5 - وجاء في نهج البلاغة عن علي رضي الله عنه أنه قال: (أوصيكم بتقوى الله الذي ألبسكم الرياش [56] وأسبغ عليكم المعاش، فلو أن أحدا يجد إلى البقاء سُلًّمَا أو لدفع الموت سبيلاً لكان ذلك سليمان بن داود) [57].
وهذا ينقض الباب الذي وضعه الكليني في الكافي بعنوان: (أن الأئمة ع يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم). كيف؟ وعلي يقول: ( .. أو لدفع الموت سبيلاً).
6 - وجاء في نهج البلاغة عن علي رضي الله عنه أنه قال في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم -:
(أرسله على حين فترة من الرسل. . . فقفى به الرسل، وختم به الوحي) [58].
فأين هذا القول مما في الكافي (أن الحسن العباس المعروفي كتب إلى الرضا ع جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبي والإمام، قال فكتب أو قال: الفرق بين الرسول والنبي والإمام: أن الرسول الذي ينزل عليه جبرائيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحى وربما رأى في منامه نحو رؤيا ابراهيم ع، والنبي ربما سمع الكلام وربما رأى الشخص ولم يسمع، والإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص) [59].
وجاء في بحار الأنوار تسع عشرة رواية تذكر بأن الله تعالى ناجى علياً، وأن جبرائيل يملي عليه .... ) [60].
وتتحدث بعض رواياتهم عن أنواع الوحي للإمام فتذكر أن جعفراً قال: (إن منا لمن ينكت في أذنه، وإن منا لمن يؤتى في منامه، وإن منا لمن يسمع صوت السلسلة تقع على الطشت (كذا)، وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرائيل وميكائيل) [61].
بل أكثر من ذلك فرفعوهم فوق الأنبياء والرسل فلا يحتاجون إلى الوحي في كل الأحوال بل كما جاء في الباب الذي عقده الكليني في الكافي (باب أن الأئمة عليهم السلام إذا شاؤوا أن يعلموا علموا) [62]، وذكر فيه ثلاث روايات كلها تنطق بـ (أن الإمام إذا شاء أن يعلم أعلم) [63]، فالوحي للأئمة ليس بمشيئة الله وحده كما هي الحال مع الرسل - عليهم السلام - بل هو تابع لمشيثة الإمام. بل إن الأئمة تذهب إلى عرش الرحمن كل ليلة جمعة لتطوف به فتأخذ من العلم ما شاءت، قال أبو عبد الله (إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله - صلى الله عليه وآله - العرش ووافى الأئمة - عليهم السلام - معه ووافينا معهم، فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد ولولا ذلك لأنفدنا) [64].
وعقد الكليني في الكافي باباً بعنوان: (أن الأئمة - عليهم السلام - ولاة أمر الله وخزنة علمه) [65]، وضمن هذا الباب ست روايات في هذا المعنى، وبابٌ بعنوان (أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم) [66]، وفيه سبع روايات، وبابٌ بعنوان: (أن الأئمة يعلمون جميع العلوم التى خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل - عليهم السلام) [67] وفيه أربع روايات.
وذكر في كتب الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استمر طيلة حياته يعلِم علياً علوماً وأسراراً لايطلع عليها أحد سواه، وقد وصلت مبالغات الشيعة في هذه الدعاوي إلى مرحلة لا يصدقها عقل .. حتى قيل: إن علياً استمر في تلقي العلم من فم رسول الله حتى بعد موته - عليه الصلاة والسلام - وعقد المجلسي لهذا باباً بعنوان (باب ماعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله عند وفاته وبعده) [68].
وقالت الرواية الأولى في هذا الباب إن عليا رضي الله عنه قال: (أوصاني النبى صلى الله عليه وآله فقال: إذا أنا مِتُّ فغسلني بست قرب من بئر غرس [69] فإذا فرغت من غسلي فأدرجني في أكفانى، ثم ضع فاك على فمي، قال ففعلت وأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة) [70]. وقالت الرواية الثانية بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا علي إذا أنا مت فاغسلني وكفني , ثم اقعدني وسائلني واكتب) [71].
ومضت بقية الروايات على هذا النسق , حتى قالوا بأن علياً كان إذا أخبر بشيء قال: (هذا ما أخبرني به النبي صلى الله عليه وآله بعد موته) [72].
¥