تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد قال بعض التابعين: " ما انا بأخوف على الشاب الناسك من سبع ضار أكثر من الغلام الأمرد يقعد إليه.

وقال ابو سهل: " سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم: اللائطون على ثلاثة أصناف: صنف ينظرون، وصنف يصافحون، وصنف يعملون ذلك العمل ".

وعن الحسن بن ذكوان انه قال: " لا تجالسوا اولاد الاغنياء فإن لهم صوراً كصور النساء، وهم أشد فتنة من العذارى ".

ولا ينبغي لأحد ان يغتر بنفسه. أو يثق بما يظن في نفسه من صلابة دينه، وقوة ايمانه، فان من خالف حدود الله تعالى ونظر الى ما منعه الشرع من النظر اليه، نزعت منه العصمة، ووكل إلى نفسه، وكيف يغتر عاقل بذلك، وقد علم ما ابتلي به داود نبي الله عليه السلام، وهو أعبد البشر، ونبي من انبياء الله تعالى، يأتيه خير السماء، وتختلف اليه الملائكة بالوحي، ومع ذلك وقع فيما وقع فيه من الذنب بسبب نظرة نظرها. وبعض عباد بني إسرائيل عبد الله سبعين عاما ثم نظر الى امرأة فافتتن بها. وبرصيصا العابد، كان هلاكه بسبب النظر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي عليه السلام: " لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى ". وهو من سادات هذه الأمة، ومحله من الدين والعلم والمعرفة بالله تعالى وبحقه وحدوده وحرماته محله، فمن انت ايها المغرور الجاهل بنفسه؟ انظر أين أنت من هؤلاء المذكورين، وقد روى اسامة بن زيد قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تركت فتنة بعدي اضر على الرجال من النساء " وجاء في الاثر: " ان النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " العينان تزنيان وزناهما النظر " وقال الفضيل بن عياض: " الغناء رقية الزنا "، فإذا اجتمعت رقية الزنا وداعيته ورائده فقد استكملت أسبابه.

وقد روي عن عمر بن عبد العزيز انه قال: " انه بلغني عن الثقات من حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الاغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشب الماء ".

ولعمري لتوقي ذلك بترك حضور تلك المواطن أيسر على ذي الذهن من الثبوت على الايمان ما ما ينبت النفاق في قلبه، وهو حين يفارقها لا يعتقد احتواء اذنيه على شيء مما ينتفع به.

فمن أحب النجاة غدا، والمصاحبة لأئمة الهدى، والسلامة من طريق الردى، فعليه بكتاب الله فليعمل بما فيه، وليتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته فلينظر ما كانوا عليه، فلا يعدوه بقول ولا فعل، وليجعل عبادته واجتهاده على سننهم، وسلوكه في طريقهم، وهمته في اللحاق بهم، فان طريقهم هو الصراط المستقيم، الذي علمنا الله سبحانه سؤاله، وجعل صحة صلاتنا موقوفة على الدعاء به فقال سبحانه معلما لنا: {اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} آمين.

فمن شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على الصراط المستقيم فقد مرق من الدين، وخرج من جملة المسلمين، ومن علم ذلك، وصدق ورضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبيا، وعلم أن الله تعالى قد أمرنا باتباع نبيه بقوله سبحانه: {واتبعوه لعلكم تهتدون} وغير ذلك من الآيات. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدة بدعة، وكل بدعة ضلالة " وقوله عليه الصلاة والسلام: " خير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها ". فما باله يلتفت عن طريقه يميناً وشمالاً. ينصرف عنها حالاً فحالاً ويطلب الوصول إلى الله سبحانه من سواها، ويبتغي رضاه فيما عداها.

أتراه يجد أهدى منها سبيلاً، ويتبع خيراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلاً؟ كلا، لن يجد سوى سبيل الله سبحانه إلا سبيل الشيطان، ولن يصل من غيرها إلا إلى سخط الرحمن، قال الله تعالى: {وان هذا صراطي مستقميا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}.

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه خط خطا مستقيما فقال: " هذا سبيل الله " وخط من ورائه خطوطا فقال: " هذه سبل الشيطان، على كل سبيل منها شيطان يدعوا اليه، من أجابهم اليها قذفوه في النار " أو كما جاء الخبر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير