تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إني اتخذت خاتما من ذهب " فنبذه وقال: " إني لن ألبسه أبدا ". فنبذ الناس خواتيمهم.

و قال الإمام أبو داود رحمه الله تعالى في سننه في كتاب الخاتم في باب ما جاء في التختم في اليمين أو اليسار:

حدثنا هناد عن عبدة عن عبيد الله عن نافع: أن ابن عمر كان يلبس خاتمه في يده اليسرى.

وذكر بعده حديث محمد بن إسحاق حيث قال:

حدثنا عبد الله بن سعيد ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: رأيت على الصلت بن عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب خاتما في خنصره اليمنى فقلت: ما هذا؟ قال: رأيت ابن عباس يلبس خاتمه هكذا وجعل فصه على ظهرها قال: ولا يخال ابن عباس إلا قد كان يذكر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلبس خاتمه كذلك.

وقال الشيخ محمد ابن الشيخ علي آدم حفظه الله وبارك فيه في شرح سنن النسائي في كتاب الزينة باب خاتم الذهب بعد ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما المتقدم: (المسألة الثالثة): في فوائده:

(منها) ..... إلى أن قال: (ومنها): أن فيه الرد على من يزعم من الأصوليين أن أفعاله صلى الله عليه وسلم تنقسم إلى عبادة , وعادة، فيقصرون الاتباع على القسم الأول، دون القسم الثاني، وهي قسمة ضيزى، ما أنزل الله بها من سلطان، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم حريصين على اتباعه صلى الله عليه وسلم في جميع ما يصدر عنه من العبادة، والعادة، فهذا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: إن خياطا دعا رسول الله صلى الله عليه سلم، لطعام صنعه، قال: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزا، ومرقا فيه دباء وقديد، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، يتتبع الدباء من حوالي القصعة، قال: فلم أزل أحب الدباء من يومئذ. متفق عليه، وهذا جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما يقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، ذات يوم، إلى منزله، فأخرج إليه فلقا من خبز، فقال: " ما من أدم؟ " فقالوا: لا إلا شئ من خل، قال: " فإن الخل نعم الأدم "، قال جابر: فما زلت أحب الخل، منذ سمعتها من نبي الله صلى الله عليه وسلم، وقال طلحة - الراوي عن جابر -: ما زلت أحب الخل، منذ سمعتها من جابر. رواه مسلم. وهؤلاء أصحابه الكرام لما اتخذ صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب، اتخذوا كلهم خواتم من ذهب، ولما رماه، رموه، ثم لما اتخذ خاتما من فضة، اتخذوا كلهم خواتم من فضة، ولقد أجاد الإمام البخاري رحمه الله تعالى في ((صحيحيه) حيث ترجم بقوله: " باب الاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم " ثم أورد فيه حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في قصة الخاتم، المذكور في هذا الباب اهـ 38/ 245

و للزيادة في هذا الموضوع راجع كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتاب اللباس وكذلك كلام الشيخ محمد بن علي الإثيوبي حفظه الله في شرح النسائي في كتاب الزينة وكذلك للحافظ ابن رجب رحمه الله كتاب اسمه أحكام الخواتيم. والله تعالى أعلم بالصواب، و إليه المرجع و المآب.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير