تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا، وقد ذهب إلى القول الأول الشوكاني في نيل الأوطار وفي الحديث العلامة الألباني " في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وتمام المنة، وذهب القول الثاني الشافعي رحمه الله تعالى كما ذكره العلامة أحمد شاكر في تحقيقه لسنن الترمذي وعزاه لحاشية الأم وسيأتي، وذهب أيضاً إلى هذا الإمام النووي في شرحه على مسلم، وابن حجر في بلوغ المرام، وتبعه العلامة ابن باز حفطه الله، وهاك التفصيل.

قول الذين قالوا بالوجوب في المسألة.

قال أهل الوجوب في المسألة، إنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة وليدن منها ولا يدع أحداً يمر بين يديه فإن جاء أحد يمر فليقاتله فإنه شيطان" (*) رواه أبو داود وابن ماجة واللفظ له انظر سنن ابن ماجة رقم (954) باب ادرأ بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي جـ1صـ307

قال الشوكاني " الحديث في إسناده محمد بن عجلان وبقية رجاله رجال الصحيح " قلت: محمد بن عجلان من رجال الترمذي وقد روى له في سننه كثيراً وقال في شفاء الغلل شرح كتاب علل " حدثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان بن عيينة: كان محمد بن عجلان ثقة مأموناً في الحديث ثم قال ـ أعني أبا عيسى الترمذي ـ وإنما تكلم يحيى بن سعيد القطان عندنا في رواية محمد بن عجلان عن سعيد المقبري قال محمد بن عجلان أحاديث سعيد المقبري بعضها سعيد عن أبي هريرة وبعضها سعيد عن رجل عن أبي هريرة فاختلطت علي فصيرتُها عن سعيد عن أبي هريرة " قلت: وحديث الباب إنما هو عند ابن ماجة من رواية ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه.

هذا وقد روى له مسلم.

وبهذا أَمِنَّا من أن يكون في الحديث مجهول.

أما شاهد الوجوب في الحديث قال الشوكاني في الحديث قوله" فليصل إلى سترة" فيه أن اتخاذ السترة واجب ويؤيده حديث أبي هريرة وحديث سبرة بن معبد الجهني عند الحاكم، وقال على شرط مسلم بلفظ" ليستتر أحدكم ولو بسهم" (*) نيل الأوطار جـ3، وقد ذكر صاحب سبل السلام شرح بلوغ المرام الأمير الصنعاني" أن الجماهير حملت هذا الحديث ـ يعني حديث سبرة بن معبد الجهني ـ على الندب".

قلت وهذا لابد وأن يكون مصروف من الوجوب إلى الندب بدليل وأين هو الدليل فإن قيل دليل الندب أنه صلى الله عليه وسلم " صلى في فضاء ليس بين يديه شيء" عزاه الهيثمي في مجمع الزوائد لأحمد وأبي يعلى عن ابن عباس قال عقب ذكره، وفيه الحجاج بن أرطأة وفيه ضعف (*) مجمع الزوائد جـ2صـ63.

هذا، وقد علق العلامة الألباني في تمام المنة وذكر أن في سنه الحجاج بن أرطأة وهو ضعيف مدلس وقد عنعنه"، قلت: وحجاج بن أرطأة النخعي: الكوفي سمع عطاء روى عنه الثوري وشعبة قال ابن المبارك: وكان الحجاج مدلساً يحدثنا بالحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه محمد العزرمي، والعزرمي متروك الحديث لا نقربه (*).

فإن قال أهل الاستحباب مما جاء عن الحسن بن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء يطوفون بين يديه بغير سترة مما يلي الحجر الأسود" عزاه في مجمع الزوائد إلى الطبراني ثم قال وفيه ياسين الزيات وهو متروك الحديث قلت ياسين الزيات هو ابن معاذ أبو خلف الزيات قال عنه البخاري منكر الحديث وقال النسائي متروك الحديث وقال أن ابن معين ليس حديثه بشيء وقال ابن حبان يروي الموضوعات (*) الضعفاء الصغير للأمام البخاري وكتاب الضعفاء والمتروكين للأمام النسائي بتحقيق محمود إبراهيم زايد.

فإن قيل ماذ تقولون فيما ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد عن ابن عباس قال جئت أنا وغلام من بني هاشم على حمار فمررت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فنزلنا عنه وتركنا الحمار يأكل من بقل الأرض أو قال نبات الأرض فدخلنا معه في الصلاة فقال رجل أكان بين يدي عنزة قال لا قلت والقائل الهيثمي هو في الصحيح خلا قوله أكان بين يديه عنزة فقال لا " رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير