تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأول: أن ظاهر القرآن يدل على أن المراد بالطبق الحال المنتقل إليها من موت ونحوه وهول القيامة بدليل قوله بعده مرتباً له عليه بالفاء {فَمَا لَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَوَيَصْلَى? سَعِيراً} فهو قرينة ظاهرة على أن المراد إذا كانوا ينتقلون من حال إلى حال ومن هول إلى هول فما المانع لهم من أن يؤمنوا ويستعدوا لتلك الشدائد ويؤيده أن العرب تسمي الدواهي بنات طبق كما هو معروف في لغتهم.

الوجه الثاني: أن الصحابة رضي الله عنهم هم المخاطبون الأولون بهذا الخطاب وهم أولى الناس بالدخول فيه بحسب الوضع العربي ولم يركب أحد منهم سماء بعد سماء بإجماع المسلمين فدل ذلك على أن ذلك ليس معنى الآية ولو كان هو معناها لما خرج منه المخاطبون الأولون بلا قرينة على ذلك.

الوجه الثالث: هو ما قدمنا من الآيات القرآنية المصرحة بحفظ السماء وحراستها من كل شيطان رجيم كائناً من كان، فبهذا يتضح أن الآية الكريمة ليس فيها دليل على صعود أصحاب الأقمار الصناعية فوق السبع الطباق. والواقع المستقبل سيكشف حقيقة تلك الأكاذيب والمزاعم الباطلة، وكذلك ما يزعمه بعض من ليس له علم بمعنى كتاب الله جل وعلا من أن الله تعالى أشار إلى بلوغ أهل الأرض إلى السموات بقوله: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَمَا فِى ?لاٌّرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ} فقالوا تسخيره جل وعلا ما في السموات لأهل الأرض دليل على أنهم سيبلغون السموات والآية الكريمة لا تدل على ذلك الذي زعموا أنها تدل عليه لأن القرآن بين في آيات كثيرة كيفية تسخير ما في السماء لأهل الأرض فبين أن تسخير الشمس والقمر لمنافعهم وانتشار الضوء عليهم ولكي يعلموا عدد السنين والحساب كما قال تعالى: {وَسَخَّر لَكُمُ ?لشَّمْسَ وَ?لْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ ?لَّيْلَ وَ?لنَّهَارَ} ومنافع الشمس والقمر اللذين سخرهما الله لأهل الأرض لا يحصيها إلا الله كما هو معروف وقال تعالى:

{هُوَ ?لَّذِى جَعَلَ ?لشَّمْسَ ضِيَآءً وَ?لْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ?لسِّنِينَ وَ?لْحِسَابَ}، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا ?لَّيْلَ وَ?لنَّهَارَ ءَايَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ ءَايَةَ ?لَّيْلِ وَجَعَلْنَآ ءَايَةَ ?لنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ?لسِّنِينَ وَ?لْحِسَابَ} إلى غير ذلك من الآيات المبينة لذلك التسخير لأهل الأرض.

وكذلك سخر لأهل الأرض النجوم ليهتدوا بها في ظلمات البر والبحر كما قال تعالى: {وَ?لنُّجُومَ مُسَخَّرَ?تٍ بِأَمْرِهِ} وقال تعالى: {وَهُوَ ?لَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ?لنُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِى ظُلُمَـ?تِ ?لْبَرِّ وَ?لْبَحْرِ} وقال: {وَعَلامَـ?تٍ وَبِ?لنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} إلى غير ذلك من الآيات. فهذا هو تسخير ما في السماء لأهل الأرض وخير ما يفسر به القرآن. ومما ويوضح ما ذكرنا أن المخاطبين الأولين بقوله {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَمَا فِى ?لاٌّرْضِ} وهم الصحابة رضي الله عنهم لم يسخر لهم شيء مما في السموات إلا هذا التسخير الذي ذكرنا الذي بينه القرآن العظيم في آيات كثيرة. فلو كان يراد به التسخير المزعوم عن طريق الصواريخ والأقمار الصناعية لدخل فيه المخاطبون الأولون كما هو ظاهر، وكذلك قوله {وَكَأَيِّن مِّن ءَايَةٍ فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}، فإن معنى مرورهم على ما في السموات من الآيات نظرهم إليها كما بينه تعالى في آيات كثيرة كقوله: {أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِى مَلَكُوتِ ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ وَمَا} وقوله: {قُلِ ?نظُرُواْ مَاذَا فِى ?لسَّمَـ?وَ?تِ وَ?لاٌّرْضِ} وقوله: {سَنُرِيهِمْ ءَايَـ?تِنَا فِى ?لاٌّفَاقِ وَفِى? أَنفُسِهِمْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ?لْحَقُّ} إلى غير ذلك من الآيات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير