تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا أحد من العقلاء إلا وهو يحب أن يُبارك رزقه وما ملّكه الله إياه، ولقد كان ذلك أمنية كل حي، ولو أعلن لأهل الدنيا أن ثمة طريقة أو أسلوبا إذا ما استخدمه أحد تباركت حاجاته فإنهم سيهرعون إليه زرافات ووحدانا ولو أدى ذلك إلى أن يجهدوا أنفسهم من أجل الوصول إلى معرفته، والورود إلى حياضه، للاغتراف منه والإفادة من هذه البركة .. بل لو استدعى ذلك بذل الأموال المستطاعة لما تخلف عن ذلك أحد .. وكلما كان المصدر لهذه البركة قادراً وموثوقاً ورحيماً وكريماً كان ذلك أدعى للطلب والحرص عليه .. هذا مبعث لاهتمام النفوس واستشرافها وتأثيرها تربوياً وتزكية وبلوغها مبلغ الحرص والخير الذي ينتج عنه ليبارك عمله ورزقه وكل ما يتصل بسعادته مهم لأنه يغير مسار النفس ويبلغها درجة الصالحين المصلحين الذين يسيرون في الصراط السوي.

والابتداء بالبسملة: كلية من الكليات عند المسلم أن يبدأ أي شيء في طول حياته وعرضها ببسم الله الرحمن الرحيم ليتبرك بها، ويبلغ الإنسان المسلم بها درجات الحفظ من الله تعالى له ولما يمارسه من عمل من الشيطان وأعوانه وما يصدر عنهم من سحر وحسد وفسخ البركة .. وسوى ذلك من الاضرار التي تلحق الانسان إذا لم يبدأ بالبسملة ..

ولفظ الجلالة يبلغ المستعيذ منها إلى المعني وهو ا لله تعالى فيبلغ المراد وهو أن يعلم ويمارس الخضوع التام لله تعالى والتسليم له في جميع شئون حياته، فلا يتمرد على الله في أرضه وتحت سماه .. ولا يجافي منهجه المعصوم الذي يجب أن ينطلق عنه في كل ذرة من حياته إنه الخضوع المطلق والدينونة المطلقة .. فلا إله إلا الله ولا معبود سواه سبحانه جل في علاه ….

والرحمن الرحيم: يبلغان النفس عند استشعار معناهما إلى أعلى درجات الرجاء – فمن طُلبت رحمته ليبارك عمل العبد رحمان رحيم إلى جانب كونه عظيما قادرا كريما وبالتالي تستشعر النفس بالطمأنينة المستقرة فتكون برداً وسلاماً على الجسد والروح وما ينتج عنهما أو أحدهما من عمل .. إن الحياة في كنف الله لا تساويها حياة .. حياة من نوع خاص لا يستشعرها إلا من ذاقها وذاق حلاوتها .. وعاش تحت وارف ظلالها .. إنها الجنة في هذه الدنيا ومن لم يذقها لم يذق طعم جنة الآخرة ولو يعلم بهذه الخصوصية الملوك وأبناء الملوك لجالدوا عليها بالسيوف والصواريخ والطائرات وبأغلى ما يملكونه. …

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير