تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأيضا سمى الإمام أولاده بأسماء الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم (كشف الغمة للأربلي والإرشاد للمفيد)

6 - وجاء في نهج البلاغة على لسان علي بخصوص عثمان رضي الله عنهما (والله ما أدري ما أقول لك؟ ما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه، إنك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيئ فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغكه، وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صحبنا وما ابن قحافة ولا ابن الخطاب بأولى لعمل الحق منك وأنت أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشيجة رحم منهما وقد نلت من صهره مالم ينالا) [37].

فانظر هذا المدح والثناء على عثمان من علي رضي الله عنهما وانظر إلى قوله: (وما ابن قحافة ولا ابن الخطاب، بأولى لعمل الحق منك) فهذه شهادة علي بأن أبابكر وعمركانا على الحق وعملا به وليسا بأولى من عثمان في ذلك فهو لعمل الحق أهل، فأين هذا من سب من يدعون حب علي؟ وهل اتبعوا الإمام أم خالفوه؟!.

7 - وجاء أيضا في أحد شروحهم لنهج البلاغة: (ولما حوصر عثمان رضي الله عنه في بيته قام علي بالدفاع عنه بيده ولسانه) [38].

8 - وورد في في نهج البلاغة خطبة على رضي الله عنه والتي تدور حول مدح وثناء على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونعرض هنا جزءاً منها: (لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجداً وقياماً يراوحون بين جباههم ويقبضون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم، إذا ذكر الله همرت أعينهم حتى ابتلت جيوبهم ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب ورجاءا للثواب) [39].

9 – وقال أيضا مادحا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي نهج البلاغة؟!): (أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه وقرأو القرآن فأحكموه، وهيجوا إلى القتال فَوَلِهُوا وَلَهَ اللقاح إلى أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً، وصفاً صفاً، بعض هلك، وبعض نجا، لا يبشرون بالأحياء، ولا يعزون بالموتى، مر العيون من البكاء خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، صفر الألوان من السهر، على وجوههم غبرة الخاشعين، أولئك أخواني الذاهبون، فحق لنا أن نظمأ إليهم ونعض الأيدي على فراقهم) [40].

10 - وهاهو نهج البلاغة مليء من منع علي لأصحابه من السب والشتم والتكفير والتفسيق، وحتى لمقاتليه في حرب صفين، وعنوان الخطبة (ومن كلام له عليه السلام وقد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم في صفين): (إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: (اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بينا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله، ويروي عن الغي والعدوان من لهج به) [41].

11 - وجاء في نهح البلاغة،كتاب علي رضي الله عنه إلى الأمصار يذكر فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين (وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله، والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، والأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء) [42].

إن علياً رضي الله عنه لم يكفر أحداً ممن قاتله حتى ولا الخوارج، ولا سبا ذرية أحد منهم، ولا غنم ماله، ولا حكم في أحد ممن قاتله بحكم المرتدين كما حكم أبو بكر وسائر الصحابة في بني حنيفة وأمثالهم من المرتدين، بل كان يترضى. عن طلحة والزبير وغيرهما ممن قاتلهم، ويحكم فيهم وفي أصحاب معاوية ممن قاتلهم بحكم المسلمين، وقد ثبت بالنقل الصبحيح أن مناديه نادى يوم الجمل لايتبع مدبر، ولا يجهز على جريح ولا يغنم مال [43]. واستفاضت الآثار أنه كان يقول عن قتلى معاويه: إنهم جميعا مسلمون ليسوا كفارا ولا منافقين [44]. وهذا ثبت بنقل الشيعة نفسها، فقد جاء في كتبهم المعتمده عندهم (عن جعفر عن أبيه أن عليا - عليه السلام - لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه يقول: هم بغوا علينا) [45].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير