[هل حقا: ترك الإمام مسلم التحديث عن ابن المديني بسبب ما اتهم به بخصوص محنة خلق القرآن]
ـ[عبدالباري]ــــــــ[08 - 11 - 03, 03:07 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأخوة الأفاضل، لكوني لست ضليعا في هذا الفن، علم الرجال، و الذي يحتاج إلى سعة اطلاع على المصنفات فيه .. لهذا أنقل إليكم تساؤلي، لعلي أجد عندكم خبرا غير الذي قرأت،
فقد وقفت على قول لبعض أهل العلم، أن الإمام مسلم لم يرو عن علي بن المديني في صحيحه، بسبب ما كان من ابن المديني في قضيى خلق القرآن، .. و قد قرأت بعض ما نقله الذهبي في السير، فوجدت عجبا .. ما تصورت قط أن يقع مثله لمثل ابن المديني الذي قال فيه تلميذه محمد بن إسماعيل البخاري: ما استصغرت نفسي عند احد إلا علي بن المديني، و روىه عنه في جامعه الصحيح فوق ثلاثمائة حديث!!
و مما قرأت، و لا زلت أجد صعوبة في تقبله، لأنه لا يتناسب أبدا مع مكانة هذا العالم:
1 - "وجه ابن أبي دؤاد إلى علي ابن المديني ـ وهو ببغداد مملق ما يقدر على درهم ـ فأحضره فما كلمه بشيء حتى وصله بعشرة آلاف درهم، وقال: هذه وصلك بها أمير المؤمنين، وأمر أن يدفع إليه جميع ما استحق من أرزاقه. وكان له رزق سنتين.
ثم قال له: يا أبا الحسن، حديث جرير بن عبد الله في الرؤية ما هو؟ فقال: صحيح. قال فهل عندك فيه شيء؟ قال: يعفيني القاضي من هذا. فقال: يا أبا الحسن هذه حاجة الدهر. ثم أمر له بثياب وطيب ومركب بسرجه ولجامه.
ولم يزل حتى قال: في هذا الإسناد من لا يعمل عليه ولا على ما يرويه، وهو قيس بن أبي حازم. إنما كان أعرابياً بوالاً على عقبيه. فقبّل ابن أبي دؤاد ابن المديني واعتنقه". اهـ.!!
قلت (عبدالباري): من معلوماتي السطحية في هذا الشأن، و لعلها من ابجديات علم معرفة الرواة، أن قيس بن أبي حازم من كبار التابعين، و قيل أنه لم يرو عن العشرة المبشرين أحد سواه، و قيل عن التسعة و لم يرو عن عبدالرحمن بن عوف .. و قد ذكر هذا الخطيب البغدادي!! فكيف يستقيم أن يقول رجل كابن المديني هذا الكلام (أعرابي بوال على عقبيه .. ) في حق من هذا شأنه، .. أستبعد هذا، إلا إذا كان ابن المديني يريد أن يستغل جهل ابن ابي دؤاد و يستغفله و يجعله اضحوكة أمام الإمام أحمد بترديد كلام كهذا .. !!
و هذا كله في حالة صحة هذا الخبر، و الأمر إليكم أن تبينوا صدق هذا الخبر من كذبه.
2 - "قال أبو بكر المروذي: قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: إن علي ابن المديني يحدث عن الوليد بن مسلم ... عن عمر: كلوه إلى خالقه. فقال أبو عبد الله: كذب. حدثنا الوليد بن مسلم مرتين، ما هو هكذا، إنما هو: كلوه إلى عالمه.
قلت لأبي عبد الله: إن عباس الغبري قال: لما حدث به بالعسكر قلت لعلي بن المديني: إنهم قد أنكروه عليك، فقال حدثتكم به بالبصرة. وذكر أن الوليد أخطأ فيه.
فغضب أبو عبد الله، وقال: فنعم. قد علم أن الوليد أخطأ فيه، فلِمَ أراد أن يحدثهم به؟! يعطيهم الخطأ؟! ". اهـ.
فما رأي الأخوان، و هناك أمور أخرى أعرضت عن نقلها؟
الله اعلم.
ـ[عبدالباري]ــــــــ[09 - 11 - 03, 02:45 م]ـ
للرفع ..