ـ[الرايه]ــــــــ[16 - 12 - 03, 05:05 ص]ـ
المكرم فضيلة الشيخ / سلمان بن فهد العودة وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
هل تصح نسبة كتاب (نهج البلاغة) لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وتقبلوا منا خالص الدعاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نهج البلاغة هو مجموعة خطب منسوبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وجامعه هو الشريف المرتضى، نقيب العلوية، أبو طالب، علي بن حسين بن موسى الكاظم، كما ذكر ذلك الذهبي في السير (17/ 589) وقيل: جامعه أخوه الرضي، كما ذكر ابن خلكان في وفيات الأعيان (3/ 313).
وقد قرأت الكتاب فوجدت أن شقشقة ألفاظه وتراكيبه وأسجاعه وغرائبه مما لا يصدق أحد أن مثل أمير المؤمنين يقولها؛ فإن فيها من التكلف والإغراب والنكارة ما لا يخفى على أحد.
وخطب علي رضي الله عنه مبثوثة في كتب الأدب والتاريخ، كتاريخ الطبري وابن كثير والأصفهاني، وابن عبد ربه، وتواريخ الخلفاء، وفي خطبه من القوة والبلاغة والسهولة ما يليق بمقامه رضي الله عنه فهو أحد فصحاء العرب ومقاويلهم ومصاقع خطبائهم.
أما هذه الأسجاع والغرائب فهي من فعل المتأخرين، وهذا لا يمنع أن يكون في الكتاب أشياء صحيحة مما قاله الإمام رضي الله عنه، وفيه ما ينقض أقاويل الشيعة وعقائدها فيه، وفي أصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والتسليم ورضي الله عنهم أجمعين.
وقد شهد بذلك جمع من المؤرخين، فقال الذهبي عن الكتاب:" كتاب "نهج البلاغة" , المنسوبة ألفاظه إلى الإمام علي ـ رضي الله عنه ـ , ولا أسانيد لذلك, وبعضها باطل , وفيه حق , ولكن فيه موضوعات حاشا الإمام من النطق بها , ولكن أين المنصف؟!! ".
وقال في ميزان الاعتدال (3/ 124): ومن طالع كتاب نهج البلاغة جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين، ففيه السب الصراح والحط على السيدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفيه من التناقض والأشياء الركيكة، والعبارات التي من له معرفة بنفس القرشيين الصحابة وبنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين، جزم بأن الكتاب أكثره باطل ".
وقال ابن خلِّكان (3/ 313): وقد قيل: إنه ليس من كلام علي رضي الله عنه، وأن الذي جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه ونحو هذا ذكر ابن الجوزي في كتابه المنتظم (8/ 121) وابن كثير في البداية والنهاية في التاريخ (12/ 53) وغيرهم من أهل التحقيق.
وقد روى مسلم في مقدمة صحيحه (1/ 14) عن أبي إسحاق قال: لما أحدثوا تلك الأشياء بعد علي رضي الله عنه، قال رجل من أصحاب علي: قاتلهم الله، أي علم أفسدوا.
كما روي عن طاووس قال: أتي ابن عباس بكتاب فيه قضاء علي رضي الله عنه، فمحاه إلا قدر ... وأشار سفيان بن عيينة بذراعه.
إن علياً رضي الله عنه من الأئمة المهديين، وهو أول من أسلم من الصبيان، وزوج بنت رسول الله، وصفيه وحبيبه، ورابع خلفائه، وهو من أكثر الصحابة زهداً وأعظمهم شجاعة وبأساً، وله من الصدق والعدل والإنصاف ما هو فيه بالمحل الأرفع، وسيرته دروس تتلى يتعلم منها الناس مكارم الأخلاق، ولم يكن من شأنه السب والشتم، وحاشا مثله من مثل ذلك، وقد أنكح بنته عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان مع إخوانه من الصحابة على سنة الوفاق والمحبة والإخاء الذي عقده بينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكانت أفعاله أكثر من أقواله وبلاء الناس أبداً هو الغلو في الأكابر ونسج الأساطير حولهم، فيسيئون إليهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، والله أعلم.
أخوكم
سلمان بن فهد العودة
2/ 11/1423هـ
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=15716
ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 12 - 03, 02:10 م]ـ
جزى الله الشيخ سلمان خيراً على هذا التعليق النافع الماتع
ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 12 - 03, 02:40 م]ـ
س: صاحب سيارة حمل من الأردن أمين في دفع بضائع إلى العراق وحين يكون هناك نقص في المواد يغرم فهل يحق له أن يأخذ الزيادة؟
ج: لا؛ لأنه مستأمن، ولا يغرم إلا بالتقصير ولا يأخذ الزيادة.
س: رجل تزوج واشترطت عليه في العقد: أن لا يتزوج غيرها، هل يلزمه الشرط؟
ج: فيه خلاف بين أهل العلم والذي أرجحه يجب أن يوفي بهذا الشرط لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحق الشروط أن توفو به ما استحللتم به الفروج)).
¥