ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 10 - 07, 12:32 ص]ـ
وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في باب اللقطة من كتاب الشرح الممتع:
وقوله: «تتبعه همة أوساط الناس» الذي تتبعه همة أوساط الناس يختلف باختلاف الأحوال والأماكن والأزمان، فيما سبق الدرهم الواحد تتبعه همة أوساط الناس؛ لأنه يحصل به شيء كثير، يعني يمكن أن الدرهم الواحد يشتري به الإنسان شاة ويشتري به ـ أيضاً ـ حباً يطبخه ويكفي ضَيْفَه.
والآن ـ والحمد لله ـ الدرهم لا يهتم به أحد، وكذا خمسة دراهم، وكذا عشرة، والخمسون يهتم بها أوساط الناس، إذاً يقدر هذا بحسب الأحوال، والأحوال يختلف فيها الناس.
لكن لو قال قائل: لعل هذا الذي لا تتبعه همة أوساط الناس تتبعه همة فاقِدِهِ؟ فيقال: العبرة بالأغلب، يعني رب قلم لا يساوي درهماً، وعند صاحبه يساوي مائة درهم؛ لأنه تعوَّد عليه وكتابته به سهلة وجميلة، وهذا شيء مشاهد، بعض الأشياء تكون عند صاحبها غالية، وعند الناس ليست غالية، فيقال: العبرة بالأغلب) أ. هـ.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[30 - 10 - 07, 08:29 ص]ـ
قد يقال ايضا ان الـ (500) لا تمثل شيئا في اوساط بعض الأحياء الغنية، فبالتالي يمكن الأخذ برأي الإمام ابن باز رحمه الله تعالى.
كما أن الـ (5) ريال قد تمثل شيئا في اوساط بعض الأحياء الفقيرة.
والله المستعان.
الله المستعان الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه الوافرة
وهذا مختصر رأي الإمام ابن باز رحمه الله أن التقدير عائد بحسب البلدان وأحوال الناس.
من وجد خمسمائة ريال في البادية
السؤال: وجدت مبلغا وقدره خمسمائة ريال وأنا عابر سبيل في صحراء البادية وذلك قبل عشرة أيام من تاريخ رسالتي هذه والمباغ لا يزال في حوزتي فهل يجوز لي أن أنتفع به في سبيل الخير؟ أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا.
الشيخ ابن باز رحمه الله: إذا وجد الإنسان لقطة خمسمائة أو أكثر أو أقل من ذلك مما تتبعه همة أوساط الناس مما له شأن فإنه يعرف سنة كاملة يقول واجده: من له الدراهم، من له المتاع الفلاني في مجامع الناس عند أبواب الجوامع وفي الأسواق ينادي عليه: من له هذه اللقطة ولا يبين صفاتها ولكن يشير إليها يقول: الدراهم، يقول البشت، يقول: الإناء
وما أشبه ذلك لكن لا يبين صفاته الخاصة فإذا جاءه من يعرف ذلك دفعه إليه وإذا لم يأت أحد حتى مضت السنة فإنه يكون مالكا له، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرف اللقطة سنة كاملة إلى أن جاء ربها وعرفها
وإلا فهي لواجدها كسائر ماله
وهذا الرجل الذي وجدها في الصحراء وهو السائل يعرفها فيما حول الصحراء اذا كان حول الصحراء مدينة أو قرية او مجتمع في البادية يعرفها عندهم يقول: من له الدراهم الضائعة، من له الدراهم، مرات كل شهر مرتين ثلاث اربع من محلات الاجتماع لعل صاحبها يعرف فإن لم يوجد ومضت السنة فانه يستنفع بهذا المال ويكون كسائر ماله حتى يأتي من يعرفه بعد، فإن جاءه من يعرفه ولو بعد سنوات دفعه إليه.
وبالنسبة للقدر الذي يهتم به أوساط الناس فليس له حد بل هذا يختلف، لكن ما جرت العادة في كل مكان بأنه حقير لا يحتاج إلى تعريف
والأوقات تختلف فتارة يكون الناس في سعة وفي غنى وعندهم أموال فيكون الحقير عندهم له شأن عند غيرهم
وتارة يكون الناس في حالة فقر وحاجة وجوع فيكون الحقير عندهم شيئا ضئيلا جدا.
فالحاصل أن هذا يختلف بحسب أحوال الجهات التي وجد بها اللقطة، فإذا كانت في وقتنا هذا في البلاد السعودية
فإن الخمسين ريالا والمائة ريال تعتبر حقيرة لا تتبعها همة أوساط الناس والعباءة التي لاتساوي إلا مئة ريال
أو حولها تعتبر حقيرة، يعني لا يلزم تعريفها سنة لأنها لا تساوي تعبها، بخلاف لو كان في بلاد فقيرة،
بلاد الريال عندها شاق ومتعب، فإن العشرة والعشرين عندها تحتاج إلى تعريف بسبب حاجتها وقلة نقودها ونحو ذلك.
فالحاصل إن هذا يختلف بحسب البلدان وبحسب أحوال الناس وحاجتهم وغناهم، فإذا كان في رأي الذي وجد
اللقطة أن هذا الشئ حقير لا يحتاج إلى تعريف، وإذا كان يرى انه ليس بحقير عرف سنة.
فتاوى نور على الدرب الجزء الثالث ص 1476
وللفائدة فالشيخ رحمه الله بالنسبة للقطة لا يرى الإكتفاء بالتعريف من طريق الإعلان بالجرائد عنها
وأجاب عن ذلك أن ليس كل الناس يقرأون الجرائد
وأيضا بعد التعريف لمدة سنة لايقال تصدق بها، هي ملك له إن تصدق أو لم يتصدق
من شرح كتاب العلم من صحيح البخاري