ثم بعد أزمان جُعل هذا السياج الحديدي الموجود الآن، فهو الرابع الآن بينه وبين الجدار الثالث ممر، والجدار الثالث هذا هو الذي ترون عليه السترة الخضراء أظن أو شيء، وبعده جدار ثاني وبعد الجدار الثاني الجدار الأول.
وهذه الجدران الثلاثة هي التي ذكرها ابن القيم في النونية بقوله:
فأجاب رب العالمين دعاءه وأحاطه به ثلاثة الجدران
يعني بدعاء النبي r اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد.
المقصود من هذه المسألة من مهمات المسائل أن تكون واضحة عند طالب العلم تماما؛ لأن الشبهة بها كبيرة، والذين يرددون مثل هذا الكلام كثير.
فلهذا نقول إن القبر ليس في المسجد ولا يمكن لأحد أن يستقبل القبر، وإنما قد يتخذ بعض الجهلة أو بعض المشركين في قلبه صورة القبر ويستقبل شيئا في قلبه ويأخذ شيئا في قلبه، أما القبر فإنه ليس وثنا ولا يمكن أن يتخذ وثنا وأنه محاط بإحاطات تامة إلى آخر ذلك.
والقبة الموجودة فوق سطح مسجد النبي عليه الصلاة والسلام هذه ليست على القبر بـ[ ... ] إنما هي على جزء كبير تشمل الجدران الأربعة كلها، ولذلك لأن قطرها كبير جدا والقبر في الداخل، وهذه القبة في زمن مضى من الخشب بلون الخشب أول ما صنعها أظن المماليك، ثم بعد ذلك طليت باللون الأبيض ثم جعلت باللون الأزرق وهي التي كانت في وقت الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونحوه كان لونها أزرق، ثم في آخر عهد الدولة العثمانية جعل لونها أخضر واستمر هذا اللون.
فلما قيل للشيخ محمد بن عبد الوهاب أنك تقول لو أقدر على قبة النبي عليه الصلاة والسلام القبة التي على قبر النبي r لهدمتها قال: سبحانك هذا بهتان عظيم فما قلت هذا ولا أقوله. لأن ما يترتب من المفاسد على إزالة هذا المنكر أكثر من المصالح، فالواجب التنبيه وتعليم الناس ودعوتهم إلى التوحيد وعدم تمكين الشرك، والنهي عن بناء القباب على المساجد نُهي عنه سدا للذريعة وللعلماء في ذلك كلام يعني في مسألة بقاء القبة.
المقصود أن هذا الذي سار عليه أئمة الدعوة رحمهم الله في هذا الشأن فرأوا أن إبقاء القبة أن هذا أمر لازم وذلك لما أشاعه الأعداء من بغض أئمة الدعوة وبغض أتباع دعوة الشيخ رحمه الله للنبي r؛ بل عظموا النبي عليه الصلاة والسلام وسدوا كل طريق يمكن أن يعطل ما قالوه في هذا الباب؛ يعني ما قاله الأعداء.
................
ملحوظة:
استفدت هذين النقلين من جمع الأخ سالم الجزائري من منتدي سحاب
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[20 - 11 - 04, 10:21 ص]ـ
قال إمام الأئمة الشيخ المحدث أبو عبد الرحمن الألباني في كتابه الماتع ((تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد)) (ص 78 - 92) في إطار جوابه عن الشبهة الثانية وهي أن قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في مسجده كما هو مشاهدٌ اليوم ولو كان ذلك حراما لم يدفن فيه! (وقمت بوضع الهامش باللون الأزرق والأصل باللون الأحمر)
{{وأما الشبهة الثانية وهي أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده كما هو مشاهد اليوم، ولو كان ذلك حراماً لم يدفن فيه!
والجواب: أن هذا وإن كان هو المشاهد اليوم، فإنه لم يكن كذلك في عهد الصحابة رضي الله عنهم، فإنهم لما مات النبي صلى الله عليه وسلم دفنوه في حجرته في التي كانت بجانب مسجده،، وكان يفصل بينهما جدار فيه باب، كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج منه إلى المسجد، وهذا أمر معروف مقطوع به عند العلماء، ولا خلاف في ذلك بينهم، والصحابة رضي الله عنهم حينما دفنوه صلى الله عليه وسلم في الحجرة، إنما فعلوا ذلك كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجداً، كما سبق بيانه في حديث عائشة وغيره (ص14 - 15)، ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم! ذلك أن الوليد بن عبدالملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حُجر أزواج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إليه، فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة، فصار القبر بذلك في المسجد ولم يكن في المدينة أحد من الصحابة حينذاك خلافاً لم توهم بعضهم، قال العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " (ص 136):
¥