تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من يصلي ويصوم ولا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر ما حكمه؟]

ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[10 - 07 - 02, 12:57 ص]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهذا سؤال ورد إلي وهذا جوابه فيه فوائد أسأل الله أن ينفع به.

ماهو رآي الدين في من يفتعل كبائر الذنوب والمعاصي يومياً (شرب الخمر- الزنى - الحشيش الخ .. ) ولاكنة متمسك بصلاتة وصيامة ماهو حكم صلاتة في هذة الحالة؟

وهل من الأفضل ان يتوقف عن الصلاة لأن لا فائدة منها او يستمر عليها فهي عماد الدين؟ بستثناء ذنوبة هل تحتسب لة صلاة وحسناتها؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً}.

وقال: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}.

قال: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ... } الآية.

وقال: {ولله على الناس حج البيت ... } الآية.

قال -صلى الله عليه وسلم-: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت))

فهذه أركان الإسلام الخمسة وهي أعظم مباني الإسلام وأهم فرائضه.

وعلى المسلم أن يحافظ عليها، وأن يحرص على الإتيان بجميع ما افترض الله وأوجبه.

ومما أوجبه الله وافترضه ترك المحرمات، وأعظمها الشرك بالله أكبره وأصغره.

ومن المحرمات ما هو كبائر وصغائر.

فالكبائر وهي دون الشرك الأصغر مع أنها من الكبائر وتوجب النار لمرتكبها، وهي كثيرة وقد قال ابن عباس -رضي الله عنه- لما ذكر حديث: ((اجتنبوا السبع الموبقات)) قال: هي إلى السبعين أقرب.

ومن الكبائر: شرب الخمر وما في حكمها من المخدرات، والزنا، وأكل الربا، وآكل الرشوة، والسرقة ونحوها من الكبائر.

والصغائر: النظر المحرم، وكثرة السؤال، وسماع ما يحرم سماعه كالتجسس على المسلم، والتصفيق، والصفير، ونحو ذلك.

فمن فعل أركان الإسلام وقصر في غيرها من الفرائض، وفعل بعض الكبائر كالزنا وشرب الخمر فهو على خطر عظيم ومعرض للعذاب والنكال.

قال -صلى الله عليه وسلم- مبيناً عذاب الزناة وما أعد الله لهم: ((فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نارا فإذا اقترب ارتفعوا حتى كاد أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجال ونساء عراة فقلت من هذا)) وفيه: ((والذي رأيته في الثقب فهم الزناة)).

متفق عليه من حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه-.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((ثم انطلق بي؛ فإذا بقوم أشد شيء انتفاخاُ، وأسوئه منظراً، وأنتنه ريحاً،كأن ريحهم المراحيض.

فقلت: من هؤلاء؟ قيل: الزانون والزوانى.)).

رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه-.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)) متفق عليه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أتاني جبريل فقال: يا محمد إن الله لعن الخمر، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه، وشاربها، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومُسقاها)). رواه أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك وصححه، وصححه الشيخ الألباني وهو كما قالوا.

فمرتكب هذه الكبائر معرض لدخول النار، مستحق لها، ولكنه تحت مشيئة الله تعالى إن مات ولم يتب.

ومن كان من أهل الصلاة والصيام وهو مع ذلك مقارف للكبائر والمحرمات دون الشرك فهذا مع ما هو فيه من الظلم لنفسه، ومع تعرضه للعقاب والنكال هو خير من الذي يرتكب المحرمات، وهو مع ذلك تارك للصلاة والصيام.

وهو يثاب على صلاته وصيامه بقدر ما يستحقه من حيث أداؤها على الوجه الشرعي.

بل ذهب كثير من السلف إلى تكفير تارك الصلاة، وعد تارك الصلاة من أهل الشرك والكفران.

فالذي يصلي، ويصوم، ويرتكب الذنوب والمحرمات؛ أهون وأقل جرماً ممن يترك الصلاة والصيام والحج والزكاة.

فمن ترك الصلاة لظنه أنه لا فائدة من الصلاة، وأنه يعد فعله للصلاة مع ارتكابه للمحرمات أنه منافق أو مراء فترك الصلاة لذلك فهو كافر مشرك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير