[(2) هل الاعتقاد فطرة في النفس أم مكتسب؟ الرجاء المشاركة]
ـ[الأترجة]ــــــــ[11 - 12 - 03, 01:13 ص]ـ
[(2) هل الاعتقاد فطرة في النفس أم مكتسب؟ الرجاء المشاركة]
قد يكون الاعتقاد فطرة في النفس وقد يكون مكتسبا. ويظهر دلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) رواه البخاري.
فالفطرة هي عقيدة الإسلام، والمكتسبه هي اليهودية والنصرانية والمجوسية.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[12 - 12 - 03, 01:44 ص]ـ
اعتقاد وجود رب خالق رازق مدبر واحد تفزع اليه النفوس , هذا فطري في البشر والخلق.
أما تفاصيل الاعتقاد في مسائل التوحيد فهو مكتسب.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[12 - 12 - 03, 03:48 ص]ـ
الأخت الكريمة الأترجّة وفقها الله:
لقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في (درء تعارض العقل والنقل) أقوال العلماء في الفطرة، وذكر أنها ثلاثة أقوال:
1) أن الفطرة هي معرفة الله (سبحانه وتعالى) والإقرار بربوبيته، كما في قوله (تعالى): "وإذ أخذ ربك من بني آدم"؛ الآية.
2) أنها اعتقاد وجود رب خالق رازق مهيمن (وهو ما تفضل به الشيخ زياد)، أما المعرفة والإقرار فتأتي به الرسل.
3) أن الفطرة هي نزعة في النفس البشرية تجنح بها نحو قبول الحق والصواب والخير عموماً.
فعلى جميع هذه الأقوال تكون تفاصيل العقيدة مكتسبة.
لكنني أذكر أن القاضي عياض عرف الفطرة في شرح مسلم بأنها الإسلام في شرحه لصحيح مسلم. ويؤيد قوله حديث: "كل مولود يولد على الفطرة".
والله أعلم.
ـ[مسلم الحربي]ــــــــ[13 - 12 - 03, 12:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته0
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مولود إلاّ يولد على الفطرة0 فأبواه يهوّدان وينصرانه ويمجسانه0 كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء0 هل تحسّون فيها من جدعاء؟)) ثمّ قال أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: {فطرة الله الّتي فطر النّاس عليها لا تبديل لخلق الله} الأية < سورة الروم، الأية 30>0
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه لهذا الحديث: قوله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم {فطرة الله الّتي فطر النّاس عليها لا تبديل لخلق الله} الأية) وفي رواية ما من مولود يولد إلاّ وهو على الملة، وفي رواية ليس من مولود يولد إلاّ على هذه الفطرة حتى يعبر عنه لسانه0
قالوا: يارسول الله أفرأيت من يموت صغيرا؟ قال: الله أعلم بما كانوا عاملين، وفي رواية: إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا، وفي حديث عائشة-رضي الله عنها- توفي صبي من الأنصار فقالت طوبى له عصفور من عصافير الجنّة لم يعمل السوء ولم يدركه، قال: أو غير ذلك ياعائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم0
أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة لأنه ليس مكلفا وتوقف فيه من لايعتد به لحديث عائشة هذا وأجاب العلماء بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها دليل قاطع كما أنكر على سعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه- في قوله: أعطه إني أراه مؤمنا، قال: أو مسلما الحديث ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة فلما علم قالذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم)) وغير ذلك من الأحاديث والله أعلم0
000ثمّ ذكر الخلاف في أطفال المشركين0
000 ثم ذكر الأقوال في معنى الفطرة في هذه الأحاديث، إلى أن قال: ((00 والأصح أن معناه أن كل مولود يولد متهيئا للإسلام فمن كان أبواه أو أحدهما مسلما استمر على الإسلام في أحكام الآخرة والدنيا وإن كان أبواه كافرين جرى عليه حكمهما في أحكام الدنيا وهذا معنى يهودانه وينصرانه ويمجسانه أي يحكم له بحكمهما في الدنيا فإن بلغ استمر عليه حكم الكفر ودينهما فإن سبقت له سعادة أسلم وإلاّ مات على كفره وإن مات قبل بلوغه فهل هو من أهل الجنة أم النار أم يتوقف فيه ففيه المذاهب الثلاثة السابقة قريبا الأصح أنه من أهل الجنة0
انتهى المراد نقلا من صحيح مسلم بشرح النووي ــ كتاب القدرـ باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين0
والله أعلم وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم0