تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مع أغلى كتاب]

ـ[د. محمد ناجي مشرح]ــــــــ[17 - 12 - 03, 06:14 م]ـ

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (2)

الثناء الجميل محبب إلى النفس لكن أي ثناء تحبه النفوس؟

هل هو النفافي الذي تعلم النفس أن لا مقابل له؟ أم هو الثناء الذي تكمن وراءه مصلحة آنية غير مهدفة؟ أم هو الثناء الذي يطلقه صاحبه ليأمن من المثني عليه أو الممدوح؟ أم هو الثناء المبني على أهلية الممدوح والمثني عليه بما هو أهله .. ؟ أي ذلك؟ قد تطرب بعض النفوس للثناء الأجوف وإن كانت تعلم بأنه ثناء لا يتكئ على أهلية ومقابل .. لكنها ليست نفوس سوية وليست موضوعية ولا واقعية أو إن شئت فقل: ليست موفقة .. ولسنا بصدد السرور الكاذب الذي لا يبلغ النفس المثني عليها إلى خير والذي يشوبه التكذيب الداخلي من داخل نفس المثني عليه أولاً ومن نفس المادح أو المثني ثانياً .. ولكنا – ويجب أن نعتمد هذا في قاموس تعاملنا مع الغير أخذاً وعطاء – نعني ذلك السرور الذي يدوم ويستمر .. إنه السرور الذي انبنى على مقابل؛ على أهلية الممدوح والمثني عليه لأنه ثناء تأسس على أرضية صلبة وثابتة لا تهزه العوادي الواردة على الثناء .. وهذا هو الثناء الممنهج بمنهج القرآن المعصوم الذي لا يجوز عليه الخطأ .. ليس مع البشر فحسب ولكن مع رب البشر – سبحانه وتعالى – هذه القاعدة مستوحاة من هذا الكتاب العزيز وهي قاعدة مطردة حسب تتبعي الطويل والمتفحص .. فالحمد وهو الثناء المستغرق لجميع أنواع الثناء على الجميل الاختياري يردف بالتعليل المباشر وكأن سائلاً يسأل ويقول: لماذا استحق الله تعالى هذا الثناء فيأتي الجواب: (رب العالمين) وللنفس أن تسبح في أعماق معنى رب ومعنى العالمين .. فهو الذي ربى جميع المخلوقات ابتداء من الذرة وانتهاء بالمجره ليس ثمة نعمة إلا وهو المتفضل بها تعالى في عظمته وجل في علاه .. " وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها " فهل يستطيع أحد يعقل ما يقول نكران هذه الحقيقة .. ؟ فقط تحتاج النفس إلى أمرين في غابة من الأهمية هما:

1 - الايمان

2 - التدبر

وستجد هذه القاعدة مطردة والحقيقة ماثلة …. وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد وهذه البلاغة التي قد وضعت لها الآية الكريمة قنطرة ومعبرا للنفوس السوية تعبر بها إلى مصاف النفوس المزكاة تزكية مبناها العلم والبحث العلمي الرصين المشبع بالبراهين القاطعة من الكتابين المقروء والمنظور …

هذه البلاغة من حيث عموم الآية وأما من ناحية الألفاظ فإن مكمن البلاغة في كل لفظ على حدة ..

فالحمد: هو الثناء والثناء من الناحية الحسية المشاهدة ضد الفردية ويعنى التكرار أي تكرار الشيء لتقوية وتمتينه .. وذكر المحبوب المتكرر على الصفة المستحقة يزيد الحب ويمتنه ..

ورب: تعنى الزيادة حسياً ومعنوياً كذلك ويقال فيها ما قيل في الحمد …

والعالمين جمع عالم .. وهو يشمل العوالم الموجودة في الكون الفسيح سواء كانت حيوانات عاقلة أو غير عاقلة أم جمادات كما قال بعض المفسرين ...

ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[17 - 12 - 03, 06:29 م]ـ

؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير