغشيت وقرأ القارىء: " كأنهن الياقوت والمرجان " فقال: هؤلاء خلاف نسائكم الفجار.
قيل لسيفويه إن اشتهى أهل الجنة عصيدة كيف يعملون قال: يبعث الله لهم أنها دبس ودقيق وأرز.
ويقال: اعملوا وكلوا واعذرونا.
القصاص أبو أحمد التمار: وعن محمد بن خلف قال أبو أحمد التمار في قصصه: لقد عظم رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الجار حتى قال فيه قولاً أستحي والله أن أذكره
¥