[(مسألة) كراهة التطويل في دعاء القنوت والدعاء للأئمة فيه]
ـ[الطالب النجيب]ــــــــ[08 - 11 - 03, 04:22 ص]ـ
[(مسألة) كراهة التطويل في دعاء القنوت والدعاء للأئمة فيه]
نص بعض أهل العلم على أن قنوت الوتر في رمضان لا يزاد فيه على الوارد في الآثار.
قال النووي في المجموع [3/ 495] في معرض حديثه عن قنوت صلاة الصبح الذي استحبه الشافعية [السنة في لفظ القنوت ((اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت)). هذا لفظه في الحديث الصحيح بإثبات الفاء في ((فإنك)) والواو في ((وإنه لا يذل))]. إلى أن قال [فاعتمد ما حققته فإن ألفاظ الأذكار يحافظ فيها على الثابت عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم] ثم نقل النووي الخلاف في الزيادة على المأثور في الدعاء، ثم قال [قال أصحابنا ولو قنت بالمنقول عن عمر رضي الله تعالى عنه كان حسناً، وهو الدعاء الذي ذكره المصنف، رواه البيهقي وغيره. قال البيهقي هو صحيح عن عمر].
ثم نقل النووي دعاء عمر وهو ((اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك، اللهم خالف بين كلمتهم وزلزل أقدامهم وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. بسم الله الرحمن الرحيم اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك. بسم الله الرحمن الرحيم: اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد ونخشى عذابك ونرجوا رحمتك إن عذابك الجد بالكفار ملحق)).
قال النووي [وقوله ((اللهم عذب كفرة أهل الكتاب)) إنما اقتصر على أهل الكتاب لأنهم الذين كانوا يقاتلون المسلمين في ذلك العصر، وأما الآن فالمختار أن يقال ((عذب الكفرة)) ليعم أهل الكتاب وغيرهم من الكفار، فإن الحاجة إلى الدعاء على غيرهم أكثر والله أعلم.
قال أصحابنا: يستحب الجمع بين قنوت عمر رضي الله عنه وبين ما سبق، فإن جمع بينهما فالأصح تأخير قنوت عمر، وفي وجه يستحب تقديمه. وإن اقتصر فليقتصر على الأول، وإنما يستحب الجمع بينهما إذا كان منفرداً أو إمام محصورين يرضون بالتطويل، والله أعلم].
ثم ذكر النووي الخلاف في استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد القنوت ورجح الاستحباب لورودها في حديث الحسن بن علي رضي الله عنهما حيث قال في آخره ((وصلى الله على النبي)).
وإنما نقلت كلام النووي هنا، وإن كان في معرض الحديث عن قنوت صلاة الصبح المستحب عند الشافعية، لأنه ذكر في المجموع [4/ 16] في معرض كلامه عن قنوت الوتر أنه يقال فيه ما يقال في قنوت الصبح.
وتأمل رحمك الله قوله في الجمع بين ((اللهم اهدني فيمن هديت)) وقنوت عمر، أنه يستحب لإمام محصورين يرضون بالتطويل، فجعل الجمع بينهما تطويلاً، فكيف لو رأى ما يصنعه أئمة مساجدنا خاصة الحرمين والعدد كبير جداً والتطويل أضعاف أضعاف ذلك. والله المستعان.
ويؤخذ من فعل عمر رضي الله عنه استحباب لعن كفرة أهل الكتاب اليهود والنصارى وإشهار ذلك، ولا بأس أن يعم الكفار كلهم كما قال النووي، وهذه سنة قديمة لكنها صارت مهجورة اليوم في كثير من مساجد المسلمين مع عظم الحاجة إليها أكثر من ذي قبل خاصة وقد حمي الوطيس بيننا – نحن المسلمين – وبين الكفار من اليهود والنصارى والهندوس والشيوعيين وغيرهم وإخواننا يرابطون في الثغور في أفغانستان والشيشان وكشمير وفلسطين وغيرها، نسأل الله لهم النصر على عدوهم والثبات على الحق.
ومما أحدثه بعض الأئمة في القنوت الدعاء للأمراء والرؤساء والملوك، وهذا مما لا أعلم له أصلاً في سنن الأولين، أعني تخصيص الدعاء للسلطان في قنوت الوتر في رمضان.
وقد علمت مما تقدم أن المستحب أن لا يزاد عن القنوت الوارد في حديث الحسن بن علي وقنوت عمر بن الخطاب رضي الله عنهم فمن أين أحدث الناس الدعاء للسلطان؟
¥