لأنه ترك الصلاة من أجل الناس، ولم يصل لله.
فالواجب على المسلم أن يعمل لله، وتكون صلاته لله، وكذا صيامه وجميع عمله على وفق السنة النبوية.
فإذا ابتلي العبد بفعل الكبائر والمحرمات فليحاسب نفسه، ولا يحمله ذلك على ترك الصلاة والصيام والواجبات التي ما زال يعملها.
فانتبه فهذا مدخل عظيم من مداخل الشيطان.
فكثير من الناس يظن أن الصلاة إذا لم تحمله على ترك المحرمات فوجودها كعدمها! فيترك الصلاة لذلك!!
بل قد يظن أن صلاته على تلك الحال تعد نفاقاً ورياءً!!
وهذا شرك وكفر كما سبق بيانه.
وهذا ظن باطل.
بل الواجب على العبد أن يطيع الله، ويبتعد عن المحرمات، ويجاهد نفسه الأمارة بالسوء، ويجاهد الشيطان على قدر ما يستطيع، ويلجأ إلى الله فيسأله التوفيق لترك جميع المحرمات بدلاً من استسلامه للشيطان، وتسليم الزمام لإبليس نعوذ بالله منه.
وهنا مسأل يجب التنبه لها وهي:
أن الله تعالى قال: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}، ومع ذلك نرى أن كثيراً من الناس يصلون وهم مقارفون للفحشاء والمنكر فهل هذا يدل على بطلان صلاتهم، وأنها لا تقبل؟
فالجواب: ليس الأمر كذلك.
فإن الصلاة التي أمر الله بها، بالكيفية التي بينها الكتاب والسنة هي التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، والصلاة في أصلها ناهية عن الفحشاء والمنكر.
والواقع شاهد بذلك: فتجد أن المحافظين على الصلاة هم أقل الناس شراً إلا فيما ندر.
وإذا رأى العبد من نفسه إقبالاً على الفحشاء والمنكر فليراجع صلاته فمن قبل نفسه الخلل.
فليتفقد طهارته فليحسنها، وليحسن صلاته، فيحافظ على الخشوع فيها، وأدائها على وفق ما أمر الله، وعلى الصفة التي بينها النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فإذا أدى الصلاة كما أمره الله فستنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر.
وأما ما روي عن ابن عباس وغيره عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً)).
فهذا حديث ضعيف لا يصح مرفوعاً.
وإنما صح من قول ابن مسعود -رضي الله عنه- رواه عنه الطبري في تفسيره وغيره.
وهذا الحديث إن صح –ولا يصح بل صح موقوفاً- هو خبر بمعنى الأمر كما قال القرطبي -رحمه الله-.
أي: لتكن الصلاة ناهية لصاحبها عن الفحشاء والمنكر.
ومعناه: أن الذي يصلي ولا تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فهو ما زال بعيداً عن الله لأنه مع ما هو واقع فيه من الفحشاء والمنكر لم يحسن صلاته ولم يؤدها كما أمره الله فهو لم يزدد من الله إلا بعداً بهذا الاعتبار.
أما أن يفهم الأثر على أنه لو لم يصل مع وقوعه في الفحشاء والمنكر؛ فهو أقرب وأحسن حالاً ممن لا يصلي وهو مواقع للفحشاء والمنكر!!، فهذا فهم باطل لا ترد الشريعة به، وقد بين شيخ الإسلام بطلانه بما لا مزيد عليه.
وقد قال شيخ الإسلام في كلام آخر غير المشار إليه: [وقوله: ((لم يزدد إلا بعداً)): إذا كان ما ترك من الواجب منها أعظم مما فعله؛ أبعده ترك الواجب الأكثر من الله أكثر مما قربه فعل الواجب الأقل] مجموع الفتاوى"كتاب الإيمان" (7/ 30).
فمن صلى ولم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فهذا بعيد من الله لتقصيره في صلاته وعدم الإتيان بها كما أمره الله.
ومن ترك الصلاة فهو أبعد عن الله، وهو مطرود عن بابه وعن قرب جنابه، بل هو من أهل الكفر والشرك نعوذ بالله من ذلك.
فأداء الصلاة وإبراء الذمة بالإتيان بها شيء، وكونها ناهية لفاعلها عن الفحشاء والمنكر شيء آخر.
والمسلم المؤمن المطيع الذي وعد بالنجاة من النار هو من أدى الصلاة كما أمره الله، ونهته صلاته عن الفحشاء والمنكر.
أسأل الله أن نوفق لأداء الصلاة كما أمرنا الله، وأن تكون صلاتنا ناهية لنا عن فعل ما يغضب الله.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وللفائدة انظر هنا:
http://www.al-muntada.com/forums/showthread.php?threadid=36941
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 11:03 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 09:26 م]ـ
وفيكم بارك الله
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:29 م]ـ
بارك الله بك أخي أبي عمر العتيبي وجزاك خيرا كثيرا ..........
ويكثر هذا الصنف في مسألة تبرج النساء كاسيات عاريات، فتجد من يصلي معك في الصف الأول ونساءه من بنات وزوجة، عاريات إلا قليلا!! والعياذ بالله ...........
وقد ثبت في الكتاب والسنة أن الإنسان يمكن أن يكون يصلي مع أنه كافر والعياذ بالله ...
فف الكتاب قال تعالى:
(وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون) 54 التوبة.
فهؤلاء كفروا بالله وبرسوله ومع ذلك يصلون ويدفعون الزكاة!
ولا أعتقد أن هناك خلافا بأن عبد الله بن سلول كان يصلي، ومع ذلك كان كافرا منافقا، يخفي الكفر ويظهر الإسلام .. ومثله أصحاب المسجد الضرار ..........
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وبطرق كثيرة، حديث الخوارج، وفيه:"تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم، يقرؤو ن القرآن لا يجاوز حناجرهم)
ومع ذلك (يمرقون من الدين كمرق السهم من الرمية)!!!
ويقول صلى الله عليه وسلم (لإن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد)!!!
وفي الفاظ (أقتلوهم فإن في قتلهم أجرا يوم القيامة)!!
وفي الفاظ (لو يعلم الجيش الذي يقتلهم كم قضي لهم من الأجر على لسان نبيهم لنكلوا عن العمل)!!
وكلها الفاظ في الصحيحين أو أحدهما!!
فأمر هؤلاء قبيح جدا وغاية في السوء إلا أن القول أنهم من الأصناف التي ذكرتها أو لا، أمر لا يعلمه إلا الله .......
والله أعلم والله الموفق