[من هم الصحا بة رضى الله عنهم]
ـ[ابو سفيان اليونسى]ــــــــ[19 - 12 - 03, 11:45 ص]ـ
تعريف الصُّحْبَة000
الصحبة في اللغة: الملازمة والمرافقة والمعاشرة، يقال: صحبه يصحبه صحبة، وصحابة بالفتح وبالكسر: عاشره ورافقه ولازمه، وفي حديث قيلة: خرجت أبتغي الصحابة إلى رسول -الله صلى الله عليه وسلم-، هذا مطلق الصحبة لغة000
الصَّاحِب: المرافق ومالك الشيء و القائم على الشيء، ويطلق على من اعتنق مذهباً أو رأياً فيقال أصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي000
الصَّاحِبَة: الزوجة، قال تعالى: (وأنَّهُ تَعَالى جَدُّ رَبِّنا ما اتَّخَذَ صَاحِبَةً ولا وَلداً) 000000
الصَّحَابِيّ: من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤناً به ومات على الإسلام، وجمعها صحابة000
***************
ما تثبت به الصُّحْبَة000
اختلف أهل العلم فيما تثبت به الصحبة، وفي مستحق اسم الصحبة، قال بعضهم: (إن الصحابي من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به، ومات على الإسلام) 000وقال ابن حجر العسقلاني: (هذا أصح ما وقفت عليه في ذلك) 000
فيدخل فيمن لقيه: من طالت مجالسته له، ومن قصرت، ومن روى عنه، ومن لم يرو عنه، ومن غزا معه، ومن لم يغز معه، ومن رآه رؤية ولو من بعيد، ومن لم يره لعارض كالعمى000
ويخرج بقيد الإيمان: من لقيه كافرا وإن أسلم فيما بعد، إن لم يجتمع به مرة أخرى بعد الإيمان000
كما يخرج بقيد الموت على الإيمان: من ارتد عن الإسلام بعد صحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومات على الردة فلا يعد صحابيا000
وهل يشترط التمييز عند الرؤية؟ 000
منهم من اشترط ذلك ومنهم من لم يشترط التمييز000
وقال بعضهم: لا يستحق اسم الصحبة , ولا يعد في الصحابة إلا من أقام مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة فصاعدا، أو غزا معه غزوة فصاعدا، حكي هذا عن سعيد بن المسيب، وقال ابن الصلاح: هذا إن صح: طريقة الأصوليين000
وقيل: يشترط في صحة الصحبة: طول الاجتماع والرواية عنه معا، وقيل: يشترط أحدهما، وقيل: يشترط الغزو معه، أو مضي سنة على الاجتماع، وقال أصحاب هذا القول: لأن لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم شرفا عظيما لا ينال إلا باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص كالغزو المشتمل على السفر الذي هو قطعة من العذاب، والسنة المشتملة على الفصول الأربعة التي يختلف فيها المزاج000
***************
طرق إثبات الصحبة000
1 - منها: التواتر بأنه صحابي000
2 - ثم الاستفاضة والشهرة القاصرة عن التواتر000
3 - ثم بأن يروى عن أحد من الصحابة أن فلانا له صحبة، أو عن أحد التابعين بناء على قبول التزكية عن واحد000
4 - ثم بأن يقول هو إذا كان ثابت العدالة والمعاصرة: أنا صحابي000 أما الشرط الأول: وهو العدالة فجزم به الآمدي وغيره، لأن قوله: أنا صحابي، قبل ثبوت عدالته يلزم من قبول قوله: إثبات عدالته , لأن الصحابة كلهم عدول فيصير بمنزلة قول القائل: أنا عدل000وذلك لا يقبل000
وأما الشرط الثاني: وهو المعاصرة فيعتبر بمضي مائة سنة وعشر سنين من هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- لقوله -صلى الله عليه وسلم- في آخر عمره لأصحابه: (أرأيتكم ليلتكم هذه؟ فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد) 000وزاد مسلم من حديث جابر: (أن ذلك كان قبل موته -صلى الله عليه وسلم- بشهر) 000
***************
عدالة من ثبتت صحبته000
اتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة000 وهذه الخصيصة للصحابة بأسرهم، ولا يسأل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه، لكونهم على الإطلاق معدلين بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم، واختياره لهم بنصوص القرآن
قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أمَّةٍ أخْرِجَت للنّاس) 000
واتفق المفسرون على أن الآية واردة في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-000
قال تعالى: (وَكَذلِك جَعَلنَاكُم أمَّةً وَسَطا لِتَكُونوا شُهَدَاء عَلى النّاسِ) 000
وقال تعالى: (مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ والذين مَعْهُ أشِدّاءٌ على الكُفّارِ) 000
وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة، منها 000
¥